ماذا يقول البطريرك ساكو في الذّكرى الخامسة لانتخابه بطريركًا؟
"أشكر الله على كلّ النّعم الّتي أغدقها عليّ بسخاء. كما أشكر من صميم القلب كلّ الّذين آزروني فترة السّنواتِ الخمس الماضية من خدمتي، الّتي اجتهدتُ خلالها ضميريًّا أن أكونَ أمينًا لرسالتي بالرّغم من الأحداث المتسارعة والمأساويّة والتّحدّيات الكبيرة الّتي واجهتني.
أشكر كلَّ شخص صلّى من أجلي أو أرسل كلمة طيّبة شجّعتني على المضي قدمًا في تحقيق شعاري: الأصالة والوحدة والتّجدّد.
أغفر للّذين انتقدوني بعيدًا عن اللّياقة الأدبيّة وفسّروا عملي بشكل خاطئ. إنّني أدعوهم إلى "وقفة حقّ" مع ذاتهم، وأن يحملوا مصباحًا يُضيء وليس معوّلاً يُسيء إلى ثوابت العقيدة والأخلاق والكنيسة وخدّامِها. هناك فرق شاسع بين نقد بناء وهادف يدفع إلى الأمام وانتقاد وتهجّم غير لائق!
أدعو المهجّرين إلى الخروج من عقليّة التّذمّر والتّظلّم والانتقاد، وأن يشكروا الكنيسة الّتي قدّمت لهم المساعدة الممكنة أثناء محنتهم وتسعى الآن لإعادة إعمار بيوتهم ليعودوا إليها، وقد طرقتْ الكنيسة كلَّ الأبواب من أجلهم.
أتوجّه الى الكلدان في العالم ليكونوا أكثر مسؤوليّة وأن يتصرّفوا بقلوب منفتحة وطريقة هادفة، وأن يقرأوا المتغيّرات برؤية معمَّقة بدل التّركيز على السّلبيّات. الإصلاحات تتحقّق عبر لغة المحبّة وتظافر الجهود والتّعاون. وأوكّد لهم أنّ كنيستنا اليوم أكثر اتّحادًا وقدرة وحضورًا وشهادة محلّيًّا ودوليًّا، وسأبذل كلّ طاقاتي مع إخوتي الأساقفة والكهنة والمؤمنين الطّيّبين على كلّ المستويات لتقدّمها، كما سأعمل من أجل عودة المسيحيّين إلى بلداتهم وبيوتهم.
أخيرًا أقول: عندما يملأ الحبّ كياننا ننمو نموًّا سليمًا، وننمو معًا ولاسيّما أنّ الحبّ هو القوّة الّتي تربطنا ببعضنا، وتُبقينا أُمناء حتّى في المحنة. وأؤمن بأنّ الأزمة الّتي نمرّ بها، عابرة إن شاء الله، وسيعود الأمن والاستقرار إلى عراقنا الحبيب قريبًا.
فكّروا أنّنا لسنا على هذه الأرض عبثًا، بل من أجل نقل رسالة المسيح، رسالة المحبّة والرّجاء والسّلام والفرح، وعيشها على كلّ المستويات.
أعاهد الجميع على أن أسير بثقة مع آباء السّينودس الكلدانيّ في الإصلاحات ونهضة البيت الكلدانيّ ودعم المكوّن المسيحيّ (على اعتبار أنّنا الخميرة والملح والنّور، بحسب الإنجيل) ونشر مفهوم المواطنة والتّعايش السّلميّ والتّسامح في بلدي العراق الّذي هو هويّتي.
أذكروني في صلاتكم!".