الفاتيكان
19 أيلول 2023, 10:20

ماذا يقول البابا فرنسيس عن الصّلاة من أجل الدّعوات؟

تيلي لوميار/ نورسات
أكّد البابا فرنسيس على أنّ تكريس الذّات والهويّة الكاريزميّة والشّركة الأخويّة والرّسالة هي كلّها جوانب مهمّة في الحياة الرّهبانيّة، وأنّ التّأمّل فيها يتطلّب قدرة على الإصغاء والتّمييز والصّلاة والتّقاسم والشّجاعة، مع التّنبّه إلى احتياجات عالم في تغيّر.

كلام البابا جاء خلال استقباله المشاركين في لقاءات تنظّمها الجمعيّتان الرّهبانيّتان روغاسيونيست قلب يسوع والرّاهبات بنات الغيرة الإلهيّة لمؤسّسهما القدّيس أنيبالي ماريا دي فرانشا، تأمّل خلاله بنقطة واحدة تشكّل جذور رسالتهم في الكنيسة، وهي أيضًا النّذر الرّابع للرّهبنة أيّ الصّلاة من أجل الدّعوات. وفي هذا السّياق، وبحسب "فاتيكان نيوز"، "شدّد الأب الأقدس على كون الصّلاة الخطّ الّذي يَعبر حياة القدّيس أنيبالي، وذكَّر قداسته بأنّ أنيبالي قد تنبّه إلى دعوته، والّتي وصفها القدّيس بالمفاجئة والأكيدة والّتي لا يمكن مقاومتها، بينما كان يتعبّد أمام القربان الأقدس، حيث استنار بحكمة الصّلاة. وتابع البابا فرنسيس أنّنا حين نكون أمام الله بوداعة وخشوع غالبًا ما نتلقّى فهمًا محدّدًا لمعنى حياتنا، وفي الصّلاة الأمينة والمثابِرة، وفي العبادة بشكل خاصّ، يكتسب كلّ شيء تناغمًا ويتمّ إدراك الأهداف بشكل أكثر وضوحًا ونجد في الرّبّ القوّة والنّور لتحقيق هذه الأهداف حسب تصميمه. وذكَّر الأب الأقدس هنا بكلمات القدّيس أنيبالي الّذي قال إنّه بدون تلك النّار الدّاخليّة، الحياة الرّوحيّة والصّلاة والتّوبة، لا يمكن القيام بأيّ عمل صالح بالفعل. وأضاف البابا أنّ هذه كانت خبرة القدّيس أنيبالي إلّا أنّ هذا ينطبق على الجميع، فبدون الصّلاة لا يعرف الشّخص إلى أين هو متوجّه. من الضّروريّ بالتّالي، واصل الأب الأقدس، أن يكون هناك حوار طويل مع الرّبّ كلّ يوم والتّضرع إليه قبل أيّة لحظة هامّة أو لقاء أو قرار.

وواصل الأب الأقدس أنّ القدّيس أنيبالي كان يستلهم من مقطع محدّد من الإنجيل، ذلك الّذي يحدّثنا عن قول يسوع "الحَصادُ كثيرٌ ولَكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون. فاسأَلوا رَبّ الحَصادِ أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه" (متّى ٩، ٣٧ـ ٣٨). لقد ملأ هذا المقطع قلب القدّيس بالغيرة، قال البابا، وواصل أنّ أنيبالي ماريا قد بدأ من منطقة فقيرة في مدينته، ميسينا الصّقلّيّة، ليوسِّع نشاطه انطلاقًا من الشّفقة الّتي، ومثل يسوع، شعر بها إزاء بشريّة فقيرة في الجسد وفي الرّوح، وأدرك أنّ أوّل ما يجب القيام به هو الصّلاة. وهكذا، من الصّلاة، روح أفعال القدّيس الرّسوليّة وأعمال المحبّة الّتي قام بها، تأسّست الجمعيّتان الرّهبانيّتان بنات الغيرة الإلهيّة أوّلاً ثمّ روغاسيونيست قلب يسوع. وعاد الأب الأقدس هنا إلى دعوة كان قد وجّهها البابا بولس السّادس إلى الرّهبان الروغاسيونيست حيث أشار إلى أنّ اسم الجمعيّة في حدّ ذاته، أيّ المصلّين، يجعل هويّتهم الرّسالة والصّلاة كمتعبّدين ومتضرّعين من أجل الرّسالة الأسمى والأجمل، استحقاق وإعداد الدّعوات من أجل ملكوت المسيح. ودعا البابا القدّيس حينها الرّهبان إلى أن يكونوا أخصّائيّي الله، وقال البابا فرنسيس لضيوفه إنّه يجدّد اليوم هذه الدّعوة لا إلى أن يكونوا أخصّائيّين بمعنى دارسين للتّقنيّات وإلإحصائيّات والنّظريّات بل دارسين لتلك الخبرة الّتي تنضج بالصّلاة وأعمال المحبّة. وتحدّث الأب الأقدس هنا عن أيادٍ متشابكة للصّلاة وممتدّة لتساعد الآخرين، هكذا تصبحون أخصّائيّي الله، هذه هي رسالتكم، قال قداسته لضيوفه. وتابع أنّ الرّبّ يدعوهم اليوم أيضًا وأنّ هناك الكثير من الشّباب الّذين هم في حاجة إلى شهادات وتوجيهات تتمتّع بمصداقيّة تكشف لهم جمال حياة مكرَّسة للمحبّة. وأضاف الأب الأقدس: ساعدوهم على أن يقولوا نعم".

وفي الختام، شكر الجميع على شهادتهم وشجّعهم على مواصلة الصّلاة من أجل الدّعوات، وسألهم الصّلاة من أجله.