لبنان
27 نيسان 2021, 08:45

ماذا يقول الأب الياس كرم عن ليتورجيا الأسبوع العظيم؟

تيلي لوميار/ نورسات
فيما الأسبوع العظيم يمضي قُدمًا، اختار الأب الياس كرم اليوم الإبحار في محيط اللّيتورجيا في الصّلوات اليوميّة الخاصّة بهذا الأسبوع، فكان المقال التّالي:

"نعيش زمنًا كنسيًّا تعجز الكلمات عن التّعبير عنه. إنّه زمن الأسبوع العظيم والفصح المقدّس في الكنيسة الأرثوذكسيّة.

تبدأ أحداثه من سبت لعازر لغاية إثنين الباعوث. وتستمرّ ليتورجيّة الفصح لعشيّة الأحد الجديد (أحد توما). وتبقى الكنيسة تردّد "المسيح قام" لعيد الصّعود الإلهيّ.

تتداخل الأحداث الخلاصيّة في الأسبوع العظيم، بحيث نعيش مع الرّبّ يسوع، صبحًا ومساءً، كلّ مراحل ما قال وتنبّأ لتلاميذه عن موته وقيامته.  

هنا تأتي اللّيتورجيا في الصّلوات اليوميّة الّتي تقام طوال هذا الأسبوع، لتشدّنا إلى وجه يسوع المتألّم في بستان الزّيتون، لكن مشيئة الله الخلاصيّة، انتصرت بيسوع على الألم فحقّق النّصر على الموت بقيامته.  

واللّيتورجيا كلمة يونانيّة تعني "خدمةً عامّةً" تعود بالفائدة على الشّعب ولمصلحته. وتطوّر مدلول الكلمة ليعني أيضًا "عمل الشّعب". دينيًّا يشير هذا المصطلح إلى الطّقوس والخدم الكنسيّة المقامة لتقديس الشّعب. وقد استعملت كلمة ليتورجيا للتّعبير بشكل خاصّ عن سرّ الإفخارستيا (القدّاس الإلهيّ).  اللّيتورجيا تاليًا عمل دينيّ، بواسطته يعرف الإنسان الله سيّده، ويقدّم له الإكرام الواجب والسّجود الملائم، ويشكره على كلّ إحساناته، ويطلب منه رحمته.  

منذ التزامي الكنسيّ في حركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة، وقبل أن أنال نعمة الكهنوت، أخذت على نفسي التّفرّغ كلّيًّا للمشاركة بصلوات هذا الأسبوع المبارك، فكم بالأحرى أن يكون المرء خادمًا لأحداثه. الكاهن مهما تعب في خدمة ليتورجيّة الأسبوع العظيم والفصح المقدّس، يتعزّى بالمؤمنين الّذين يتوافدون إلى الكنيسة للمشاركة بتذوّق حلاوة هذا الموسم البهيّ. فكلّ كلمة أو لحن أو تطواف أو سجود أو لباس أو توزيع للورود أو رشّ الطّيوب ونثر الغار وقرع الأبواب وتبريك البيض والجبن بالإضافة إلى أمور آخرى لها مدلولات عظيمة وتأخذ من اللّيتورجيا عمقها وبُعدها الرّوحيّ والعقائديّ.  

من هنا أفرح بالمشاركين سواء بالحضور في الكنيسة، أو المتابعين لهذه الصّلوات عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ وشاشات التّلفزة، للأسباب الصّحّيّة الّتي نعيشها.

فالإكتفاء بالشّعانين وجنّاز المسيح وخدمة الهجمة، كمن يتذوّق الطّعام دون أن يتابع تحضيره. وهنا أتذكّر كلامًا للمطران جورج خضر، حيث أشار إلى أنّ كلَّ كلمة في الصّلوات تستطيع أن تغيّر مجرى حياتنا، لذلك لا يستطيع كاهن أن يبدأ خدمة قبل آوان توقيتها، حتّى لا يسهو عن المؤمنين كلمة واحدة، وبالتّالي على المؤمنين أن يلتزموا بالحضور من بداية الخدمة لئلّا يفوت عليهم كلمة تخلّص حياتهم."