ماذا قال متروبوليت حماه وتوابعها للرّوم الأرثوذكس في دفن شهداء السّقيلبيّة؟
"المسيح قام...
ما هذا المنظر المُشاهَد، ما هذه السّاعة؟؟ ماذا يستطيع المرء أن يقول أمام هذه الفاجعة؟ فالقلب يعتصر ألمًا واللّسان يعجز عن الكلام، مجموعة من الأطفال الصّغار مثال البراءة والطّهارة والنّقاوة، الّذين قال عنهم السّيّد له المجد "إن لم ترجعوا وتصيروا كالأطفال فلن تدخلوا ملكوت السّماوات" إن لم تصيروا ببراءة الأطفال ونقاوة الأطفال.
ماذا فعل هؤلاء كي يحصل معهم ما قد حصل، إنّهم كانوا يلعبون بلُعَب الأطفال، لُعَب البراءة والبساطة والطّفولة، لُعَب ليس فيها كرهٌ أو غضبٌ أو إساءةٌ أو أذى أو انتقام، ولكنّهم وهم يلعبون هذه اللّعبة حصدتهم لعبة الكبار ولم يكن هؤلاء الصّغار يدركون أنّ لعبة الكبار تختلف عن لعبة الصّغار، ولم يكونوا يعرفون أنّ لعبة الكبار لا تشبه لعبة الصّغار، فلعبة الكبار فيها قتل وموت وعداوة ودمار .
إنّنا نودّعهم بألم ورجاء لأنّنا في زمن الفصح، زمن القيامة والانتصار.
الموت في المسيح حياة و الحياة في المسيح قيامةٌ و انتصار.
إنّنا نستودعهم في أيدي الله قربانًا أمام مذبح الله، ملائكة يتشفّعون من أجل قيامة السّقيلبيّة، قيامة المنطقة، قيامة البلاد.
إنّني بإسم أبينا صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بإسم مطارنة الكرسيّ الانطاكيّ، بإسم آباء كنيسة حماة الحاضرين والغائبين، بإسم الحضور، بإسمي الشّخصيّ، أتقدّم من أهالي هؤلاء الأطفال وللإبنة الرّوحيّة حلا بالتّعزية، سائلاً الرّبّ أن يثبّتهم بالإيمان و الرّجاء.
وليكن ذكرهم مؤبّدًا".