الفاتيكان
19 أيار 2020, 06:30

ماذا قال البابا فرنسيس لشباب كراكوفيا في مئويّة ابن بلدهم القدّيس؟

تيلي لوميار/ نورسات
أوكل البابا فرنسيس شباب كراكوفيا لقدّيس بلادهم البابا يوحنّا بولس الثّاني، في المئويّة الأولى لمولده، في رسالة توقّف فيها عند حياة "رجل الرّحمة العظيم"، كاتبًا نقلاً عن "فاتيكان نيوز":

"نحتفل هذا العام بمائة سنة على ولادة القدّيس يوحنّا بولس الثّاني. إنّها مناسبة جميلة لكي أتوّجه إليكم، يا شباب كراكوفيا، إذ أفكِّر بِكَم كان يحبّ الشّباب ومتذكّرًا مجيئي إليكم بمناسبة اليوم العالميّ للشّباب عام 2016.

لقد كان القدّيس يوحنّا بولس الثّاني عطيّة مميّزة من الله للكنيسة ولبولندا بلدكم. بدأ حجّه الأرضيّ في الثّامن عشر من أيّار عام 1920 في فادوفيتسيه واختتمه لخمس عشرة سنة خلت في روما، وقد طُبع بالشّغف للحياة والانجذاب لسرّ الله والعالم والإنسان. أذكره كرجل رحمة عظيم: أفكّر بالرّسالة العامّة "الغنيّ بالمراحم"، وبإعلان قداسة القدّيسة فاوستينا وبإنشاء أحد الرّحمة الإلهيّة. ففي ضوء محبّة الله الرّحيمة فهم ميزة وجمال دعوة الرّجال والنّساء، وفهم احتياجات الأطفال والشّباب والمسنّين آخذًا بعين الاعتبار أيضًا الأوضاع الثّقافيّة والاجتماعيّة. وقد تمكّن الجميع من اختبار هذا الأمر. وأنتم أيضًا يمكنكم اليوم أن تختبروه من خلال تعرّفكم على حياته وتعاليمه المتوفّرة للجميع أيضًا بفضل الإنترنت.

كلّ فرد منكم أيّها الشّباب والشّابّات الأعزّاء، يحمل بصمة عائلته بأفراحها وآلامها. إنّ المحبّة والعناية بالعائلة هما ميزتان خاصّتان بيوحنّا بولس الثّاني، ويشكّل تعليمه نقطة مرجعيّة أكيدة لكي نجد حلولاً ملموسة للصّعوبات والتّحدّيات الّتي ينبغي على العائلات أن تواجهها في أيّامنا. لكن المشاكل الشّخصيّة والعائليّة ليست عائقًا على درب القداسة والسّعادة. لم تكن كذلك أيضًا بالنّسبة للشّابّ كارول فويتيوا، الّذي وفي سنٍّ مبكرة عانى من فقدان أمّه وأخيه وأبيه؛ وكتلميذ اختبر قساوة النّازيّة الّتي حرمته العديد من أصدقائه؛ وبعد الحرب ككاهن وأسقف وُجب عليه مواجهة الشّيوعيّة الملحدة.

إنّ الصّعوبات، وحتّى تلك القاسية، هي محنة للنّضوج والإيمان؛ محنة يمكننا تخطّيها فقط بالاتّكال على قوّة المسيح المائت والقائم من الموت. وهذا ما ذكّر به يوحنّا بولس الثّاني الكنيسة بأسرها منذ رسالته العامّة الأولى "فادي الإنسان"، حيث يقول: "على الإنسان الّذي يتوق إلى معرفة أغوار نفسه... أن يلوذ بالمسيح حاملاً إليه قلقه وشكّه، ضعفه وخبثه، حياته وموته؛ وعليه أن يدخل فيه بكليّته" (عدد 10). أيّها الشّباب الأعزّاء هذا ما أتمنّاه لكلّ فرد منكم: أن تدخلوا في المسيح بكلّ حياتكم، وأتمنّى أيضًا أن تولّد فيكم احتفالات المئويّة الأولى لولادة القدّيس يوحنّا بولس الثّاني الرّغبة في أن تسيروا بشجاعة مع يسوع الّذي هو ربّ المخاطرة، والرّبّ الّذي يذهب أبعد على الدّوام... وكما في العنصرة، يريد الرّبّ أن يحقّق إحدى أكبر المعجزات الّتي يمكننا اختبارها: أن يحوّل يديك ويديي وأيادينا جميعًا إلى علامات مصالحة وشركة وإبداع. هو يريد يديك، أيّها الشّابّ وأيّتها الشّابّة هو يريد أياديكم لكي يستمرّ في بناء عالم اليوم.

أوكلكم جميعًا إلى شفاعة القدّيس يوحنّا بولس الثّاني وأمنحكم بركتي؛ وأسألكم من فضلكم ألّا تنسوا أن تصلّوا من أجلي!".