ماذا طلب المطران عبد السّاتر من الإعلاميّين؟
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها بحسب إعلام المطرانيّة:
"إخوتي وأخواتي،
جميل أن يجتمع الإخوة والأخوات معًا في مسكن الله ليرفعوا التّسابيح والشّكران للآب الّذي يريد خلاص الإنسان ويغمره برحمته وحنانه منذ هذه الدّنيا، وللابن الّذي خلّصنا بتجسده وموته وقيامته من كلّ موت وأعطانا الحياة الأبديّة، وللرّوح الّذي يعمل فينا كلّ يوم حتّى يصير الله الكلّ فينا وحتّى نبلغ ملء قامة المسيح.
إخوتي وأخواتي،
أشكر لكم مشاركتكم في هذا المساء في الاحتفال بهذا القدّاس والّذي يأتي في سياق احتفالات أبرشيّة بيروت المارونيّة بالسّنة اليوبيليّة الّتي أرادها قداسة البابا فرنسيس تحت عنوان "حجّاج الرّجاء". ففي هذه السّنة نعيش الرّجاء الّذي أساسه محبّة الله الآب لكلّ النّاس والانتصار على الموت الأبديّ الّذي حقّقه الله الابن والّذي هو حقيقة في حياتنا بفعل الله الرّوح. نحن نرجو ولا يخيب رجاؤنا لأنّنا نعيش منذ الآن مع الله ولا سلطان للموت علينا ولأنّ حياتنا لا تنتهي إلّا في قلب الله.
وفي هذه السّنة اليوبيليّة أيضًا نغفر كما يغفر لنا ونطعم كما نطعم ونترك للآخر دينه لأنّ كلّ ما لنا هو هبة من الله ونعيد الأرض الّتي اقتنيناها لأصحابها لأنّ الملك لله وحده، ونريح الأرض في هذه السّنة اليوبيليّة فلا نفلح ولا نزرع لنتذكّر أنّ الله قادر على العناية بأولاده ونرتاح لنحطّم إله العمل والمال الّذي على مذبحه نضحي بحياتنا وبخير عائلاتنا والإنسان والحيوان والبيئة الّتي نعيش فيها.
إخوتي وأخواتي الإعلاميّين والإعلاميّات والعاملين والعاملات في مجال التّواصل، إنّني أشكركم على ما تبذلون من جهود وتضحيات وحتّى ذاتكم أحيانًا لتوصلوا الخبر اليقين وتظهروا الحقيقة وتؤمّنوا التّواصل بين النّاس. أنتم تدركون حتمًا تأثير كلمتكم في القلوب والعقول. لذلك إنّني أدعوكم في هذا المساء لتكونوا أيضًا "حجّاج رجاء". إنّني أدعوكم إلى أن تنهلوا من معين رجائنا المسيحيّ، بالصّلاة والتّأمّل في عمل الله الخلاصيّ وكلمته، وتنقلوا هذا الرّجاء لمن حولكم من عائلة وزملاء عمل وزميلات ومن مواطنين ومواطنات ومن مؤمنين ومؤمنات فيدخل السّلام قلوبهم ويعمّ الفرح الحقيقيّ حياتهم. فليكن كلامكم وخبركم كلّه لأجل بنيان الآخر إنسانيًّا وروحيًّا من دون المساس بكرامة إنسانيّته هو الّذي خلق على صورة الله ومثاله. إسعوا خلف الحقيقة وليس خلف السّبق الصّحفيّ. إكشفوا الفساد بقصد الإصلاح وليس بقصد التّشهير. دافعوا عن الضّعيف أطفلًا كان أم امرأة أم عجوزًا. إرفعوا صوتكم ضدّ التّعصّب والانعزاليّة وكلّ أنواع القمع ليبقى لبنان بلد الانفتاح وتلاقي الحضارات والأديان وبلد الحرّيّات. إعملوا دومًا بالمبادىء الّتي على أساسها اخترتم أن تكرّسوا حياتكم لهذه الرّسالة وليس المهنة، مع ما تتطلّبه من تضحيات. دافعوا عن المظلوم وعن الحقّ من دون كلل ومن دون أن تحسبوا حسابًا لردّات فعل الظّالمين والمتسلّطين وأسياد هذا العالم.
أخواتي وإخوتي، هنيئًا لكم رسالتكم وهنيئًا لكم هذه السّنة اليوبيليّة وهنيئًا لكم حضور الرّبّ يسوع في حياتكم. لأجلكم سأصلّي دومًا ليحفظكم الرّبّ من كلّ سوء في الرّوح والجسد لتبقوا "علامات رجاء" في عالم يزيد قساوة ووحشة ويأسًا. سأصلّي أيضًا على نيّة رفاقكم ورفيقاتكم الّذين أصيبوا أو ستشهدوا أثناء إيصالهم الحقيقة. عزّى الرّبّ أهل الشّهداء وعافى المصابين. آمين".
وبعد القدّاس الإلهيّ الّذي خدمته جوقة كنيسة القدّيسة ريتا- سنّ الفيل، انتقل الجميع إلى صالون الكاتدرائيّة حيث كان لقاء أخويّ جمع الإعلاميّين والعاملين في مجالي التّواصل والإعلام حول المطران عبد السّاتر.