لبنان
27 تشرين الثاني 2018, 06:53

ماذا تقول المؤسّسة المارونيّة للانتشار عن زيارة البابا فرنسيس؟

صدر عن المؤسّسة المارونبّة للانتشار بيان أضاءت فيه على زيارتها إلى الكرسيّ الرّسوليّ، الّتي قامت بها في إطار الزّيارة الرّسميّة للبطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي وسينودس الكنيسة المارونيّة للأعتاب الرسوليّة، بمشاركة وفد نيابيّ مثل الكتل النّيابيّة اللّبنانيّة من مختلف الطّوائف والمناطق. وجاء في البيان:

 

"إستقبل البابا فرنسيس قبل ظهر الثّلاثاء الماضي الوفد اللّبنانيّ المشترك الّذي نظّمته المؤسّسة المارونيّة للانتشار والمؤلّف من نوّاب من مختلف الطّوائف، ومن رئيس وأعضاء المؤسّسة المارونيّة للانتشار، إضافة الى رئيس عامّ الرّهبانيّة المارونيّة الأنطونيّة الأباتي مارون أبو جودة ولفيف من الكهنة والرّهبان الموارنة الدّارسين والعاملين في روما.

في مستهلّ اللّقاء، ألقى البطريرك الرّاعي كلمة عرف فيها بالوفد اللّبنانيّ، وشكر للبابا استقباله "الاستثنائيّ غير المعهود خلال زيارات الأعتاب الرّسوليّة وتخصيصه الوفد اللّبنانيّ بلقاء مميّز، معرّفًا بالوفد وبأنّه يضمّ نوابًّا من مختلف الطّوائف المسيحيّة والإسلاميّة".
وعرض لعمل المؤسّسة المارونيّة للانتشار في متابعة شؤون الموارنة عبر العالم لتوثيق رباطهم بلبنان، كما في تنظيم زيارات للشّبيبة المغتربين إلى لبنان ضمن برنامج روحيّ وثقافيّ وسياحيّ من خلال الأكاديميّة التّابعة للمؤسّسة. وأخيرًا طلب الرّاعي بركة البابا للوفد وللبنان وشعبه.

ثمّ ألقى البابا كلمة ترحيب قال فيها: "أشكر صاحب الغبطة على كلمته وقد قال إنّه حدث استثنائيّ أن يرافق العلمانيّون الأساقفة في زيارتهم للأعتاب الرّسوليّة".

اضاف: "إبّان دخولي إلى القاعة تذكّرت آية تكثير الخبز، ففيما أعلموني قبل اللّقاء أنّ هناك أربعين لبنانيًّا بانتظاري، وصلت وها قد أصبح العدد مضاعفًا. أريد أن أشكر الجماعة اللّبنانيّة على ما تقدّمه في لبنان على صعيدين: المحافظة على التّوازن، التّوازن الخلّاق كصلابة أرز لبنان، بين المسيحيّين والمسلمين، سنة وشيعة، والعيش معًا كمواطنين. وأشكركم أيضًا على كرمكم وعلى قلوبكم الكبيرة لاستقبالكم اللّاجئين، وقد بلغ عددهم أكثر من مليون لاجىء".

 

وختم: "أحبّ أن أعطيكم البركة الرّسوليّة، فليبارككم الرّبّ جميعًا ويبارك عائلاتكم وبلدكم وأولادكم. وأيضًا اللّاجئين لديكم".

بعد ذلك صافح البابا فرنسيس جميع أعضاء الوفد اللّبنانيّ، ومن بينهم النّوّاب: آلان عون، علي بزّي، ياسين جابر، نقولا نحّاس، نديم الجميّل، شوقي دكّاش، طوني فرنجيّة، رولا طبش وجان تالوزيان، إضافة إلى الأمين العامّ لـ"تيّار المستقبل" أحمد الحريري، رئيس "المؤسّسة المارونيّة للانتشار" شارل الحاج ونائبة الرّئيس روز الشّويريّ ومديرة المؤسّسة هيام البستاني، وأعضاء المؤسّسة ونائب رئيس "المؤسّسة العالميّة للإنماء" الدّكتور سليم صفير.

قدّم رئيس المؤسّسة المارونيّة للانتشار خلال اللّقاء لقداسة الحبر الأعظم هديّة رمزيّة هي كناية عن كتاب مطبوع على أوّل مطبعة أنشئت في الشّرق، في نهاية القرن السّادس عشر، في دير مار أنطونيوس- قزحيا، وهو كتاب الشّحيم الّذي يضمّ الصّلوات المارونيّة القديمة باللّغة السّريانيّة، محفوظ بعلبة من خشب الأرز، ناقلاً أمنية اللّبنانيّين جميعًا بأن يروا قداسته في لبنان.

وأقامت المؤسّسة المارونيّة للانتشار مساء الثّلاثاء عشاء على شرف البطريرك الرّاعي حضره، إضافة إلى جميع الوفد اللّبنانيّ، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ورئيس مجمع الكنائس الشّرقيّة ليوناردو ساندري.

وألقى رئيس المؤسّسة كلمة شدّدت على معاني مشاركة ممثّلين عن مختلف الكتل النّيابيّة في لقاء كنسيّ في الفاتيكان. ولفت بشكل خاصّ إلى وضع اللّاجئين السّوريّين في لبنان وما اعتبره الخطر النّاجم عن الوقت الّذي يمرّ بسرعة وأنّ ثمّة أجيال جديدة تربّى من دون علم ورعاية صحيحة لائقة. ومعروف أنّ البؤس وغياب العاطفة ودفء المنزل الأبويّ ليست سوى قنابل موقوتة، ليس لأحد أن يظنّ أنّه بمنأى عنها". وطلب مساعدة الكنيسة الكاثوليكيّة في حثّ الأساقفة والكهنة الكاثوليكيّة عبر العالم على تشجيع أبناء الكنائس الشّرقيّة للحفاظ على روابطهم مع كنائسهم الأمّ.

من جهته، أشار البطريرك الرّاعي بدور المؤسّسة المارونيّة للانتشار في التّفاعل مع أبناء الكنيسة المنتشرين في كافّة أصقاع العالم. وشكرها على مبادرة دعوة نوّاب من كلّ الطّوائف لمشاركة أركان الكنيسة في زيارتها للأعتاب الرّسوليّة الّتي أظهرت صورة لبنان الحقيقيّة، وحيّا كلّ من النّوّاب الحاضرين، معايدًا المسلمين منهم بعيد المولد النّبويّ الشّريف. وشكر بشكل خاصّ أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيبترو بارولين الّذي أبدى استعداده للسّعي من أجل أن يقوم قداسة البابا فرنسيس بزيارة إلى لبنان، تلبية للدّعوة الرّسميّة الّتي وجّهها رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون والبطاركة الكاثوليك الشّرقيّين إلى قداسته، "لاعتباره أنّ زيارة البابا إلى لبنان مهمّة بالنّظر إلى دوره في المنطقة الشّرق أوسطيّة"، على ما قال البطريرك الرّاعي.

وألقى الكاردينال بيترو بارولين كلمة مرتجلة شدّد فيها على أنّ من مهامه كأمين سرّ الدّولة البابويّة أن يتابع سياسة الكرسيّ الرّسوليّ، وبخاصّة "سياسة دعم لبنان لكي يستمرّ في دوره كأمين سرّ للصّداقة بين الدّول والشّعوب، ولكي يكون رسالة سلام ومصالحة وإمكانيّة العيش المشترك السّلميّ بين اتّباع مختلف الدّيانات".

 

وإلتقى أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات بين الدّول (وزير الخارجيّة) رئيس الأساقفة بول ريتشارد غاليغر الأربعاء الوفد اللّبنانيّ ودار حديث بالعمق حول قضايا لبنان والشّرق الأوسط، وبخاصّة تداعيات الأزمة السّوريّة على لبنان، وتفاقم أزمة اللّاجئين وبطء المبادرات الرّامية إلى إعادتهم إلى وطنهم، والمعوّقات الّتي تعرقل هذه العودة. وقد أبدى ممثّلو الكتل النّيابيّة رأيهم بوضوح وصراحة، آملين أن يسهم الكرسيّ الرّسوليّ في تأمين جوّ دوليّ يؤدّي إلى تسريع عودة النّازحين السّوريّين إلى لبنان.

ومساء، أقامت الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة عشاء برعاية البطريرك الرّاعي على شرف رئيس وأعضاء المؤسّسة المارونيّة للانتشار. وقد شكر الحاج الرّهبانيّة على مبادرتها ودورها في لبنان ودول الانتشار في كلّ منعطف شائك وخطر من تاريخ لبنان، مؤكّدًا على التزامها قديمًا وحاضرًا، بقضيّة الإنسان اللّبنانيّ الحرّ. وتعاقب على الكلام النّوّاب: ياسين جابر وعلى بزّي ونقولا نحّاس ونعمة افرام والأمين العامّ لتيّار المستقبل أحمد الحريري، وقد شدّدت كلماتهم على دور البطريركيّة المارونيّة كمرجعيّة وطنيّة ضامنة للعيش المشترك، وعلى ضرورة أن تنعكس الصّورة الجامعة في روما على الواقع في لبنان".