دينيّة
18 آذار 2018, 08:00

ماذا تريد أن أصنع لك؟

غلوريا بو خليل
في ختام سلسلة الشّفاءات، وضعت الكنيسة آية شفاء الأعمى للوصول إلى سرّ المسيح، إلى نور الأنوار، إلى أنوار القيامة المجيدة. وللتّعمّق في إنجيل مرقس عن أعمى أريحا، خصّ كاهن رعيّة مار جرجس ومار ساسين - بيت مري الخوري بيار شمالي موقع نورنيوز الإخباريّ بتأمّل واضعًا إيّانا في جوهر هذا اللّقاء.

 

استهلّ الخوري شمالي حديثه بصرخة طيما فقال متعجبًا: "كم هو غريب سؤال المسيح لطيما الأعمى الذي جاء يصرخ أمامه وأمام الجموع: "يا إبن داوود إرحمني" (مر 10: 48) حين سأله "ماذا تريد أن أصنع لك؟"(مر 10: 51)"، وأضاف متسائلًا "ألم يعلم يسوع بوجع هذا الأعمى وشدّته؟! ألم تعبّر صرخته كفايةً عن حاجته؟!، يبدو وكأنّه أراد أن يذهب به إلى الأعمق، أن ينتقل معه من ظلمة العيون إلى ظلام الجحيم الذي يقبع فيه الإنسان من دون أن يعلم أين هو، ولا حتّى ماذا يريد". ومن هنا، تعمّق الخوري شمالي في ما نبحث عنه حقيقةً، طارحًا السّؤال "أنبحث عن بعض الصّحّة لكي نقول إنّه لطالما الصّحّة بخير فكلّ شيء بخير؟!"، مؤكّدًا أنّه "لا يكفي أن يكون جسدنا في صحّةٍ جيّدة لكي نكون بخير، ولا يكفي أن تكون لدينا كلّ القدرات الماديّة لكي نكون سعداء، ولا يكفي أن نتوصّل إلى نجاحات تلو النّجاحات لنعيش الفرح الحقيقي. لا يكفي أن يعود النّظر إلى عينيّ طيما لكي يصل إلى عمق حاجته الحقيقيّة". ودعا الخوري شمالي كلّ مؤمن إلى التّفكير مليًّا بما يريده وعمّا يبحث، ليتمكّن من الإجابة على السّؤال الأهم: "ما هو العطش العميق السّاكن فيك والذي من خلاله تتحقّق سعادتك التي لا تنتهي عندما ترويه؟".

ولمساعدتنا على معرفة الإجابة، حثّ الخوري شمالي كلّ منّا ختامًا على الصّلاة معه قائلين: "نحن نعلم يا ربّ أن حياتنا بدونك هي ظلام وجحيم ومعك حتّى الظّلمات وكلّ الشّدائد تستنير بلطف حضورك، وقوّة حبّك، وعظمة خلاصك. نحن نؤمن أنّك وحدك القادر أنّ تروي عطشنا الدّاخليّ الذي ليس هو سوى عطشنا إليك. وها نحن نسير نحو نبع حبّك الذي فاض على الصّليب لنروي منه عطش قلوبنا التي تفتقد الحبّ الحقيقيّ. إنّنا نسير في ظلمتنا باتّجاه النّور الذي سطع من ظلمة القبر وسنبقى فيه لنصبح النّور الذي هو أنت في قلب العالم."