لبنان
03 نيسان 2019, 10:36

ماذا أقرّ المطارنة الموارنة في اجتماعهم الشّهريّ؟

بعد اجتماعهم الشّهريّ في الكرسيّ البطريركيّ في بكركي برئاسة البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، ومشاركة الآباء العامّين للرّهبانيّات المارونيّة، تدارسوا خلاله شؤونًا كنسيّة ووطنيّة، صدر في الختام بيان جاء فيه:

 

 

تابع الآباء زيارة فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون إلى العاصمة الرّوسيّة، ولاسيّما لقاءه الرئّيس ڤـلاديمير بوتين والبيان الّذي صدر عن هذا اللّقاء. ويهمّهم التّوضيح أنّ مصلحة لبنان العليا هي في حسن مُعالَجة أزمة النّازحين السّوريّين بما يستند إلى احترام الدّستور اللّبنانيّ وهم يأملون بتكوُّنِ إجماعٍ سياسيّ داخليّ ودوليّ حول وجوب الحفاظ على كرامة النّازحين الإنسانيّة ومن عناصرها الأساسيّة حقّهم في العودة إلى أرضهم ووطنهم، من دون ربط ذلك بالحلّ السّياسيّ في سوريا.
 يُتابع الآباء التّحرُّك الرّسميّ على صعيد مُحارَبة الفساد وضبط الإنفاق في الإدارات والمؤسّسات العامّة. ويرَون أنّ الحاجة مُلِحّة إلى خطواتٍ للسّلطة الإجرائيّة تتَّسِم بالشّفافيّة القصوى والحزم والشّمول، بحيث لا يُبَتّ هذا الأمر الخطير، على حساب صغار المُذنِبين، ويُترَك الآخرون أحرارًا. وهو ما يُضِرّ بهيبة الدّولة، ويذهب بأمل اللّبنانيّين باستقامة الأوضاع العامّة واصطلاح شؤونها.
يلفت الآباء إلى ضرورة مُقارَبة موضوع التّلوُّث البيئيّ من كلّ زواياه، وفي كلّ مكان ومنطقة، من ضمن خطّةٍ إنقاذيّة مُتكامِلة للطّبيعة اللّبنانيّة ومواردها المُهدَّدة، يتقيَّد بها الجميع. فالأمن البيئيّ جزء لا يتجزّأ من الأمن القوميّ، ويمسّ حياة اللّبنانيّين والأجيال الآتية. إنّ التّهاون في حمايته يقود البلاد حتمًا إلى استحالة العيش فيها. يُؤكِّد ذلك الانحدار البيئيّ الّذي تُعانيه، والّذي قد يُحِلّها في طليعة البلدان الأكثر تلوُّثًا في العالم.

4- يستنكر الآباء قرار الإدارة الأميركيّة في شأن الجولان السّوريّ المحتلّ لأنّه يشكّل خرقًا للقانون الدّوليّ وشرعات الأمم المتّحدة، ونكرانًا لحقّ كلّ شعب في المطالبة باستعادة أرضه المسلوبة والمحتلّة، وهذا ينسحب على لبنان بشأن حقّه في استعادة ما زال محتلًّا من أرضه.

5 - أثار انتباه الآباء تداول مشاريع قوانين من أجل تشريع زراعة الحشيشة للاستخدام الطّبّيّ والصّناعيّ. ويهمّهم التّحذير من المحاولات الرّامية إلى تسريع إصدار قانون بهذا الشّأن، يفتقر إلى الدّراسات العلميّة الكافية، والاطّلاع على تجارب الدّول الّتي سبقت إلى هذا التّشريع، والاستماع إلى رأي الأهل والجمعيّات المتخصّصة في معالجة المدمنين والّذين يعايشون مأساة مئات الشّبّان الّذين يدمّرهم هذا الإدمان، وقبل إعداد الأجهزة القادرة على مراقبة هذه الزّراعة وضبط المخالفات وتطبيق القانون بحذافيره. فالإنسان والمجتمع السّليم هما في رأس اهتمامات الكنيسة، ومن الخطورة القصوى التّعريض بهما لأسباب ربحيّة قد تفيد بعض المزارعين والشّركات المعنيّة بذلك، لكنّها تدمّر مجتمعنا ولاسيّما عنصر الشّباب فيه.

6 - رحّب الآباء بسعادة مدير عام وزارة الزّراعة الّذي عرض ما تقوم به الوزارة من برامج ومشاريع لتنمية القطاع الزّراعيّ في كلّ المناطق، ولفتح أسواق خارجيّة جديدة للمنتوجات الزّراعيّة والغذائيّة اللّبنانيّة، واستعرضوا معه بعض ما يمكن القيام به ضمن الأبرشيّات والرّهبانيّات من مشاريع تسهم في إنماء المناطق، ومساعدة المزارعين على البقاء في أرضهم، والحدّ من بيع الأراضي والهجرة إلى الخارج. 

7 - ينتهز الآباء مناسبة اجتماعهم هذا، الّذي يحِلّ في القسم الأخير من زمن الصّوم وقبل الولوج في أسبوع الآلام، ليسألوا الله قبول صيام أبنائهم وأبناء الكنيسة جمعاء، وصلاتهم وصدقاتهم، ويتمنّون لهم متابعة مسيرتهم الرّوحيّة صوب عيد قيامة المُخلِّص، عسى الرّجاء به يبقى دومًا منارةَ خلاصنا ومُرشِدنا إلى فرحه المُحيي والدّائم.