مؤهلات الخدمة "خادم سرّه هادئ": البابا تاوضروس
إستهلّ البابا تاوضروس، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة كلمته التعليميّة بتهنئة الشعب القبطيّ ببدء صوم السيّدة العذراء معبّرًا عن سعادته بوجوده في هذه الكنيسة التي مضى ٨٩ سنة على افتتاحها وقدّم الشكر للجميع.
تناول البابا في سلسلة "مؤهّلات الخدمة"، المؤهل السادس بعنوان "خادم سرّه هادئ" وذلك من خلال حياة السيّدة العذراء، وتأمل البابا في الآيات: " فجاءوا مسرعين، ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعًا في المذود. فلمّا رأوه أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن الصبيّ. وكلّ الذين سمعوا تعجّبوا ممّا قيل لهم من الرعاة. وأمّا مريم، فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكّرةً به في قلبها (لو ٢ : ١٥ - ١٩).
تناول البابا مواقف عدّة من حياة العذراء مريم كمثال للتعقّل والهدوء، وهي:
-بشارة الملاك لها وجوابها "هوذا أنا أمة الربّ. ليكن لي كقولك"(لو١: ٣٨).
-خدمتها لأليصابات على الرغم من مشقّة الطريق، وهي حبلى.
-طاعتها ليوسف النجّار، في أثناء رحلتهما إلى مصر.
- هدوءها في عرس قانا الجليل، "ليس لهم خمرٌ" (يو ٢: ٣).
- صمتها عند الصليب.
وأوضح البابا أنّ الهدوء والصمت هما صورة من صور الحكمة، وأعطى أمثلة لشخصيّات حكيمة وحليمة من الكتاب المقدّس، وهي:
يوسف الصدّيق، موسى النبيّ، داود النبيّ، أبيجايل، سليمان،المجوس، بولس الرسول.
أضاف البابا: يحيا الخادم حياة الهدوء والحكمة في الكلام، من خلال:
- الحكمة التي هي نعمة سماويّة، "فكونوا حكماء كالحيّات وبسطاء كالحمام" (مت ١٠: ١٦).
-ردود كلام بسيطة.
-الثمر الكثير للكلام الهادئ، "الحكمة خيرٌ من القوّة، والحكيم أفضل من الجبّار" (حك ٦: ١).
ختم البابا كلمته بنصيحة وتوصية لاقتناء الحكمة والسرّ الهادئ، متّخذًا حياة السيّدة العذراء قدوةً للخادم المثاليّ، وذلك من خلال:
-قضاء الوقت الطويل في الصلوات والتأمّل.
- الصمت الإيجابيّ.
-كلام الكتاب المقدّس.
-المرشد الروحيّ يعطي الخبرة الروحيّة.
أمّا وصيّة البابا تاوضروس فكانت التشديد على الاستفادة من صوم السيّدة العذراء لنحيا في السرّ الهادئ، بالقراءات الروحيّة والتماجيد، والسلوك بتدقيق، "فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء، مفتدين الوقت لأنّ الأيّام شرّيرةٌ" (أف ٥: ١٥ - ١٦).