لبنان
15 تشرين الأول 2021, 06:30

مؤتمر لمناسبة افتتاح الأعمال التّحضيريّة للجمعيّة العاديّة الـ16 لمجمع الأساقفة نحو كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة، والتّفاصيل؟

تيلي لوميار/ نورسات
عقد رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري، مؤتمرًا صحافيًّا، لمناسبة افتتاح الأعمال التّحضيريّة للجمعيّة العاديّة السّادسة عشرة لمجمع الأساقفة "نحو كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة" 2021-2023، والّذي سيعقد برعاية البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي.

شارك في المؤتمر: مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبده أبو كسم، الأمين العامّ لمجلس بطاركة الشّرق الكاثوليك الأب خليل علوان، راعي أبرشيّة البترون المارونيّة المنسّق البطريركيّ للسّينودس في الكنيسة المارونيّة المطران منير خيرالله، متروبوليت صيدا وتوابعها للرّوم الملكيّين الكاثوليك المنسّق البطريركيّ للسينودس في كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران إيلي بشارة حدّاد، الأمين العامّ لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان الأب كلود ندره، وراعي أبرشيّة جبيل المارونيّة رئيس الهيئة التّنفيذيّة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان المطران ميشال عون.

كما حضر الرّئيس العامّ للرّهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة الأشمندريت أنطوان ديب، راعي الكنيسة الكلدانيّة في لبنان المطران ميشال قصارجي، المعاون البطريركيّ للأرمن الكاثوليك المطران جورج أسادوريان، الأمين العامّ لجمعيّة الكتاب المقدّس الدّكتور مايك باسوس وأعضاء من اللّجنة الأسقفيّة ومن الإعلاميّين والمهتمّين.

بداية، افتتح المؤتمر المطران عون بالصّلاة، ثمّ تولى الخوري أبو كسم قراءة من كلمة البابا فرنسيس في افتتاح السّينودس في 9 تشرين الأوّل/ أكتوبر2021، في الفاتيكان.

ثمّ كانت كلمة ترحيب ومقدّمة للمطران العنداري، قال فيها: "أتشرّف اليوم، برعاية صاحب الغبطة والنّيافة مار بشارة بطرس الكلّيّ الطّوبى، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، بالإعلان عن دعوة قداسة البابا فرنسيس إلى افتتاح الأعمال التّحضيريّة لانعقاد الجمعيّة العاديّة السّادسة عشرة لمجمع الأساقفة في روما في شهر تشرين الأوّل سنة 2023، بعنوان "نحو كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة.

شاء قداسة البابا فرنسيس التّركيز على هذا البعد السّينودسيّ أو المجمعيّ وتعزيزه، والتّطلّع إلى مسار جديد في التّحضير لسينودس الأساقفة المقبل. ويشمل هذا التّحضير، كما سيتوسّع فيه الآباء المنتدون والمنسّقون، مراحل ثلاثة على مستوى الأبرشيّات والقارّات والكنيسة الجامعة.

صدر عن أمانة سرّ سينودس الأساقفة في روما يوم السّابع من شهر أيلول الماضي النّصّ التّحضيريّ لمرحلة الاستشارة الأولى والدّليل العمليّ لتوجيه مسار هذا السّينودس.

تحتاج السّينودسيّة أو المجمعية أن تكون فعليّة في الممارسة الكنسيّة شرقًا وغربًا انطلاقًا من الكتاب المقدّس وتعاليم المجامع والوثائق الحبريّة وسواها.

إنّ قوّة كنائسنا الشّرقيّة وخبرتها السّينودسيّة تكمن في اتّحاد شعبنا ببطاركتنا والالتفاف حولهم. لذلك فإنّ الخدمة الرّسوليّة في كنائسنا تحمل طابعًا جماعيًّا يحتذى لأنّ المسؤوليّة بالنّهاية يتحمّلها الجميع، وعلى الجميع المشاركة في الأعمال للإجابة على المسائل والتّساؤلات العميقة الّتي تعني الأفراد والجماعات. ولنا خير مثال على ذلك المجمع البطريركيّ المارونيّ الّذي تمّ انعقاده بين سنة 2003 و2005 وتميّزت فيه السّينودسيّة أو المجمعيّة في دوراته المتعاقبة، عن طريق المشاورات الّتي سبقت انعقاده، واشتراك الإكليروس والعلمانيّين في لبنان والنّطاق البطريركيّ والانتشار.

هكذا نفهم أهمّيّة السّينودسيّة أو المجمعيّة في تعزيز سبل التّشاور والإصغاء إلى شعب الله في الكنائس المحلّيّة والكنيسة الجامعة، والتّجاوب مع دعوة قداسة البابا فرنسيس في التّحضير للسّينودس المزمع انعقاده. وسيحاول كلّ من الآباء في مداخلاتهم توضيح المسار وآليّات العمل من أجل مشاركة فعليّة وحقيقيّة لفئات شعب الله في الرّعايا والأبرشيّات".

ثمّ تحدّث الأب خليل علوان عن مسيرة السّينودس، المحطّات الرّئيسيّة، وآليّات العمل للكنائس الشّرقيّة، فقال: "في تشرين الأوّل من 2015، أعرب قداسة البابا فرنسيس، خلال الاحتفال بالذّكرى السّنويّة الخمسين لتأسيس سينودس الأساقفة، عن رغبته في عقد سينودس يكون بمثابة مسيرة مشتركة "للعلمانيّين والرّعاة وأسقف روما.

من دواعي انعقاد السّينودس: المآسي العالميّة المتكرّرة مثل وباء كورونا، والتّغيّر المناخيّ، والهجرة القصريّة للعديد من الشّعوب نتيجة الحروب والفقر والتّطرّف العرقيّ والدّينيّ "أدّت- كما يقول قداسته- إلى زيادة الوعي، بأنّنا مجتمع عالميّ يبحر في القارب نفسه، بحيث إنّ شرّ الفرد يلحق الأذى بالجميع: لنتذكّر أنّ لا أحد ينجو بمفرده، يمكننا فقط أن نخلّص معًا.

ويقول في احدى رسائله إنّه، لا يمكننا أن نخفي حقيقة أنّ الكنيسة نفسها يجب أن تواجه غياب الإيمان والفساد في داخلها أيضًا. لا يمكننا خصوصًا أن ننسى المعاناة الّتي عاشها القصّر والأشخاص الضّعفاء نتيجة الاعتداءات الجنسيّة وإساءة استعمال السّلطة والضّمير الّتي ارتكبها عدد كبير من الإكليروس والأشخاص المكرّسين.

كلّ هذه الأسباب وغيرها دفعت بالكرسيّ الرّسوليّ، وللمرّة الأولى في تاريخ الكنيسة، إلى الإعلان عن مسيرة سينودسيّة تتميّز بـ"اللّامركزيّة" وتشارك فيها جميع الكنائس المحلّيّة وجميع المعمّدين في العالم، سواء أكانوا ممارسين أم غير ممارسين، ملتزمين أو مهمّشين أو لا مبالين.

في نيسان 2021، أعلن البابا فرنسيس عن مسيرة مجمعيّة، هي الجمعيّة العاديّة السّادسة عشرة لمجمع الأساقفة، بعنوان: "نحو كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة". السّينودس هو السّير معًا ككنيسة "عن طريق الإصغاء، كشعب الله بأكمله، إلى ما يقوله الرّوح القدس للكنيسة عبر الإصغاء معًا إلى كلمة الله في الكتاب المقدّس والتّعاليم الحيّة للكنيسة، وأيضًا عبر الاستماع إلى بعضنا البعض، وخصوصًا إلى أولئك المهمّشين، وتمييز علامات الأزمنة.

محاور المسيرة السّينودسيّة تتضمّن أسئلة المطلوب من كلّ كنيسة الإجابة عليها وتتمحور في عشرة مواضيع أساسيّة. وروزنامة المسيرة السّينودسيّة ومراحل تنفيذها تبدأ في تشرين الأوّل 2021 في كلّ كنيسة محلّيّة وتنتهي في تشرين الأوّل 2023 في الجمعيّة العامّة لسينودس الأساقفة في روما، وتقسم إلى ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى، وهي على صعيد الكنائس المحلّيّة والأبرشيّات، تمتدّ من تشرين الأوّل 2021 إلى نيسان 2022؛ في كنائسنا الشّرقيّة، ترسل نتائج الاستشارات في الأبرشيّات إلى المنسّق البطريركيّ، حيث يعمل إلى وضع جواب موحّد للكنيسة، يعرضه على المجمع البطريركيّ للموافقة، ويرسل إلى الكرسيّ الرّسوليّ وإلى الأمانة العامّة لمجلس بطاركة الشّرق الكاثوليك. نتيجة للأجوبة الّتي تتلقّاها الأمانة العامّة للسّينودس من جميع كنائس العالم، تصدر ما يسمّى وثيقة عمل أولى Primo Instrumentum Laboris وذلك قبل أيلول 2022.

المرحلة الثّانية، وهي على صعيد البلدان والقارّات، تمتدّ من أيلول 2022 إلى تشرين الأوّل 2023؛ في بلدان الشّرق الأوسط، يسعى مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في كلّ من لبنان وسوريا والعراق ومصر والأراضي المقدّسة والأردنّ إلى الإجابة على ورقة العمل لصياغة جواب موحّد على صعيد كلّ بلد. ترفع هذه الأجوبة إلى مجلس بطاركة الشّرق الكاثوليك لإطلاع أصحاب الغبطة عليها ولصوغ جواب موحّد عن كنائس الشّرق الكاثوليكيّة. نتيجة للأجوبة، تصدر عن الأمانة العامّة للسّينودس وثيقة عمل ثانية Secondo Instrumentum Laboris  قبل شهر تمّوز 2023.

المرحلة الثّالثة، وهي على المستوى العالميّ، تعقد في حاضرة الفاتيكان في شهر تشرين الأوّل 2023.

عسى أن يكون هذا السّينودس، عنصرة جديدة لكنائسنا، تساعدنا جميعًا أكليروسًا وعلمانيّين "للسّير معًا" تحت هدي الرّوح للوصول إلى كنيسة سينودسيّة."

ثمّ كانت كلمة للمطران خيرالله عن "مسيرة التّحضير في الأبرشيّات والرّهبانيّات في المرحلة الممتدّة من تشرين الأوّل 2021 حتّى نيسان 2022"، قال فيها: "وضعت الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة في روما الوثيقة التّحضيريّة وأرسلتها إلى الكنائس البطريركيّة والأبرشيّات، وأرفقتها بدليل تحضيريّ، لخدمة المسيرة السّينودسيّة، معتبرة إيّاهما أداتي عمل داعمتين للمرحلة الأولى من الإصغاء والتّشاور مع شعب الله. والهدف منهما إطلاق مشاورة واسعة لجمع خبرات الكنيسة في المسيرة السّينودسيّة المعاشة من خلال إشراك الرّعاة والمؤمنين العلمانيّين القريبين والبعيدين، من دون إهمال المساهمة الثّمينة للمكرّسين.

يطلب قداسة البابا فرنسيس أن نصغي إلى صوت الله وإلى صوت شعب الله، لأنّ قلب التّجربة السّينودسيّة هو الإصغاء إلى الله عبر الإصغاء إلى بعضنا البعض. نستمع إلى بعضنا البعض من أجل سماع صوت الرّوح القدس الّذي يتحدّث في عالمنا اليوم.

إختار قداسته 3 كلمات: لقاء، إصغاء، تمييز- ليشرح مسيرة السّينودس، الّذي يعني السّير معًا، بوحي الرّوح القدس. وأراد أن يعزّز الممارسة السّينودسيّة بالعودة أوّلاً إلى الكنيسة الأولى- راجع أعمال الرّسل- وثانيًا إلى مسيرة الكنيسة عبر الأجيال، وبخاصّة في المجامع الّتي حقّقت إنجازات كبيرة، لكي نكتشف الفرح في أن نكون شعب الله الّذي يسير معًا بالإصغاء إلى صوت الله وإلى بعضنا البعض.

وللمساعدة على إظهار الخبرات وللمساهمة في إغناء المشاورة، تشير الوثيقة التّحضيريّة إلى عشرة محاور موضوعيّة توضح الجوانب المختلفة من السّينودسيّة المعاشة. لذلك يتوجّب على كلّ مطران أبرشيّة أن يعيّن منسّقًا ومعه فريق عمل يكون همزة وصل بين الأبرشيّة والرّعايا وبين الأسقف والكهنة والملتزمين بمسيرة السّينودس وغير الملتزمين والجمعيّات والحركات والمنظّمات الكنسيّة وغير الكنسيّة. فتقدّم الكنيسة بذلك لأكبر عدد ممكن من النّاس تجربة سينودسيّة حقيقيّة للاستماع لبعضهم البعض والسّير معًا بتوجيه من الرّوح القدس.

إفتتح قداسة البابا فرنسيس السّينودس في روما في 9 تشرين الأوّل الحالي و10 منه. وطلبت الأمانة العامّة في روما الاحتفال بافتتاح السّينودس في الكنائس البطريركيّة والأبرشيّات. فقرّر مجلس الأساقفة الموارنة في اجتماعه الأربعاء في 6 تشرين الأوّل الحاليّ الرّوزنامة التّالية:

- الإحتفال بافتتاح مسيرة التّحضير للسّينودس في كنيستنا المارونيّة في قدّاس يرأسه صاحب الغبطة والنّيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي الكلّيّ الطّوبى، ويتحلّق حوله السّادة المطارنة، نهار السّبت 23 تشرين الأوّل 2021، السّاعة الخامسة بعد الظّهر، في بكركي.

- يحتفل كلّ مطران بافتتاح المسيرة في أبرشيّته مع بداية السّنة الطّقسيّة، السّبت 6 أو الأحد 7 تشرين الثّاني 2021.

- يدعو سيادة المطران خيرالله المنسّق البطريركيّ منسّقي الأبرشيّات والرّهبانيّات إلى اجتماع قريب لشرح منهجيّة العمل، ويعمل سيادته مع اللّجنة الخاصّة الّتي ينشئها على وضع أسئلة موحّدة لتسهيل الإجابات على المشاورة المطروحة. وبين تشرين الأوّل 2021 ونيسان 2022، تعمل كلّ أبرشيّة على تعميم المشاورة والإجابة عن الأسئلة المطروحة. وتختتم المرحلة الأولى من المشاورة في كلّ أبرشيّة باجتماع تمهيديّ  (Pré-synodal)  قبل عيد الفصح 2022.

ثمّ يجمع المنسّق البطريركيّ تقارير الأبرشيّات ويعمل مع اللّجنة الخاصّة على وضع تقرير شامل عنها ويقدّمه إلى غبطة السّيّد البطريرك".

ثمّ تحدّث المطران حدّاد عن مواكبة السّينودس في الأبرشيّات، فقال: "نشكر الله أوّلاً أنّه يمنحنا أوقاتًا يملأها الرّوح القدس ديناميكيّة وفيها نعمة خاصّة للسّير معًا وللتّفكير في مسيرتنا الكنسيّة. وأشكر قداسة البابا فرنسيس لأنّه رجل الرّوح القدس الّذي يلبّي دومًا هبات هذا الرّوح لتجديد الكنيسة. وقد أعطانا عنوان السّينودس "شركة ومشاركة ورسالة". كما أشكر صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسيّ بطريرك أنطاكيا للرّوم الملكيّين الكاثوليك الّذي شرّفني أن أكون منسّق كنيستنا في لجان أعمال السّينودس المرتقب.

إنّنا ككنيسة ملكيّة نتحضّر كسائر اخواتنا الكنائس لهذا الحدث السّعيد وفي داخلنا غبطة كبيرة بأن نسير معًا ونفكّر معًا ونطمح ونقرّر معًا ما هو للشّركة والمشاركة والرّسالة. وتعمل كنيستنا في سياق الهيكليّة العامّة الّتي رسمها الكرسيّ الرّسوليّ. وما زلنا في مرحلة الاستعداد السّينودسيّ أن نتلقّى الوثائق الفاتيكانيّة الّتي تنضج يومًا بعد يوم مسار السّينودس ونقرأها بتمعّن. وقد وصلتنا الوثيقة التّحضيريّة والدّليل الرّسميّ للإصغاء والتّمييز في الكنائس المحلّيّة. وقمنا بتشكيل اللّجان الخاصّة بكلّ أبرشيّة فنوزّع على أعضائها الوثائق المذكورة وهي بدورها ترسلها إلى الأساقفة والكهنة وفرق العلمانيّين المنظّمة بمجالس وحركات وجمعيّات وحتّى إلى الأفراد الممارسين لإيمانهم وغير الممارسين.

تتميّز هذه المرحلة بالقراءة التّأمّليّة في فهم السّينودس ومعانيه اللّاهوتيّة والأكليزيولوجيّة. وتكتمل بتلقّي ورقة العمل الأساسيّة للسّينودس. وفيها أسئلة عدّة موجّهة إلى المؤمنين تعمل اللّجان على تحضير الآليّة السّهلة لإبلاغها إلى فئات المؤمنين عبر الرّعايا والحركات الرّسوليّة للإجابة عنها. يصار بعدها إلى تلخيص التّوجّهات العامّة لكلّ المؤمنين في الكنيسة الكاثوليكيّة وإرسالها إلى الفاتيكان لتبويبها ضمن آليّة استنتاجيّة خاصّة.

ما يلفتنا أنّ أزمة لبنان قد أرخت بظلّها على المؤمنين في كنيستنا كما في سائر الكنائس. ومعظم هؤلاء يشاركوننا بحذر. وهم لا يأبهون لما سيحمله السّينودس إلّا من زاوية ما سيحمل من حلول لأوضاعهم المعيشيّة الصّعبة. فمسيرة السّينودس قد تصعب هنا على الصّعيد العمليّ، لكن سرعان ما سيكتشف هؤلاء أنّ الشّركة والمشاركة والرّسالة إنّما هي أفضل آليّة للخروج من المأزق إن على الصّعيد النّظريّ أو العمليّ معًا.

كذلك هناك بعض التّعليقات من بعض المتأتّين من كنائس شرقيّة، ككنيسة الرّوم الكاثوليك. فأتت تعليقاتهم على أنّ همومهم ترتبط بالأكثر بهموم البلاد الّتي يعيشون فيها. وبالتّالي نصحوا بأن يشاركوا في كنائس الاغتراب لا في مسيرة الكنائس الأمّ.

أمّا الفئة الكبرى من مؤمني كنيستنا فقد عبّروا عن ارتياحهم إلى عنوان السّينودس إذ يشمل البيئة الواسعة الّتي تعيش فيها ليس فقط مسيحيًّا وكاثوليكيًّا بل مسكونيًّا وحتّى على صعيد لقاء الأديان. ونوّهوا بلقاء البابا وشيخ الأزهر والعلّامة السّيستاني بداية مشاركة في مقاربة أمور العالم الأساسيّة، فالبعد المثاليّ للسّينودسيّة هو في حضارة الأديان وعملها معًا من أجل الإنسان. ورأوا أنّ المشاركة، وقد تصل إلى الشّركة، تكون أيضًا على الصّعيد الاجتماعيّ بين الأغنياء والفقراء، ولاسيّما أنّ الهوّة بين الفئتين قد ضعفت بسبب الحروب والأزمات المختلفة. ويقارب هؤلاء معًا المسائل الإنسانيّة الّتي تهدّد الجميع.

تقرّر الاحتفال بالذّبيحة الإلهيّة في كلّ أبرشيّاتنا الأحد 17 من هذا الشّهر تشرين الأوّل تلبية لدعوة البابا فرنسيس لافتتاح المرحلة التّحضيريّة للسّينودس. فندعو جميع أبنائنا المؤمنين إلى رفع الصّلوات على نيّة إنجاح هذه المسيرة السّينودسيّة الّتي ستعود حتمًا بالنّفع على الجميع".

وفي ختام المؤتمر، تحدّث الأب ندره عن السّينودس في عمل الكنائس الكاثوليكيّة المشترك في لبنان (APECL)، فقال: "إنّ دعوة قداسة البابا فرنسيس لعقد الجمعيّة العامّة السّادسة عشرة لسينودس الأساقفة في روما، تحت عنوان: من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة، تشكّل من جهة، نقطة تواصل في مسيرة مسح الغبار عمّا تراكم خلال السّنين عن وجه الكنيسة، الّتي بدأت بوادرها مع المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، ونقطة حداثة قي اكتشاف الطّبيعة السّينودسيّة للكنيسة، أيّ العودة إلى واقع الكنيسة شعب الله القائم على أساس التّكرّس العماديّ.

في هذا الإطار، تظهر جليًّا الخطّة الّتي وضعتها الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة للمسيرة السّينودسيّة آليّات استعادة دور كلّ معمّد، كلّ مؤمن في صوغ مسار الكنيسة وخياراتها في طريق الحجّ نحو الملكوت. ولقد أكّد قداسة البابا فرنسيس ذلك في كلمته في افتتاح السّينودس في 9 تشرين الأوّل في روما.

لقد وضعت أمانة سرّ السّينودس خطّة للمسيرة السّينودسيّة على مراحل تمتدّ من تشرين الأوّل 2021 حتّى انعقاد السّينودس في تشرين الثّاني، 2023 في روما. المرحلة الأولى، كما أكّدها صاحبا السيادة المطرانان منير خيرالله وإيلي بشارة حدّاد، هي على المستوى الأبرشيّ، بعد انتهاء هذه المرحلة بوضع خلاصات عن مرحلة الإصغاء والتّمييز والإجابة عن الأسئلة الّتي تضمّنتها الوثيقة التّحضيريّة.

ننتقل إلى المرحلة الثّانية وهي على مستوى سينودسات الكنائس الشّرقيّة البطريركيّة أوّلاً الّتي تنتهي بتقديم خلاصة واحدة عن كلّ كنيسة، ثمّ يأتي عمل مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان لصوغ خلاصة عامّة عن الكنائس الكاثوليكيّة مجتمعة. في هذا المجال، يعكس مجلس البطاركة صورة سينودسيّة متقدّمة على خطّ تحديد الكنيسة السّينودسيّة بنتيجة هذا السّينودس، وسيعقد المجلس دورته العاديّة في ت2 2022 ويكرّسها لموضوع السّينودس، تزامنًا مع انطلاق المرحلة الثّالثة من المسيرة المجمعيّة.

يفيد المجلس من هذه المناسبة لدفع اللّجان الأسقفيّة والهيئات والمؤسّسات التّابعة له إلى الانخراط في هذه المسيرة ودعمها وتفعيلها كلّ وفق قطاع رسالته، ويفيد منها أيضًا المجلس لمواصلة العمل على تجديد هيكليّاته وأنظمته، بطريقة تتجاوب مع الرّؤية الّتي يرسمها هذا السّينودس".