لنكن مستعدّين كي نتبع الرب يسوع على طريق الالام لمجد القيامة":البطريرك يونان
بعد الإنجيل المقدس، القى البطريرك عظة أبرز ما جاء فيها
"سمعنا، كلمات مار بولس الرسول، بولس الذي، على طريق دمشق، تعرّف على الرب يسوع، ومن يهودي فرّيسي، ابن للديانة اليهودية، والذي كان يضطهد المسيحيين، أصبح رسولاً عظيماً، لا بل أحد هامتَي الرسل مع مار بطرس. يذكّرنا طريق دمشق أيضاً بالمعاناة التي ظلّ المسيحيون يعانونها في الشرق الأوسط، وبولس الرسول يذكّرنا أنّ إيماننا يطلب منّا أن نعيش المحبّة الحقيقية للرب يسوع، والأمانة له وللكنيسة، رغم كلّ الصعاب والمآسي".
أضاف البطريرك " علينا أن نكون مستعدّين كي نتبع الرب يسوع، أولاً على طريق الآلام، إلى الصليب، حتّى مجد القيامة. وأنتم، أيّها الأحبّاء، من عانى الكثير، ومن ترك كلّ شيء في بلادنا في الشرق الأوسط حيث نشأتم، وذلك أمانةً للرب يسوع ولكنيسته".
توقّف البطريرك عند الظروف العصيبة التي يعيشها لبنان في هذه الأيّام، فقال: "لسنا هنا لكي نصف الأوضاع المأساوية التي يعيشها لبنان، وقد استطعنا أن نغادر بيروت منذ أسبوع كي نشارك في سينودس الأساقفة الروماني في الفاتيكان. ولكنّ الأخبار التي تصلنا من هناك لا تزال تتكرّر، حيث أنّ العنف، عنف الغارات، يسبّب الكثير من الضحايا: أموات، جرحى، ومئات الألوف من النازحين في هذا البلد العزيز الصغير، والذي كنّا نأمل ولا نزال نرجو أن يبقى في هذا الشرق عنواناً للتآخي وعلامةً للتوافق بين كلّ الطوائف والأديان، حتّى يعترف العالم بأنّ المسيحيين في الشرق هم رسل سلام ومحبّة وإخاء، يحترمون الجميع، ويطالبون من الأغلبية حيث يعيشون أن تحترم حقوقهم وإنسانيتهم وإيمانهم المسيحي".
كما جدّد البطريرك النداء العاجل من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار وانتهاء دوّامة الحرب وأعمال العنف، كي يحلّ السلام والأمان"، مطالباً "جميع المسؤولين السياسيين أن يعودوا إلى حسّهم الوطني، وينقذوا لبنان بوحدتهم وتضامُنهم، وأن يبادر النوّاب على الفور بانتخاب رئيس للجمهورية، وأن تتضافر جهود الجميع لإعادة هذا البلد العزيز إلى ازدهاره وتطوُّره".
شدّد قائلًا: أنّنا لسنا جماعة التشكّي والتمرمُر من الظروف التي يسمح الرب أن نعيشها، وقد تحمّل آباؤنا وأجدادنا الكثير على مدى العصور، وقدّمنا العديد من الشهداء والمعترفين. ولكنّنا نصلّي إلى الرب يسوع الذي طلب منّا أن نتبعه، كي يعطينا النعمة لنبقى محافظين على محبّتنا وأمانتنا له حتّى نهاية حياتنا".
وختم البطريرك كلمته ضارعًا "إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، أن يحمينا جميعاً، لا سيّما بلادنا في الشرق، وأهلنا وذوينا وعائلاتنا، حتّى نبقى دوماً التلاميذ الحقيقيين للرب يسوع، نتبعه على طريق الآلام، كي نتمجّد معه في السماء".