لمحة عامّة عن الكنيسة في لوكسمبورغ
وصلت المسيحيّة للمرّة الأولى إلى الأراضي المعروفة اليوم باسم لوكسمبورغ، في القرن الرابع من مدينة تراير، في ألمانيا الحاليّة. ثمّ انتشرت من إشترناخ، المدينة الأقدم في لوكسمبورغ، وذلك بفضل جهود الأنجلة الدؤوبة للقدّيس فيلّيبرورد، المبشّر الأنجلو ساكسونيّ(658-739) ، "رسول الفريزيّين" وشفيع هولّندا، وبلجيكا ولوكسمبورغ، الذي أسّس ديرًا بنديكتيًّا هناك. في العصور الوسطى، لعب البينديكتيّون والفرنسيسكان والدومينيكان دورًا رئيسًا في الحياة الدينيّة والثقافيّة للمقاطعة، والتي صارت في ما بعد دوقيّة.
في العصور الوسطى، أنمى الشعب اللوكسمبورغيّ تقوىً مريميّة قويّة تمّ التعبير عنها لاحقًا من خلال تكريم السيّدة العذراء "معزّية المنكوبين. في عام 1666، إبّان الطاعون العظيم، عهد المؤمنون الصلاة أمام تمثال خشبيّ للعذراء في منطقة ليمبرتسبرغ في لوكسمبورغ...تمّ نقل التمثال لاحقًا إلى كاتدرائيّة المدينة. منذ ذلك الحين، تقيم الكنيسة المحلّيّة حجًّا سنويًّا معروفًا محلّيًّا باسم "Oktav"، بين الأحد الثالث والأحد الخامس بعد عيد الفصح، وهو لا يزال حتّى اليوم الحدث الدينيّ الأكبر في لوكسمبورغ. يجمع الاحتفال الذي يستمرّ أسبوعين، كلّ عام، عشرات الآلاف من الحجّاج من أنحاء المنطقة كلّها.
حتّى القرن التاسع عشر، لم يكن للوكسمبورغ كرسيّ أسقفيّ خاصّ بها وانتقلت تحت أكثر من ولاية، إلى أن صارت المنطقة مستقلّة في عام 1840، عندما أقام البابا غريغوري السادس عشر النيابة الرسوليّة في لوكسمبورغ، ثمّ رفعت إلى أبرشيّة في عام 1988.
يقيم الكرسي الرسوليّ علاقات دبلوماسيّة مع دوقيّة لوكسمبورغ العظمى منذ عام 1891 عندما تمّ إنشاء النيابة الرسوليّة.