لماذا نصلّي؟
وكتب بحسب إعلام البطريركيّة: "نصلّي لأنّنا نشعر وجدانيًّا بالحاجة للتّعبير عن إيماننا بالله، وافتقارنا له، وثقتنا بقدرته، ومحبّته ورعايته الرّحيمة.
كما يحتاج الطّفل إلى والديه في كلّ شيء، هكذا نحن بكلّ تواضع نحتاج إلى الله خالقنا وأبينا. في الصّلاة نفتح له قلوبنا، ونعترف بضعفنا وهشاشتنا.
"أبتي إنّي أسلّم لك ذاتي.. أهبها لك يا إلهي، بكلّ ما في قلبي من الحبّ، لأنّي أحبّك، ولأنّ الحبّ يتطلّب منّي أن أهب ذاتي، أن أودعها بين يديك، من دونما مقياس، وبثقة لا حدّ لها، لأنّك أبي" صلاة القدّيس شارل ده فوكو.
الصّلاة تجعلنا في حالة تأمّل ورجاء. قيمتها في عمقها وصدقها وليس في طولها أو قصرها. إنّها تنمِّي فينا الشّعور بأنّنا في حضرة الله، لنكتشف شيئًا من سرّه الإلهيّ، ونغرف من ينبوع نعمه وبركاته.
في الصّلاة نطلب من الرّبّ أن يساعدنا على اكتشاف مشيئته، وتحقيقها في حياتنا اليوميّة، وبناء علاقة وجدانيّة معه، لننعم بالسّلام في قلوبنا.
في الصّلاة نحسّ بحبّ الله لنا. والصّلاة تحفِّزنا لنحبّ الجميع مثلما هو أحبّنا.
الصّلاة تساعدنا أن ندرك أنّ كلَّ الضّعوطات والأحداث المؤلمة الّتي نتعرّض لها، يمكننا توجيهها نحو الخير: "إنّ الله يجعل جَميعَ الأشياءِ تَعمَلُ لِخَيْرِ الَّذينَ يُحِبُّونَه" (رومية 8/ 28). هذا رجاؤنا في سنة يوبيل الرّجاء وفي زمن الصّوم فتندمل جروحنا.
الصّلاة تتجسّد فينا عندما نتبع خطى المسيح الّذي علّمنا أن نصلّي: "أبانا الّذي في السّموات ليتقدّس اسمك، ليأتِ ملكوتكَ، لتكن مشيئتكَ كما في السّماء كذلك على الأرض، أعطنا خبزنا كفاف يومنا، وأغفر لنا خطايانا كما نغفر لمن أخطأ إلينا، ولا تدخلنا فى تجربة لكن نجِّنا من الشّرّير" (متّى 6/ 9-13).
لنفسح المجال للرّوح القدس أن يصلّي فينا، ويوجّه صلاتنا، ويوطّد علاقتنا بالله الآب، وابنه يسوع، وروحه القدّوس. لنرفع إليه شكرنا وامتنانًا دائمًا على كلّ شيء ومن أجل كلّ شيء.
آمين".