لبنان
19 حزيران 2017, 09:13

لقاء العائلات الأنطاكي في الحميرة

في رحاب دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي، افتتح قدس الأب بطرس جمل لقاء العائلات الأنطاكي الأول الذي تقيمه البطريركية. خمسة وسبعون عائلة اجتمعت من عدة أبرشيات في لقاء هو الأول من نوعه تحت عنوان "العائلة كنيسة"، تقوم مطرانية حمص بتنظيمه والخدمة فيه.

 

البداية كانت مع فيلم سلايد يوضح من خلال الكتاب المقدس مفهوم العائلة والأولاد والتربية. بعدها كان للأب بطرس، قائد المخيم، كلمة نقل فيها للمشتركين بركة صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر وترحيب قدس الأرشمندريت أرسانيوس دحدل رئيس الدير، ثم تابع الأب بطرس حديثه بالشرح عن أهمية هذا اللقاء كتعبير فعلي عن وحدتنا كأنطاكيين وبداية للقاءات مستمرة.

بعد صلاة الغروب في كنيسة الدير تمتع المشتركون بمشوار لطيف إلى نبع الفوار قرب الدير للتعرف على طبيعة المنطقة وسحرها.

انتهى اليوم الأول بالسهرة حيث أجاد فيها المشاركون بإبراز تراث مدنهم وميزات مناطقهم من لباس وغناء وطعام فكانت سهرة جميلة بددت تعب النهار الذي ختم بصلاة النوم.


مع ترانيم الصلوات بدأ نهارنا الثاني من لقاء العائلات الأنطاكي– العائلة كنيسة بصلاة السحر بعد أن وصل المشتركون باكراً إلى كنيسة الدير.

" أنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم، بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره" (أف 6-4)، هذا هو شعار اللقاء الذي تم شرحه اليوم من خلال حلقة بحث تناقش فيها المشاركون موزعين على مجموعات، بعد أن كانوا قد استمعوا إلى محاضرة بعنوان "التربية من منظور آباء الكنيسة"، ألقاها قدس الأب استيفانوس منصور شارحاً خبرات الآباء القديسين في موضوع التربية مؤكداً على تشجيع الأبناء للوصول إلى الغنى الروحي وليس الغنى المادي. وأنهى محاضرته ملخصاً أن: "واحدة هي التربية، أن نتعلم كيف نحب الله" (الأم غابرييلا)، ثم أجاب عن تساؤلات المشتركين واستفساراتهم.

أما فترة الأناشيد فصدحت فيها أصوات المشتركين لتملأ المكان بنشيد عنوانه "جنون الريح" مع الأخ بشار صيرفي مسؤول الأناشيد في اللقاء. أجواء الحماس هذه استمرت بين المشتركين في طريقهم للتعرف إلى معلم مهم من معالم وادي النصارى (جبل السايح). عادوا من هناك تاركين أمنياتهم معلقة على السيدة العذراء حامية هذا الجبل طالبين ومتضرعين، مصلين صلاة الغروب,

وجاء ختام هذا اليوم مع تجديد عهد قطعه الرجل والمرأة في يوم زفافهما، عهد على المحبة والطاعة تجلى بطريقة مسلية ومفرحة في فقرات الزفاف المختلفة الأعراف والتقاليد على اختلاف الوفود المشاركة ومناطقهم.

 

"مدّ يديك لألــــف لقــاء في عينيك رأيت السماء حنين الجبال من شوقنا  وألف مدىً مدّ من ها هنا"، تناغمت أصوات المشتركين في أداء هذه الكلمات من نشيد اليوم الثالث للقاء العائلات الأنطاكي.

صباحاً زار سيادة الأسقف إيليا طعمة لقاء "العائلة كنيسة"، حيث أقام مناظرة بعنوان "العائلة الكبيرة ضروراتها وصعوباتها"، ذاكراً أهميتها حيث تتمّي فرداً أكثر مسيحية يتحلى بالفضائل ويحقق توازناً للعائلة تفتقد إليه العائلة الصغيرة. كما تطرق للمعنى اللاهوتي لإنجاب الأولاد مستشهداً بقول القديس يوحنا الذهبي الفم: الإنجاب مشاركة لله في الخلق، وقول القديس بولس الرسول: المرأة تخلص بإنجاب البنين. اختتمت المناظرة بنقاش سيادة الأسقف مع المشتركين عن تجاربهم الشخصية وآرائهم حول هذا الموضوع.

تناقش المشتركون بعد هذه المناظرة في حلقة بحث أضاءت على مشكلات تواجههم إمّا كزوجين أو كوالدين للاستفادة من آراء بعضهم.

بعد استراحة القيلولة تجدد اللقاء مع سيادة الأسقف أفرام معلولي في حديث بسيط عن معنى المحبة والخضوع بين المرأة والرجل. ثم انطلق الجميع عصراً في النزهة إلى دير مار ضومط في قرية مقعبرات، حيث صلّى الجميع خدمة الغروب في كنيسة الدير، وتمتّعوا بموقعه الجميل.

أما السهرة الأخيرة فكانت مسلّية من جهة الأناشيد والأغاني وما حملته من حماس، وهادفة من جهة أخرى من خلال فقرات حضّرها المشتركون عن المشاكل الزوجية.

اختتم اليوم بصلاة النوم الصغرى تحضيراً للاشتراك في القداس الإلهي صباح اليوم التالي. 

 

مع إطلالة اليوم الأخير من لقاء العائلات الأنطاكي "العائلة- كنيسة" التقى المشاركون في كنيسة دير القديس جاورجيوس الحميراء مسبحين عظمة الله وشاكرين رحمته في القداس الإلهي الذي ترأسه سيادة الوكيل البطريركي أفرام معلولي وشارك فيه كل من رئيس الدير قدس الأرشمندريت أرسانيوس دحدل مع لفيف من الكهنة.

عائلات التقوا من أماكن متفرقة توحدوا حول حَمَلِ الله الرافع خطيئة العالم شاكرين الرب الهنا على نعمه.

بعد القداس توجه الجميع لالتقاط الصورة التذكارية الجماعية، بينما اختُتِم اللقاء بكلمة أخيرة للأسقف أفرام ودَّع فيها المشتركين ناقلاً لهم بركة غبطة أبينا البطريرك يوحنا العاشر، متمنياً عليهم أن ينقلوا هذه الزوادة التي اكتسبوها من خلال أيام اللقاء القليلة ونشاطاته الحركية والفكرية والترفيهية إلى رعاياهم ومجتمعاتهم وعائلاتهم وأولادهم.

على أمل اللقاء مجدداً ودَّعت العائلات المشاركة بعضها بالأناشيد والصيحات التي تعلموها مرنمين:

"إن أبعدتنا دروب الدنى لقاء القلوب يدوم هنا أقول لعيني لا تدمعي  أخي بالروح يبقى معي"