أوروبا
28 آب 2018, 09:22

لقاءات رسميّة للمطران درويش والوفد الاقتصاديّ اللّبنانيّ في أرمينيا

زار رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش والوفد الاقتصاديّ اللّبنانيّ، رئيس جمهوريّة أرمينيا أرمان سركيسيان، بحضور سفيرة لبنان في أرمينيا مايا داغر وسفير أرمينيا في لبنان صموئيل ماكردشيان.

 

وبعد ترحيب من الرّئيس سركيسيان بالاستثمارات اللّبنانيّة الجديدة، ألقى المطران درويش كلمة قال فيها: "يسعدني أن أخاطب شخصك الكريم كرئيس لجمهوريّة أرمينيا. أحيّيكم باسمي واسم الوفد اللّبنانيّ الّذي يضمّ النّائب ميشال ضاهر، وفعاليّات أخرى من زحلة وسهل البقاع.
خمسة وثلاثون من الاقتصاديّين القادمين من زحلة والبقاع، لبّوا دعوة السّيّد نقولا أبو فيصل لزيارة أرمينيا بعد أن بدأ الاستثمار فيها عام 2013.
نأمل من حكومتكم لأن تساعده وتسهّل عمله، وأكثر من ذلك نأمل أن تتبارك أعمال أيديه.
نحن نعتقد أنّ هذه المشاريع ستحدث بالتّأكيد فرقًا في الوضع الاقتصاديّ الحاليّ، ليس فقط في أرمينيا بل في لبنان أيضًا.
إنّ أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك والّتي كان لي شرف أن أكون رئيس أساقفة لها على مدى السّنوات السّبع الماضية، ساهمت أيضًا بكفاءة في التّنمية الاقتصاديّة في زحلة والمنطقة.
قمنا ببناء شقق بأسعار معقولة جدًّا للأزواج الشّابّة. وقد لعبنا دورًا بالغ الأهمّيّة على المستوى الإنسانيّ مع المحتاجين اللّبنانيّين واللّاجئين السّوريّين، وخاصّة المسيحيّين الّذين كانوا يعتمدون علينا ليتمكّنوا من الصّمود على جميع المستويات (الاحتياجات الإنسانيّة الأساسيّة، الغذاء، النّظافة، الصّحّة، التّعليم... إلخ)".
وعن العلاقات بين لبنان وأرمينيا، أضاف درويش: "لقد تمّ انتخابكم في نيسان عام 2018 ، وقد أثّر فيّ خطاب قسمكم، وسأحملكم دائمًا في صلاتي، حتّى تتمكنوا من تحقيق كلّ أحلامكم وأحلام الشّعب الأرمنيّ. خاصّة أنّ رئاستكم كانت مستحقّة إلى حدّ كبير، وكلّ جهودكم السّياسيّة كسفير في لندن لأطول مدّة زمنيّة، وكرئيس وزراء سابق 
إنّ إيمانكم وعملكم الجادّ سيضع بلدكم في آفاق غير محدودة للتّقدّم.
من الجيد أن نتذكّر أنّ لبنان يستضيف ثامن أكبر عدد من الأرمن في العالم وكان أوّل دولة عضو في جامعة الدّول العربيّة اعترفت بالإبادة الجماعيّة للأرمن في 11 أيّار 2000 بعد التّصويت الرّسميّ في البرلمان اللّبنانيّ.
إجراءات كثيرة اتّخذت بين أرمينيا ولبنان اللّذين ألغيا تأشيرة الدّخول بين البلدين.
ووفقًا للتّمثيل الطّائفيّ اللّبنانيّ التّقليديّ في البرلمان اللّبنانيّ، فقد تمّ حجز 6 مقاعد مضمونة للمرشّحين الأرمن. علاوة على ذلك، يتمّ إعطاء الأرمن تقليديًّا مناصب وزاريّة حكوميّة. اللّبنانيّون الأرمن لديهم أيضًا حصّتهم في المناصب العامّة العليا.
يجب ألّا ننسى أنّه خلال حرب لبنان عام 2006، أرسلت أرمينيا مساعدات إنسانيّة إلى لبنان، وتمّ تخصيص كمّيّة لا بأس بها من الأدوية والخيام ومعدّات مكافحة الحريق للسّلطات اللّبنانيّة.
كذلك، بيروت هي مركز الجامعة الأرمنيّة الوحيدة خارج أرمينيا، جامعة هايغازيان. تأسّست هايغازيان عام 1955، وهي مؤسّسة ليبراليّة للفنون والتّعليم العاليّ. كما توجد مدارس أرمنيّة في لبنان بمستويات تعليميّة عالية.
كلّ هذا يمنحنا الامتياز للعمل معًا نيابة عن البلدين، من أجل فتح آفاق وفرص جديدة."
وعن المجازر الأرمنيّة قال: "شخصيًّا حاولت طوال حياتي، أن أعزّز التّفاهم بين أهل الإيمان، وأن أبني جسورًا بين الأديان العظيمة في العالم، ومن المفجع والمحزن أن نتذكّر مقدار الألم والمعاناة الّتي تحمّلها المسيحيّون خلال الإبادة الجماعيّة. هذه الإبادة الجماعيّة عمّقت قناعتنا لإبقاء شعبنا أقوى.
أنا فخور بما قلتموه في خطاب تنصيبكم: "إنّ بطولات الماضي وخبرة الشّعب الأرمنيّ تظهر أنّ تاريخنا هو أكثر من تاريخ روحيّ. وبدون هذه الرّوح والإيمان، لم يكن بإمكاننا الوصول إلى أيّامنا منذ زمن بعيد، وفي هذه الأثناء، يجب علينا أن نسير جنبًا إلى جنب مع تقدّم البشريّة وأن نساهم في التّقدّم العالميّ."
اليوم يحتاج مسيحيّو الشّرق الأوسط إلينا جميعًا. ربّما قد نلتزم معًا بعمل ما قدر المستطاع ، للمساعدة في ضمان أنّ أولئك الّذين يعانون اليوم سيكون لهم حياة أكثر إشراقًا في المستقبل.
قبل الختام، دعونا نصلّي معًا لتعزيز المحبّة بين أرمينيا ولبنان. دعونا نصلّي من أجل نجاح هذا الاجتماع والمشاريع القادمة".

هذا ولبّى المطران درويش والوفد الاقتصاديّ اللّبناني دعوة سفير لبنان في أرمينيا مايا داغر إلى حفل استقبال في دارتها، حضره مدير العلاقات الدّوليّة في الكرسيّ البطريركيّ للأرمن الأرثوذكس في اتشن ميازين المطران ناثان وأفراد الجالية اللّبنانيّة في العاصمة الارمينيّة.
وكانت كلمة للمطران درويش قال فيها: "أودّ في بداية كلمتي أن اشكرك بالنّيابة عن إخوتي في الوفد الاقتصاديّ على استقبالك لنا في البيت اللّبنانيّ في أرمينيا.
لقد لبّينا بفرح كبير دعوة الأخ والصّديق نقولا ابو فيصل مؤسّس مشاريع غاردينيا في لبنان وفي أرمينيا.
أتينا معه لنشهد أوّلاً للإبداع اللّبنانيّ الّذي يتجسّد اليوم في رؤى نبويّة أطلقها السّيّد أبو فيصل الّذي انطلق من زحلة إلى أرمينيا ليجسّد تطلّعات كلّ لبنانيّ. فلبنان أكبر من بلد، إنّه رسالة للشّرق والغرب. فكيف إذا كانت هذه الرّسالة تتحقّق في محبّة اللّبنانيّين للأخوة الأرمن الّذين ساهموا عبر تاريخنا بنهضتنا الاقتصاديّة.
أعود وأشكر الأخ نقولا أبو فيصل الّذي جمعنا معك ومع ضيوفك الكرام، ونهنّئه على هذه المشاريع الّتي يقوم بها في هذا البلد الخيّر."

ومن ضمن اللّقاءات الّتي سجّلها الوفد في أرمينيا، لقاء وزير الاقتصاد أرزيف ميناسيان وزير الزّراعة كيغام كيفوركيان، بحثوا خلالها الاستثمارات الاقتصاديّة الجديدة والمشاريع الزّراعيّة.