لقاء يجمع رؤساء الكنائس في حلب مع قادة إدارة العمليّات العسكريّة
عقد هذا اللقاء غير المسبوق في دير الفرنسيسكان، حيث تواجد أيضًا المطران حنّا جلّوف، النائب الرسوليّ للاتين.
قال المطران أودو "يبدو أنّ نيّتهم هي إعطاء الثقة. التوقّعات جيّدة"، خصوصًا بالنظر إلى أنّنا "الآن في طريق مسدود: لا كهرباء، وكلّ شيء باهظ الثمن، ويصعب على الكثيرين تأمين لقمة العيش".
في الوقت الحالي، يؤكّد أودو أنّ القوى الجديدة التي تهيمن على المشهد، وهي من أصل إسلاميّ، لا تُظهر أي رغبة في فرض تغييرات وتكييفات على الحياة العاديّة للجماعات الكنسيّة: "على العكس من ذلك، يحاولون إعطاء الثقة من خلال إظهار احترام تقاليدنا وصلواتنا. قلت لهم إنّنا المسيحيّين العرب نمثّل واقعًا فريدًا في التاريخ وفي العالم. لقد ذكرت بعض الأمثلة على تاريخ العرب المسيحيّين، ومساهمة المسيحيّين في هذا التاريخ. أضفتُ أنّ وضع "الذمّيّ" يمكن تفسيره بالمعنى السلبيّ والإيجابيّ، وأنْ لا يمكن للمسيحيّين أن يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية، وأنْ لا بدّ لنا من العمل معًا. وقد بدا أنّهم مهتمّون جدًّا بهذه الاعتبارات".
إبّان الاجتماع، أكّد ممثّلو الكنائس أنْ لن تطرأ أيّ تغييرات على أنظمة المدارس التابعة لها، حيث يدرَّس الأولاد والبنات معًا في فصول مختلَطة. "طلبوا من موظّفي الخدمة المدنيّة جميعهم العودة إلى مهامهم، وقالوا إنّ الخدمة العسكريّة الإلزاميّة التي استمرّت هذه السنوات انتهت".
وبحسب المطران أنطوان أودو، المعروف بتحليلاته الدقيقة للسياقات والعمليّات السياسيّة، "كان هناك قرار دوليّ منسّق لضمان هذه النتيجة لسورية. لم يكن ممكنًا الاستمرارُ في المأزق الذي بدأناه". أتى حلًّا شمَلَ، بالتأكيد، تركيا والولايات المتّحدة، "ولكن أيضًا روسيا وإيران، طلبت روسيا من الأسد المغادرة"، وبالتالي "تجنّبنا المزيد من إراقة الدماء".
واليوم، في حلب، يروي المطران أودو، تعود الحياة إلى "طبيعتها"، التي تشمل مشاكل الكفاف وصعوبات الحصول على الضروريّات الأساسيّة. تقوم الجماعات الكنسيّة كلّها بمبادرات للسماح للناس بتناول الطعام على الأقلّ. وهم يستعدّون للاحتفال بعيد ميلاد يسوع المسيح برصانة: "قد لا تكون هناك مسيرات أو لحظات مذهلة"، كما يقول أودو. لكنّ من يريد أن يأتي ويزورنا في كنائسنا في خلال أيّام الأعياد سيكون موضع ترحيب".