لقاء مع المطران يوحنّا رفيق الورشا
"تقديس الإخوة المسابكيّين هو حدث تاريخيّ محفور في ذاكرة الكنيسة المارونيّة وهذا يعزّز فينا القوّة خصوصًا بإعلان قداسة العلمانيّين الأوائل حسب القوانين المعتمدة في مجمع دعاوى القّديسين". بهذه العبارات استهلّ المطران يوحنّا رفيق الورشا اللقاء الخاصّ والحصريّ، بهذه المناسبة، لفريق تيلي لوميير ونورسات، من المدرسة المارونيّة في روما.
"صحيح أنّ البابا وافق على تقديس المسابكيّين في الطريقة البديلة السريعة وهذا لا ينفي أن نقوم بالتحضيرات والمعاملات والوثائق كافّة اللازمة لهذا الملفّ وهذا استغرق سنتيْن ويُعتبر أقصر مهلة لختم ملفّ التقديس، وكان هناك فريق عمل نشيط، بخاصّة مكتب الشؤون الليتورجيّة مع مجمع القدّيسين الذين سهروا على تنظيم الاحتفال".
عن انعكاس الحدث على مستوى حلّ الأزمات التي يعانيها الشرق الأوسط قال سيادته بأنّنا أبناء الرجاء وما حدث في بداية الاحتفال أكبر دليل على ثمار الرجاء الذي نعيش، فقد كنّا نتحدّث عن الأحوال الجويّة وتقلّبات الطقس هل سنستطيع إنهاء الاحتفال من دون أمطار، وإذ، عند بدء الاحتفال ودخول قداسة البابا، أشرقت الشمس وهذا يعني شمس جديدة شمس الإيمان وشمس الرجاء، والملفت أنْ، في نهاية الحدث، عادت الغيوم تظهر في الجوّ... الحرب ليست أمرًا جديدًا، فالتاريخ حافل بالسقطات والانتصارات، فلا بُدَّ من أن نتخطّى هذا الأمر بقوّة الإيمان والرجاء.
قال المطران الورشا: "الشكر لله كبير جدًا لأنّ علمانيّين يتقدّسون، وقداستهم تحتلّ مساحة كبيرة من حياة الكنيسة المارونيّة. عائلة المسابكيّين عائلة مميّزة ونحن كلّنا خدّام للمسيح وللإنسان. فنحن اليوم مدعوّون إلى أن نكثّف صلواتنا وإيماننا ورجاءنا ونتّكل على ربّنا لأنّه قال «صلّوا ولا تملّوا...».
صورة التقديس هي من ابتكار الرسّام الإيطاليّ أندريا بوتشي تُعبّر عن مسكونيّة ووحدة على الإفخارستيّا التي بنيت عليها الكنيسة ونتكلّم أيضًا على مسكونيّة الدم بوجود كاهن أرثوذوكسيّ.
في الحقيقة، أنا راضٍ على عدد المشاركين (800) في ظلّ الظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة. وككنيسة مارونيّة يجب أن نعزّز معرفتنا بالشهداء المسابكيّين وننشر الروحانيّة التي عاشوها من خلال ندوات، ومحاضرت، وبرامج تلفزونيّة خاصّة، لكي ينتشر تكريم القدّيسين المسابكيّين أكثر.
في النهاية، النصيحة للمؤمنين هي من المجمع الفاتيكانيّ الثاني: «لا يجب أن يكون هناك فصل وطلاق بين إيماننا وحياتنا»، واستشهاد المسابكيّين كانت نتيجة مسيرة حلوة عاشوها. البابا فرنسيس يركّز على البعد الاجتماعيّ، فلا نستطيع أن نتقدّس في البعد العاموديّ فقط. هو يضيء على البعد الأفقيّ أيضًا فيَتَجَسَّد ويُتَرجَم برائحة المسيح الطيّبة التي تُعطّر المجتمع حيث نعيش".
"كلمتي الأخيرة"، قال المطران رفيق الورشا، "يجب أن نستقي من الروحانيّة التي عاشها الإخوة المسابكيّون، نتأمّل بها، لكي نستطيع أن نقوم بفحص ضمير، وإعادة نظر بهويّتنا المسيحيّة ونضع نُصْبَ أعيننا دعوتنا إلى القداسة وننظر كيف سنبني مدماكًا في هذه المسيرة".