لبنان
22 تشرين الأول 2024, 09:40

لقاء مع البطريرك الراعي في روما

تيلي لوميار/ نورسات
على وقع أجراس بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان، أعلن البابا فرنسيس الطوباويّين الشهداء المسابكيّين الموارنة قدّيسين. وفي المناسبة كان لقاءٌ خاصّ لفريق تيلي لوميير مع أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.

 

خصّص البطريرك الكاردينال، مار بشارة بطرس الراعي، البطريرك المارونيّ مقابلةً لفريق عمل تيلي لوميار جرت في الفاتيكان بمناسبة إعلان قداسة أربعة عشر شخصًا من ضمنهم الإخوة المسابكيّين الموارنة الثلاثة.  قال البطريرك بأنْ، في كلّ مرّة تشتدّ علينا الأوضاع، تحكينا السماء، فضلًا عن أنّ تقديس المسابكيّين أتى في ظرف فريد بالتزامن مع اليوم العالميّ للرسالات، لذا لا بدّ لنا دائمًا من أن نحسن قراءة علامات الأزمنة، علامات السماء لأنّها تخاطبنا في الأزمنة كلّها: زمن الحرب، وزمن التهجير، وزمن النزوح، فعلينا الإصغاء والعمل.  

عشيّة إعلان قداسة المسابكيّين الثلاثة، قال البطريرك الراعي: "على الرغم من آلام الظروف ...سوف نفرح برسالة السماء لنا". وبعد الإعلان قال: "رسالة التقديس هي الرجاء لأنّها الفضيلة المحبّبة إلى قلب الله لأنّ الرجاء منفتح على الإيمان، هو الثبات في الإيمان ومنفتح على الحبّ ولا أحد يصمد في الحبّ إلّا الذي في قلبه الرجاء ...".  

تقول القدّيسة تريزيا الطفل يسوع "القداسة ليست قائمة على أعمال خارقة ولكنّها في الأعمال البسيطة الصغيرة اليوميّة". هكذا الشهداء المسابكيّين عاشوا الروحانيّة المارونيّة بطريقة خارقة العادة ضمن عائلاتهم وفي تجارتهم وصدقهم وتربية أولادهم.

عن القمّة الروحيّة التي عقدت في 16 ت1/أكتوبر في بكركي قال البطريرك : "هذه كانت أجمل مرّة عقدنا فيها قمّة وكان لها وقع عند الرأي العامّ وعند المشاركين لوجود الصراحة، والإخلاص، وتداول الحوار في الأفكار قبل صياغة البيان...ويجب ألّا تطول المدّة لعقد قمّة ثانية نبحث فيها أوضاع النازحين اللبنانيّين...".  

عن موضوع الحياد قال : "الحياد هو من صميم النظام اللبنانيّ. الكلّ مقتنع به والفريق الذي يرفضه لديه مصالح خاصّة وخارجيّة للأسف...وبعد طرحنا الحياد صدرت كتب عديدة عنه لأنّه الحلّ ...الحياد يعني جمع الأسلحة من الجميع، وحده الجيش اللبنانيّ يكون على الأراضي اللبنانيّة كافّة...وينحصر السلاح بيد الجيش فقط، ويكون قرار الحرب والسلم في يد الدولة فقط. لماذا تُسمّى المقاومة الإسلاميّة وليس المقاومة اللبنانيّة؟ يعني نحنا مش معنيّين؟ يقولون نحنا عملاء لإسرائيل، هيدا الكلام مش مسموح...".  

عن انتخاب رئيس الجمهوريّة قال الراعي: "إنتخاب الرئيس، بكلّ أسف، واقف عند الرئيس برّي الذي يقول "إتّفقوا على رئيس وأهلًا وسهلًا بكم". هيدا قول معناه ما بدنا رئيس. نقول نحن للرئيس برّي: «لا يمكن حصول هكذا اتّفاق لأنّه ضدّ الدستور، ضدّ المنطق". الرئيس برّي يعطي نفسه حقّ النقض وهذا مرفوض وهذه علامة على أنّه لا يريد انتخاب رئيس للجمهوريّة".  

عن لقائه مع قداسة البابا فرنسيس قال البطريرك: "الفاتيكان له تأثيره بين الدول ودور فاعل... عندما التقيت قداسته رفعت له ثلاثة تقارير، تقرير عن الوضع السياسيّ العامّ في لبنان والمنطقة، تقرير عن الأوضاع الاجتماعيّة والمساعدات التي تُقدّم، تقرير عن بيان القمّة التي عقدت في بكركي في 16 ت".

أخيرًا إنّ رسالة إعلان قداسة المسابكيّين تعني حتمًا السياسيّين عندنا لأنّ المسابكيين هم علمانيّون، إثنان منهم متزوّجان ولهما عائلات كبيرة وثالثهم بتول . سمعوا صوت الله وأخلصوا في أيمانهم ...وأنتم أيّها السياسيّون يجب أن تعيشوا إيمانكم، أن تشاركوا في قدّاس الأحد، أن تتوبوا وتتقرّبوا من المناولة... والذي يتعاطى السياسة لا عائق له فيها لأنّ السياسة أيضًا طريق للقداسة والكنيسة أعلنت قداسة ملوك، ورؤساء حكومات...ورؤساء برلمان، ورؤساء أحزاب...أيّها السياسيّون المسيحيّون لا تخجلوا من عيش مسيحيّتكم لأنّها طريق قداستكم".

وختم البطريرك المارونيّ كلامه موجّهًا دعوة إلى المؤمنين بأنّ "هذا اليوم هو يوم الرجاء الكبير، هو النور في نفق الظلام، يوم الليل الذي ينذر بالفجر ...دعوة إلى الفرح الروحيّ حتّى على وجع الجروح العميقة في حياتكم ...نطلب شفاعة المسابكيّين اليوم من أجل السلام والسلام الدائم وأن نكون من بناة السلام".