دينيّة
06 تشرين الثاني 2016, 14:00

لرئيس الملائكة ديرٌ يعبق إيمانًا في بقعاتا

تمارا شقير
في منطقة تعلو 1350 مترًا عن سطح البحر وتبعد 36 كيلومترًا عن العاصمة بيروت ديرٌ لرئيس الملائكة، ديرٌ شهد نهضة مميزة.. هو دير الملاك ميخائيل في بقعاتا الذي يُجهل تاريخ تأسيسه.

شَيّدت في القدم عائلة أبو حيدر مزارًا للملاك ميخائيل، قام أهالي المنطقة بعدها بتوسيعه عام 1856 ليُصبح كنيسة الملاك ميخائيل. وفي عام 1912، رُممت الكنيسة واكتسبت حلّة جديدة بحسب كتابة معلّقة على مدخلها والتي تحوّلت بعدها إلى دير.

في البدء، كان الدير يُستخدم مقرًّا صيفيًّا لأبرشيّة جبيل والبترون وتوابعهما للروم الأرثوذكس حيث مكث ثلاثة رهبان حتى العام 1965، ليعيش فيه بعدها أحد سكان المنطقة، في حين كان الرّهبان يزورونه بانتظام خلال موسم الحصاد والأعياد.

هُمِل الدّير لفترة طويلة، ولكن في العام 1984 كلّف متروبوليت جبيل والبترون المطران جورج خضر الأب افرام تأسيس دير في الأبرشيّة مسلّمًا إياه دير الملاك ميخائيل في بقعاتا ليشهد ازدهارًا منذ ذلك الحين بخاصّة بعدما قام الرّهبان بترميمه وتوسيع الكنيسة عام 1994 بمساعدة أهالي المنطقة.

تختلف هندسة الدّير عن هندسة سائر الأديرة الأرثوذوكسيّة، فهو لا يتّبع النمط التّقليديّ بسبب ضيق المساحة التي بُني عليها إذ تقع الكنيسة عند الجهة الشّرقيّة ويتقاطع معها عموديًّا الجناح السكنيّ.

يتألف الدّير من قسمين: قسم قديم يضمّ الكنيسة الموجودة في الطابق العلويّ وقبوين في الطابق السُّفليّ، وقسم حديث يتألف من مساحة مربّعة تزيّنها قبّة زجاجيّة غنيّة بالزخرفة يدخل عبرها النور.

تتشكّل هذه القبّة من 12 ضلعًا يحمل كلّ منها رسمًا لأحد الأنبياء، وعلى رأسهم رسم السيّد المسيح الذي يرمز إلى صورة يسوع الضّابط الكّل، سيّد الحياة والكلّي القدرة، فيما يشهد هؤلاء على عمل الفداء الذي تحقق في حياة ملك العالم.

هذا ولا يخلو الدّير من أيقونات للعذراء مريم، والملاك ميخائيل، والرّسل الإثني عشر والقدّيس  يوحنا المعمدان.

واللّافت في هذا الدّير هو تمسّك الرّهبان بالتّقاليد الكنسيّة القديمة، فتّرنّم في الأعياد المزامير طوال اللّيل وذلك إحياءً للموسيقى البيزنطيّة. كما يُنظّم الرّهبان اجتماعًا روحيًّا أسبوعيًّا مُخصّصًا للوحدة والتّأمل.

يعبق عطر القدّاسة والخشوع في هذا الدّير الصّغير، وفي أروقته الضّيقة وكنيسته القدّيمة، وشفيعه الملاك ميخائيل ينفح رهبانه بنسمة إيمان يتشاركونها مع أبناء المنطقة ناشرين الرّسالة المسيحيّة.