لحّام مُهنّئًا بالأضحى: لنجمع قوانا مُسلمين ومسيحيّين لبناء عالم أفضل
"إلى إخوتي المُسلمين الأحبّاء، لاسيّما في بلادنا العربيّة،
عيد الأضحى يجمعُنا بكم، أيُّها الأحبّاء، ولهذا أتوجه إليكم بهذه المُعايدة القلبيّة الأخويّة.
إنّ الأضحى يجمعُنا، بأبي المؤمنين إبراهيم، الذي لبّى دعوة الله، إلى التّضحية والبذل والعطاء، وهو اليوم يدعونا، لكي نفهم معاني التّضحية والفداء، وهما أساس الأخوّة الإنسانيّة الشّاملة، التي دعت إليها الوثيقة المُشتركة المسيحيّة والإسلاميّة، وتدعونا إليها قيم إيماننا مسيحيّين ومُسلمين.
وعلى أساس التّضحية والفداء والعطاء تُبنى الأسرة، ويُبنى الوطن، وتُبنى الدّساتير الدّوليّة والاجتماعيّة والوطنيّة، وتُبنى حضارة المحبّة، لا بل يُبنى الإنسان.
عيد الأضحى، دعوة لنا لكي نعمل معًا، كلّ في موقعه، وحسب دعوته ومكانته في المجتمع، لإيقاف الحروب والصّراعات والنّزاعات والمظالم، وإحلال السّلام، ولأجل التّعاون من خلال المؤسّسات الخيريّة والاجتماعيّة، في سبيل إسعاد الآخرين، لاسيّما كما تقول وثيقة الأخوّة الإنسانيّة: "الفقراء والبؤساء والمحرومين والمُهمّشين والأرامل والمُهجّرين والنّازحين والمعوقين وضحايا الحرب والإرهاب والظّلم والمُستضعفين والخائفين والأسرى والمُعذّبين في الأرض.
وإلى هذا يدعونا عيد الأضحى، وهذا هو برنامج قيم إيماننا المُقدّس، ولأجل تحقيقه نجمع قوانا مُسلمين ومسيحيّين، لبناء عالم أفضل، يدعونا الله تعالى لنكون صانعي مستقبل جميل مُشرق للأجيال الطّالعة في بلادنا، مهد الدّيانات والحضارات.
وتقبّلوا أيُّها الإخوة والأخوات، باقة مُعايدتي لكم، ومعًا نُكمل المسيرة."