لحّام في رسالة العيد: البطاقة الميلاديّة الأولى أتى بها الملائكة من السّماء في ليلة الميلاد
"المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام وفي النّاس المسرّة. أبشرّكم بفرح عظيم، لقد ولد لكم اليوم مخلّص: هو المسيح الرّبّ".
إنّها البطاقة الميلاديّة الأولى، أتى بها الملائكة من السّماء في ليلة الميلاد، موجّهة إلى رعاة بيت ساحور وبيت لحم، وبواسطتهم إلى البشريّة جمعاء، إلى الإنسان، كل إنسان وفي كلّ مكان وزمان، بهذه البطاقة أتوجّه إليكم أيّها الأحباء في كلّ مكان، بطاقة الميلاد لنا تحوي في طيّاتها، أماني السّلام والفرح والصّحّة والسّعادة، أيّ أنّها الله نفسه هو صاحب البطاقة وهو محتواها.
يسوع يقدّم لنا هديّة العام الجديد، ويطلب منّا أن نضع توقيعنا وإمضاءنا تحتها مع كلّ محتوياته. بطاقة الملائكة في هذا العيد هي برنامج لكلّ إنسان: أن نمجّد الله، أن نكون صانعي سلام وأن ننشر الفرح والمسرّة. هذه البطاقة تعطي معنى لحياتنا في كلّ أنماطنا: في حياة الأسرة، في المهنة، في الحياة الرّهبانيّة والكهنوتيّة، في حياة الوزير والنائب والرّئيس والملك وقائد الجيش والحاكم. وهي برنامج للملوك وحكّام ورؤساء بلادنا العربيّة، شعوبًا ننتظر منهم جميعًا تحقيق هذا البرنامج في الحياة الفكريّة والاقتصاديّة والسّياسيّة والاجتماعيّة، في المؤسّسات والجمعيّات والأحزاب، إنّه برنامج للجميع ويؤمّن الخير والسّعادة للجميع.
لهذا فإنّنا نرفع الدّعاء في كنائسنا وأديارنا وبيوتنا ومدارسنا لكي تتحقّق هذه الأنشودة وهذه البطاقة في بلدنا لبنان وفي المناطق الّتي هي ضحيّة الحروب والمآسي، لاسيّما في سورية وفلسطين والعراق واليمن. وصلواتنا ترتفع لأجل لبنان أن يكون عيد الميلاد، ميلاد الحكومة الجديدة الّتي تلبّي تطلّعات الشّعب اللّبنانيّ وآمالهم في تحسين الأوضاع الاجتماعيّة والاقتصاديّة. ونتذكّر أنشودة فيروز حول القدس: الطّفل في المغارة وأمّه مريم وجهان يبكيان. لأجل من تشرّدوا وقتلوا ومعها ننشد طالبين السّلام في شرقنا الّذي ولد فيه يسوع ملك السّلام.
ميلاد فرح وسلام وأمان، وكلّ عام وأنتم بخير."