لبنان يستضيف المؤتمر الثّاني للرّحمة الإلهيّة في الشّرق الأوسط
شارك في النّدوة مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبده أبو كسم، المرشد العامّ لجماعات الرّحمة الإلهيّة- لبنان الأب ميلاد السّقّيم م.ل.، أمين السّرّ الأب أنطونيو الفغالي ر.م.م ، ومنسّقة المؤتمرات العالميّة للرّحمة في لبنان روزي شعنين. وحضرتها المنسّقة الإعلاميّة لجماعات الرّحمة الإلهيّة مايا نبوت، إضافة إلى أعضاء من الجماعات ومن الإعلاميّين والمهتمّين.
بداية رحّب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:
"يطيب لي وللمركز الكاثوليكيّ للإعلام أن نستقبل جماعات الرّحمة الإلهيّة لإطلاق "الموتمر الثّاني للرّحمة الإلهيّة في الشّرق الأوسط"، ونحن في المركز لنا قصّة قديمة مع القدّيسة فوستينا الّتي أعلنها البابا يوحنّا بولس الثّاني عام 2000 قدّيسة، وهي الّتي اتّكلت على الرّحمة الإلهيّة في حياتها وكتبت ما كتبت عن يوميّاتها، ورحم الله الخوري أنطوان الجميّل المدير السّابق لهذا المركز الّذي قام بترجمة هذا الكتاب إلى اللّغة العربيّة، وكان هناك العديد والعديد ممّن اقتنوا هذا الكتاب وأنّهم وجدوا فيه الارتياح الدّاخليّ الّذي عاشته هذه القدّيسة في حياتها.
قام البابا يوحنّا بولس الثّاني بإعلان الأحد الجديد الّذي يلي عيد القيامة عيد الرّحمة. وهناك أيضًا من يصلّون صلوات الرّحمة الإلهيّة عند السّاعة الثّالثة من بعد ظهر كلّ يوم، وهناك جماعات متعبّدة للرّحمة الإلهيّة، ويصحّ القول العبادة للرّحمة الإلهيّة لأنّ العبادة لا تصحّ إلّا إلى الله ولابنه سيّدنا يسوع المسيح ولأمّه مريم العذراء.
نحن اليوم في لبنان بأمسّ الحاجة إلى العودة إلى الرّحمة الإلهيّة في خضمّ ما نرى من فوضى مستشرية على كلّ الصّعد، على الصّعيد الأخلاقيّ والاجتماعيّ، وأسمح لنفسي على الصّعيد السّياسيّ، لا أحد ينقذنا من هذه الفوضى إلّا رحمة ربّنا. فأنا أدعو إلى العودة إلى الله من خلال عيش الرّحمة في حياتنا من خلال الصّلاة، وأحيّي هذه الجماعة الموجودة في لبنان ورئيسها وكلّ الحضور وأدعو إلى من لم يتعرّف بعد إلى هذه الجماعات أن يتعرّف إليها وينخرط فيها وينشر عبادة الرّحمة الإلهيّة في محيطه، لأنّه إذا ما نشر هذه العبادة كأنّه يهدي هديّة ثمينة، هديّة يستطيع المرء أن يحملها معه إلى اللّقاء مع الله وجهًا لوجه بعد أن ينتقل من هذه الحياة.
أتمنّى النجاج والتّوفيق لهذا المؤتمر وأن يثمر وتكبر هذه الجماعة."
السّقّيم
بدوره عرّف الأب السّقّيم عن جماعات الرّحمة الإلهيّة- لبنان وقال:
"بدأت رسميًّا وبالشّكل الحاليّ في سنة 1996، أيّ من خلال صلاة مسبحة الرّحمة والتّساعيّة وتكريم أيقونة الرّحمة وتوزيع كتّيب الرّحمة في لبنان. أوّلاً ومن ثمّ في كلّ الدّول العربيّة. ومنذ سنة 2004، وبمبادرة أبويّة من المثلّث الرّحمات المطران جورج اسكندر مطران زحلة والبقاع سابقًا، بدأت الجماعات تلتقي للتّعارف والتّعاون وبهذا تكوّنت جماعات الرّحمة الإلهيّة– لبنان.
من نشاطات جماعات الرّحمة الرّياضات واللّقاءات الرّوحيّة الشّهريّة، الزّيارات بين الجماعات بهدف التّعارف والمشاركة بالصّلاة، الاحتفال بعيد الرّحمة الإلهيّة الموّحد في الأحد الأوّل بعد الفصح وطبعًا الاجتماعات الدّوريّة مع المرشد العامّ.
إضافة إلى المحطّة السّنويّة مع غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي من خلال التّنشئة المسيحيّة، وتنظيم رحلات الحجّ السّنويّة إلى معبد الرّحمة الإلهيّة في بولندا ورحلات الحجّ داخل لبنان مع ذخائر قدّيسي الرّحمة: القدّيسة ماريا فوستينا، رسولة الرّحمة والقدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني، والمرشد الرّوحيّ للقدّيسة فوستينا، الأب مايكل سوبوتشكو.
سيكون قريبًا التّنشئة الدّوريّة لكلّ راغب في التّكرّس كرسول رحمة، وهذه التّنشئة تعطى عالميًّا وتحت إشراف الفاوستينم في الدّير الأمّ في كراكوفيا، بولندا. وسوف نعلن عن تاريخ بدء هذه التّنشئة في حينه.
بمبادرة نبويّة أتت فكرة إنشاء جبل الرّحمة الإلهيّة من خلال ثلاث آباء من جمعيّة المرسلين اللّبنانيّين الموارنة. كلّ واحد عمل على ناحية معيّنة الأب ميلاد السّقّيم عمل على تأسيس متحف للبابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني، والأبوين جان بو خليفة وجان عقيقي سهرا على تنفيذ جبل الرّحمة أيّ تمثال الرّحمة وكابيلا القدّيسة فوستينا، وكابيلا مخصّصة لعبادة القربان الأقدس بالإضافة إلى بيت الأمّ تريزيا دي كالكوتا.
سيتمّ بعدها إنشاء مراحل درب الرّحمة وهي كناية عن مراحل من حياة الكثيرين الّذين التقاهم الرّبّ ورحمهم في الكتاب المقدّس. وهذه الطّريق توصلنا ونحن مهيّئين لقبول سرّ التّوبة والعودة إلى حضن رحمته. تبنّت هذا المشروع جمعيّة مرسلين لبنانيّين ودعمت تنفيذه على أراضيها بموافقة السّلطات الكنسيّة المحلّيّة.
الرّحمة الإلهيّة بدأت مع القدّيسة ماريا فوستينا كوفالسكا، هي راهبة من راهبات سيّدة الرّحمة في بولندا. قدّمت دعوى تطويبها بسنة 1966، وفي سنة 1993 طوّبها البابا يوحنّا بولس الثّاني وفي سنة اليوبيل أعلنها قدّيسة يوم عيد الرّحمة الإلهيّة الواقع فيه 30 نيسان، 2000. وكانت حياتها الدّيريّة بسيطة جدًّا ولكن كانت لقاءً يوميًّا حميمًا مع الرّبّ يسوع الّذي أطلق عليها لقب "أمينة سرّه" وقد سلّمها عبادة الرّحمة الإلهيّة والّتي تلخّصها هي بحسب ما كتب الإنجيليّ يوحنّا "الله محّبة".
طلب الرّبّ من القدّيسة فوستينا: "إنّي أرغبُ في أن يُقام احتفال كبيرٌ في الأحد الّذي يلي عيد الفصح. إنّ عيد الرّحمة فاضَت من قلبي لتعزية العالم أجمع. في هذا اليوم تكون أبواب رحمتي مفتوحة، وأسكب فيضًا من النِّعَمِ على النّفوس الّتي تقترب من نبع رحمتي . كلّ نفس تتقدّم من سرّ الاعتراف وتتناول جسدي تنال غُفرانًا كاملاً لخطاياها وعفوًا عن عِقابه."
"لقد عُرفَ البابا يوحنّا بولس الثّاني بـ"بابا الرّحمة"، وكلّنا نعلم بأنّه انتقل من هذه الحياة ليلة عيد الرّحمة في 2/4/2005. ففي سنة 2011 ولحظة تطويبه كانت تُدّشَن أوّل كابيلا في العالم على اسم البابا القدّيس في بزمّار، رعيّة الصّليب– كسروان. وبعناية وإرادة إلهيّة، حصلنا على ذخائر قدّيسَي الرّحمة القدّيسة ماريا فوستينا وهي عبارة عن جزء من عظامها والقدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني وهي نقطة من دمه، وعلى ذخائر الطّوباويّ الأب مايكل سوبوشكو المرشد الرّوحيّ للقدّيسة فوستينا، الّذي بدأ بنشر صورة الرّحمة وتكريمها ونشر مسبحة الرّحمة بخاصّة بعد موت القدّيسة".
شعنين
وتناولت الآنسة روزي شعنين العلاقات والنّشاطات الدّولية والمؤتمرات العالميّة WACOM فقالت: "بدأت العلاقات الإقليميّة لمنطقة الشّرق، تحديدًا مع مصر والأردنّ وسوريا على مستوى شخصيّ من خلال توزيع كتّيب الرّحمة ويوميّات القدّيسة فوستينا. ولكن العلاقات الرّسميّة ما بين جماعات الرّحمة الإلهيّة– لبنان ومصر بدأت في سنة 2014 بهدف نشر عبادة الرّحمة على نطاق أوسع، فكان الاتّصال المباشر مع الرّهبنة الفرنسيسكانيّة بشخص الأب مايكل سليم، ومنذ ذلك الحين بدأ التّعاون الحثيث بين البلدين بهدف نشرعبادة الرّحمة والتّحضير لأوّل مؤتمر للرّحمة الإلهيّة في الشّرق.
هذا الجوّ من الصّلاة والتّعاون وببركة سماويّة، حضّر أرض مصر لتستقبل المؤتمر الرّسوليّ الأوّل للرّحمة الإلهيّة لمنطقة الشّرق الأوسط MECOM "الرّحمة الإلهيّة هي دعوتنا ورسالتنا في الشّرق الأوسط". أضافت: "تندرج المؤتمرات الإقليميّة تحت جناح المؤتمرات العالميّة للرّحمة الإلهيّة في العالم الّتي يترأّسها رئيس أساقفة النّمسا الكاردينال كريستوف شونبورن، والّتي أصبحت منذ سنة 2017 تحت إشراف المجلس الحبريّ للبشارة المتجدّدة في الفاتيكان.
لقد ولدت هذه المؤتمرات على عقب سؤال طرحه البابا يوحنّا بولس الثّاني في سنة 2000 خلال تدشين بازيليك الرّحمة في كراكوفيا في بولندا، "هل ستتركون هذه الشّعلة تنطفىء؟" وقد استند البابا القدّيس إلى كلام الرّبّ يسوع للقدّيسة فوستينا قائلاً لها: "من هنا، أيّ بولندا، ستنطلق الشّرارة الّتي ستقود الكنيسة إلى الألفيّة الثّالثة".
وقالت "هذا السّؤال جعل الكرادلة الموجودين وعلى رأسهم الكاردينال شونبورن يفكّرون بالمؤتمرات العالميّة، فكان المؤتمر الأوّل في روما سنة 2008، والمؤتمر الثّاني كان في كراكوفيا في 2011، والمؤتمر الثّالث كان في بوغوتا، كولومبيا في 2014 شارك به الأب مايكل سليم من مصر، والمؤتمر الرّابع كان مؤخّرًا في شهر كانون الثّاني 2017 شارك به وفد من لبنان ووفد من مصر.
ببركة رئيس المؤتمرات العالميّة للرّحمة، الكاردينال شونبورن وبركة المجلس الحبريّ للبشارة المتجدّدة، وبركة الخادم الإقليميّ لرهبنة الفرنسيسكان في مصر، انعقد المؤتمر الرّسوليّ الأوّل للرّحمة في الشّرق الأوسط، لمصر ولبنان وسوريا والعراق والأردنّ وفلسطين من 20 لغاية 23 نيسان 2017 في دير السّيّدة للفرنسيسكان في المقّطم، القاهرة بعنوان "الرّحمة، هي دعوتنا ورسالتنا في الشّرق الأوسط". وبعد أسبوع من اختتام المؤتمر، كانت الزّيارة التّاريخيّة للبابا فرنسيس إلى مصر وقد توّجت هذه الزّيارة الأهداف الّتي وضعناها في المؤتمر، ومنها التّلاقي مع الآخر، وفتح الأفق لكي نكون أخوة في مجتمع مختلف ونعكس وجه يسوع الرّحيم، وجه الآب ضابط الكلّ.
لقد اخترنا هذا العنوان انطلاقًا من أنّنا منذ البدء شعب مختار ومدعوّ للشّهادة بإيماننا ولدينا رسالةً مقدّسة وقد أكّدها لنا البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني، "لبنان هو أكثر من بلد، إنّه رسالة"، ونحن بهذا المؤتمر نوّد أن نوّحد الرّسالة والصّلوات مع إخوتنا في البلدان الأخرى لكي نحيط المنطقة بالرّحمة الإلهيّة ولكي نعي الأمانة، أيّ كنوز رحمة الله، الّتي أعطانا إيّاها الرّبّ يسوع، إذ قال "أنتم نور العالم، أنتم ملح الأرض"، فها نحن في مؤتمرنا الثّاني، نحمل هذه الكنوز وننطلق بها إلى الآخر ونتبنّى عيش الرّحمة لكي يصبح كلّ واحد منّا قناة للرّحمة تنسكب من خلاله على العالم، فيتغيّر وجه الأرض.
المشاركة العالميّة في هذا المؤتمر بالإضافة إلى الدّول الشّرق أوسطيّة، من الفاتيكان، المجلس الحبريّ للبشارة المتجدّدة ومن ليتوانيا، بولندا، نيجيريا ومن الفليبّين وأندونيسيا".
الفغالي
وفي الختام عرض الأب أنطونيو الفغالي برنامج المؤتمر فقال:
"اليوم الأوّل 15 آب 2019 "أرسلني حاملاً كنوز رحمتك": افتتاح المؤتمر ومسيرة إلى جبل الرّحمة والسّهرة الفولكلوريّة.
اليوم الثّاني 16 آب 2019: "أقوم وأمضي إلى أحضان رحمته لكي أولد من جديد"، والموضوع الأوّل "كنوز رحمته"، شهادة رسالة من الفليبّين، ورتبة توبة وسجود للقربان والرّحمة بالأعمال بعنوان "الله رحمني فدعاني لأنطلق بفرح لأشهد لرحمته".
اليوم الثّالث 17 آب 2019 والموضوع الثّاني "أريد رحمة لا ذبيحة"، زيارة غابة أرز الرّبّ، وزيارة بيت القدّيس شربل، بقاعكفرا.
اليوم الرّابع 18 آب 2019: ختام المؤتمر، الموضوع الثّالث "ميّزات رسول الرّحمة" شهادة حياة، تقييم المؤتمر والقدّاس الختاميّ والإعلان عن البلد المضيف للـ .MECOM IIIوزوّادة الإرسال والرّسالة "يسوع هو وجه رحمة الآب ونحن نعكس وجه يسوع الرّحيم لإخوتنا". ولننطلق حاملينَ كنوزَ رحمتِهِ الى حيث يُرسِلُنا، لأن الرحمة هي دعوتَنا ورسالتَنا”.
ولمزيد من المعلومات أو للتّسجيل الاتّصال بأمانة السّرّ على الرّقم التّالي:
606176–76/111428/03
البريد الإلكترونيّ: mecom2lebanon@yahoo.com