الفاتيكان
13 تشرين الثاني 2025, 12:15

كيف يكون الذّكاء الاصطناعيّ حليفًا في نموّ وتطوّر القاصرين؟

تيلي لوميار/ نورسات
مجموعة من الإرشادات المتعلّقة بآليّة حماية الأطفال والمراهقين في عصر الذّكاء الاصطناعيّ، عبر "تطوير أدوات للمراقبة والتّحكّم في تفاعلهم مع الأجهزة التّكنولوجيّة"، قدّمها البابا لاون الرّابع عشر للمشاركين في مؤتمر "كرامة الأطفال والمراهقين في عصر الذّكاء الاصطناعيّ"، خلال استقبالهم صباحًا في الكرسيّ الرّسوليّ.

البابا وفي كلمته قال بحسب "فاتيكان نيوز": "أيّها الأصدقاء الأعزّاء، أتوجّه بتحيّتي لكم جميعًا، أنتم المشاركون في هذا اللّقاء حول كرامة الأطفال والمراهقين في عصر الذّكاء الاصطناعيّ. وأنا ممتنّ لحضوركم ومساهماتكم القيّمة.

يُحدِث الذّكاء الاصطناعيّ تحوُّلًا في العديد من جوانب حياتنا اليوميّة، بما في ذلك التّعليم، والتّرفيه، وسلامة القاصرين. إنّ استخدام الذّكاء الاصطناعيّ يثير في الواقع قضايا أخلاقيّة مهمّة، لاسيّما عندما يتعلّق الأمر بحماية وكرامة القاصرين.

يُعدّ القاصرون معرّضين بشكل خاصّ للتّلاعب من خلال خوارزميّات الذّكاء الاصطناعيّ الّتي يمكنها أن تؤثّر على قراراتهم وتفضيلاتهم. وبالتّالي من الأهمّيّة بمكان أن يكون الآباء والمعلّمون واعين لهذه الدّيناميكيّات، وأن يتمّ تطوير أدوات للمراقبة والتّحكّم في تفاعل القاصرين مع الأجهزة التّكنولوجيّة.

تقع على عاتق الحكومات والمنظّمات الدّوليّة مسؤوليّة تطوير وتنفيذ سياسات تحمي كرامة القاصرين في عصر الذّكاء الاصطناعيّ. ويشمل ذلك تحديث القوانين القائمة المتعلّقة بحماية البيانات، لمواجهة التّحدّيات الجديدة الّتي تطرحها التّقنيّات النّاشئة، وتعزيز المعايير الأخلاقيّة لتطوير واستخدام الذّكاء الاصطناعيّ.

ومع ذلك، تبقى الممارسة الّتي لا غنى عنها لحماية كرامة القاصرين هي تلك الّتي تنبع من التّربية على التّكنولوجيا الرّقميّة. وكما قال سلفي في رسالة وجّهها بمناسبة مشروع حماية عزّزته ثلاث كيانات مهمّة من الجمعيّات الكاثوليكيّة الإيطاليّة، "من الضّروريّ أن يعيد البالغون اكتشاف دعوتهم كـ"صنّاع للتّربية" ويسعون جاهدين لكي يكونوا أمناء لها".

إنّ صياغة وتطبيق مدوّنات الأخلاق هي خطوة مهمّة، ولكنّها ليست كافية. من الضّروريّ القيام بعمل تربويّ، يوميّ ومستمرّ، يقوده بالغون تلقّوا بدورهم التّنشئة والدّعم من شبكات التّحالف التّربويّ، وذلك في إطار عمليّة معرفيّة للمخاطر الّتي قد يترتّب عليها استخدام الذّكاء الاصطناعيّ والوصول المبكر، غير المحدود وغير المُتحقّق منه، على الحياة العلائقيّة للقاصرين ونموّهم. لن يتمّ دعم القاصرين في مقاربتهم للعالم الرّقميّ كتعزيز لقدرتهم على الاختيار بمسؤوليّة تجاه أنفسهم والآخرين إلّا من خلال المشاركة في اكتشاف هذه المخاطر وعواقبها على الحياة الشّخصيّة والاجتماعيّة.

إنّ هذا بحدّ ذاته هو ممارسة هامّة لحماية الأصالة والعلائقيّة البشريّة، الّتي تتطلّب، لكي تكون كذلك، أن تُوجَّه نحو شروط تضمن احترام الكرامة كقيمة أساسيّة. فقط من خلال نهج تربويّ وأخلاقيّ ومسؤول، يمكننا أن نضمن أن يكون الذّكاء الاصطناعيّ حليفًا في نموّ وتطوّر القاصرين، بدلًا من أن يكون تهديدًا.

أيّها الأصدقاء الأعزّاء، أتمنّى لكم مؤتمرًا مثمرًا، يساهم في إرساء أسس متينة لمواصلة خدمة الأطفال واليافعين والجماعة الكنسيّة والمدنيّة بأسرها. وأستمطر عليكم وعلى عملكم بركة الرّبّ."