كيف يعيش الإنسان الوحدانيّة بطريقة سليمة؟
وفي هذا السّياق، تناول البابا أمثلة للانقسام في الكتاب المقدّس من خلال:
"- تمييز يعقوب لابنه يوسف عن أخوته، فصارت هناك غيرة بين يوسف وإخوته حتّى أنّهم باعوه.
- التّلميذان يعقوب ويوحنّا عندما طلبت أمّهما أن يكون أحدهم عن يمين السّيّد المسيح والآخر على يساره، وتمييزهم عن بقية التّلاميذ.
- عندما بشّر بولس الرّسول في مدينة كورنثوس "وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَة... أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلًا وَاحِدًا، وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ، لأَنِّي أُخْبِرْتُ عَنْكُمْ يَا إِخْوَتِي مِنْ أَهْلِ خُلُوِي أَنَّ بَيْنَكُمْ خُصُومَاتٍ. فَأَنَا أَعْنِي هذَا: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ: "أَنَا لِبُولُسَ"، و"أَنَا لأَبُلُّوسَ"، وَ"أَنَا لِصَفَا"، وَ"أَنَا لِلْمَسِيحِ"" (١كو ١: ١٢)، ووبّخهم بلطف على انقسامهم.
وتأمّل البابا في الطّلبة: "وحدانيّة القلب الّتي للمحبّة" بعد استبدال حرف واحد منها لتكون: "وحدانيّة القلب الّتي بالمحبّة فلتتأصّل فينا"، وأهمّيّة الاحتفاظ بالوحدانيّة، وكيف يعيش الإنسان هذه الوحدانيّة من خلال الحكمة في التّصرّف والكلام، وذلك بالقراءة اليوميّة لسفر الأمثال باستمرار لأنّه يجعل الإنسان حكيمًا".
وتساءل البابا "كيف يعيش الإنسان الوحدانيّة بطريقة سليمة؟"، وأجاب بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّ الأرثوذكسيّة"، أنّه يتمّ من خلال النّقاط التّالية:
"1- "إثبت في محبّتك"، وأن تكون المحبّة من القلب ومستمرّة، "كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ، وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ" (مت ١٢: ٢٥).
2- "إثبت في عمل الرّحمة"، وأن نصنع رحمة كما صنعت راعوث مع حماتها، لأنّ كلّ البشر يحتاجون إلى الرّحمة.
3- "لا تنس الصّلاة من أجل الآخرين"، لأنّ صلاتك من أجل الآخرين تجعل الله يعطيك نعمة ورحمة، فالصّلاة تحقّق المعجزات.
4- الوحدانيّة تحتاج تواضع الإنسان، فالعناد والكبرياء يؤدّي إلى الانقسام، أمّا التّواضع يحفظ وحدانيّة البيت الواحد، "أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ" (لو ١: ٥٢).
5- "إحذر ذاتك"، لأنّ "قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ" (أم ١٦: ١٨)."