كيف يصف بارولين زيارة البابا إلى تركيا ولبنان؟
ففي مقابلة مع "فاتيكان نيوز"، لفت بارولين إلى أنّ البابا "سيحمل عصا الحاجّ، وسيسير على خطى الأحبار الأعظمين السّابقين بولس السّادس، يوحنّا بولس الثّاني، بندكتس السّادس عشر وفرنسيس"، وأنّ "البابا بريفوست سيزور البلدين في أوّل زيارة رسوليّة له، تقوده المشاعر نفسها الّتي رافقت أسلافه، ألا وهي لقاء الجماعات المسيحيّة المحلّيّة لتثبيتها في الإيمان، فضلًا عن لقاء باقي السّكّان والسّلطات الرّسميّة، والمجتمع المدنيّ ليكون للجميع رسول سلام ووافق وحوار".
وفي تركيا، توقّف بارولين عند الذّكرى السّبعمائة بعد الألف لانعقاد مجمع نيقيا، قائلًا: "إنّها مناسبة يتمّ الإعداد لها منذ فترة طويلة ما يسلّط الضّوء على أهمّيّتها، وحضور البابا هو خير دليل على ذلك. إنّ المجمع وضع ركائز الإيمان المسيحيّ، أيّ الإيمان بيسوع بلاهوته وبناسوته الكاملين، إنّه يسوع المسيح، ابن الله حقًّا، والإنسان حقًّا. هذا هو الإيمان المشترك لدى جميع المسيحيّين على الرّغم من الانقسامات القائمة بينهم." وذكّر المسؤول الفاتيكانيّ بأنّ تركيا تُعتبر مهد المسيحيّة، إذ أبصرت النّور فيها أولى جماعات المؤمنين، الّتي وجّه إليها القدّيس بولس رسائله، وفي تلك البقاع عُقدت أوّل ثماني مجامع في تاريخ الكنيسة، كما أنّ الحوار المسكونيّ يكتسب أهمّيّة هناك لأنّ التّاريخ شهد لقاء بين مسيحيّين أعلنوا الإيمان نفسه بيسوع، الإله الحقّ والإنسان الحقّ.
كما لفت إلى أنّ "الكنيسة احتفلت مؤخّرًا بالذّكرى السّنويّة السّتّين لصدور الإعلان المجمعيّ في عصرنا الّذي يتحدّث عن علاقة الكنيسة مع أتباع باقي الدّيانات لاسيّما اليهوديّة والإسلام، ومن هذا المنطلق تكتسب زيارة البابا إلى تركيا أهمّيّة على صعيد الحوار ما بين الأديان، وتؤكّد على أنّ المسيحيّين والمسلمين قادرون على التّعاون معًا من أجل عالم أكثر عدلًا وتضامنًا وأخوّة".
أمّا زيارته إلى لبنان فهي، بحسب بارولين، "ستشكّل رسالة رجاء بالنّسبة لبلاد الأرز"، فـ"هذا البلد حقّق خطوات إلى الأمام على صعيد حلّ الأزمات الّتي عصفت به خلال السّنوات الماضية". وقال: "إنّ للبنان رئيسًا اليوم، وحكومة، وتسعى البلاد إلى القيام بالإصلاحات، على الرّغم من الصّعوبات والعراقيل، ما يؤدّي بطبيعة الحال إلى تباطؤ العمليّة الإصلاحيّة وبالتّالي إلى خيبة أمل لدى النّاس، لذا ثمّة حاجة ملحّة إلى الأمل والرّجاء".
ولفت بارولين في هذا السّياق إلى أنّ "الكنيسة تودّ أن تعرب عن قربها من لبنان"، كما أكّد أنّ "الكرسيّ الرّسوليّ يولي هذا البلد اهتمامًا كبيرًا لأنّه أكثر من بلد، إنّه رسالة، كما قال عنه البابا يوحنّا بولس الثّاني. والسّبب يعود إلى التّعايش السّلميّ القائم في لبنان بين ديانات وأعراق مختلفة، وهذا التّعايش ينبغي أن يبقى ويستمرّ."
وأكّد أخيرًا أنّ الكرسيّ الرّسوليّ يدعم هذا التّعايش وحضور البابا لاون الرّابع عشر هو أيضًا تعبير عن هذا الدّعم.
