الأراضي المقدّسة
18 آذار 2020, 09:00

كيف نقرأ الكتاب المقدس في زمن الكورونا؟ الأب بشار فواضله يجيب

نورسات/ الأردنّ
زمن الكورونا زمن المرض والبحث عن الشفاء. هو زمن خوف لأن المرض صعب. ويضطرنا إلى العزلة. ولكنه أيضًا زمنٌ للحياة، بحثٌ عن حياةِ الجسد، وبحثٌ عن حياةِ الروح. هو زمن لتجديد إيماننا. إنه زمن يكادُ يتوقف فيه كلّ شيء، فلنملأ زمن الكورونا بالمزيد من الإيمان، بقراءة الكتاب المقدس، لنجدَ فيه دليلاً لنا في الزمن الصعب.

كُتب الكتاب المقدس من أجلك ومن أجل الجميع، هو كتاب للفرد وهو كتاب للجماعة، وقد كُتب لكل زمان وكل مكان وكل ظرف وكل حالة. هدف كتابته هو أن نجعل كلمة الله حيّة وفاعلة في حياتنا، لأنه كتاب يبعث فينا الرغبة في الحياة والحب والعيش مع جميع الناس.

يدعونا الكتاب المقدس دائما، أثناء قراءته، إلى أن نخوض مغامرة، فكم بالأحرى بأن تكون المغامرة في زمن الكورونا! تحمل هذه المغامرة الكثير من المفاجأت ولكن أهمها مغامرة اكتشاف محبة الله لك شخصيًا ولنا جميعًا وخصوصًا وسط الألم. لقد كُتب الكتاب المقدس بكلماتٍ ولغةٍ بشرية وبوحيٍّ وروحٍ إلهية! يريد منّا الكتاب المقدس عندما نقرأه أن يلمسنا، أن يشجعنا، أن يقوينا من أجل حياة نعيشها مع الله والقريب. فالكتاب المقدس رسالة الله، هو عمل الله الخلاصي في العالم، وهو دعوة الله لنعيش الحياة بكل تفاصيلها وتكون كلمة الله مركزها وبوصلتها.

فهيا بنا لنغوص في طريقة قراءة الكتاب المقدس:

- أن نُصلّي: يتوجب علينا قبل البدء في قراءته أن نصلي ونسأل الروح القدس أن يمنحنا فهمًا لكلمة الرب. وبعد أن قرأنا نشكر الله الذي كلمنا. وهكذا نبدأ صلاتنا: "كلمتك مصباحٌ لخطاي ونورٌ لسبيلي" (مزمور ١١٩: ١٠٥)

- أن نُعطي أنفسنا فرصة جديدة: أي أن نسمح لأنفسنا بأن نندهش ونتفاجأ عندما نقرأ نص سبق لنا أن قمنا بقراءته، وهكذا نُعطي أنفسنا فرصة جديدة لنرى في الآيات التي نقرأها عظمة الله غير المتناهية والسامية.

- أن نعيش الفرح: يحتوي هذا الكتاب أكبر وأطول قصة في تاريخ البشرية ولكن نهايتها سعيدة ومفرحة! فالحياة فيه هي التي تنتصر على الموت دومًا، ولذلك نُسمِّي الإنجيل المقدس "البشرى السارة"، ولذلك نقرأ الكتاب المقدس ونبحث فيه عن السرور، ونفرح عندما نفتحه.

- أن نختار قراءة قصيرة: لأن الكتاب المقدس كنز كبير ويُقدَّم لنا مجانًا، علينا أن لا نستنفذه بسرعة ومرة واحدة. فلنقرأ ببساطة الأسطر التي يمكننا فهمها بشكل جيد، ونتوقف عند أي مقطع صعبٍ يشكل لنا فهمُه تحدّيًا، ولنكتبه ونحفظه غيبًا.

- أن نصبر على ذواتنا: لأن هذا الكتاب يحتوي حكمة عميقة، وفيه بعض الأحيان غموض، لذلك نحن بحاجة إلى أن نصبر على ذواتنا لكي نفهمه ليس من مرة واحدة وإنّما بالتدريج، وأن نشارك الآخرين هذه القراءة لأنهم سيساعدوننا على فهمها بطريقة أفضل.

- لنبدأ المسيرة: في هذه الأيام الصعبة المؤلمة نحتاج إلى بوصلة لكي تقودنا، وبوصلتنا هي الكتاب المقدس، فهيّا بنا لنسير مثلما سارَ تلميذا عمواس (لوقا  ١٣:٢٤-٣٥) اللذان لم يتعرّفا على يسوع في البداية، وقد تساءلا: "أما كان قلبنا يحترقُ في صدرنا، حين حدثنا في الطريق، وشرح لنا الكتب؟" وهكذا في كثير من الأحيان يخاطبنا الله من خلال الكتاب المقدس ولكن قلبنا يكون بعيدًا عنه!

في كل شدّة جدد إيمانك وحياتك!

زمن الكورونا هو زمن الأزمة والكتاب المقدس زمن الحياة!

فهيّا بنا لنعيش الحياة في بيوتنا من خلال قراءة الكتاب المقدس مع كل افراد العائلة.