كيف نصون الحواس الخمس؟

هو سؤال نابع من الإيمان المسيحيّ ومن تهديد دائم للنّفس المسيحيّة جرّاء توسّع الفساد في عالم باتت فيه الخطيئة مغرية تصطاد المرء بسهولة.

الأب خويري أكّد أنّ القدّيسين تحدّثوا كثيرًا في تاريخ الكنيسة عن السّهر على الحواس. القدّيسون شبّهوا هذا السّهر الشّخصيّ على صون الحواس بسهر الشّخص على حراسة أبواب منزله مخافة دخول سارق، سهر روحيّ يجب أن يختبره المؤمن لحماية جسده ونفسه من دخول السّارق الأكبر، الخطيئة.

الحواس الخمس هي أشبه بمداخل خمس للنّفس والرّوح، أبواب يمكن أن تدخل من خلالها نعمة الرّبّ من جهة أو الآفة من جهة أخرى.

من هنا، ذكر الأب خويري أنّ الحرص على حماية هذه الحواسّ من تهديد خرق الخطيئة لنقاوتها يأتي ضروريًّا، ويأتي حفظ هذه الأبواب الخمس أساسيًّا أيضًا لأنّ بذلك وحده تدخل النّعمة والفضيلة وتبتعد الخطيئة.

وإختتم الأب خويري حديثه مشيرًا إلى أنّ المرء يطوَّق بحالة من التّمييز الضّروريّ، إذ على المؤمن أن يميّز بين الصّحّ والخطأ من جهة، وعليه أن يميّز بين الطّارقين على أبوابه الخمسة من جهة أخرى.

الصّالح والبنّاء إذًا هما مفتاحا حواسّنا الخمس، فلنصن هذه الحواسّ لنترك السّاحة معبّدة لدخول النّعمة الإلهيّة.