كيف كان اليوم الرّابع من جولة يوحنّا العاشر في أبرشيّة عكّار الأرثوذكسيّة؟
بداية اليوم الرّابع كانت في رعيّة حلبا ورفع صلاة الشّكر في كنيسة القدّيس باسيليوس الكبير، الّتي أكّد منها البطريرك يوحنّا العاشر على فرحه بزيارة "هذه المدينة العظيمة بتاريخها وناسها"، وعلى بقائه مع أهلها "متجذّرين بأرضنا وبكنيستنا ووطننا"، مشيرًا إلى أهمّيّة هذا اللّقاء قائلاً: "لقد انغرس هذا اليوم في قلبي ولن يمحى من عقلي، ونشكر الله على نعمته"، معايدًا للمناسبة المسلمين بشهر رمضان.
أمّا المحطّة الثّانية فكانت في رعيّة النّبيّ إيليا- الشّيخ طابا، حيث صلّى على نيّة أبنائها، وحيّاهم قائلاً: "الشّيخ طابا كبيرة بإيمان أبنائها المتجذّرين في الأرض والثّبات والوجود. ومن هنا نؤكّد أن شعبنا هو شعب بطل في إيمانه"، داعيًا أبناء البلدة وأبناء عكّار عامّة "كي يكونوا اليد الواحدة والعائلة الواحدة، وأن يبعدوا أولادهم عن تحدّيات العصر الرّاهنة، وأن لا يتلقّفوا القصص الّتي تبعدهم عن إيمانهم، وأن يبقوا شهادة في الحقّ، وأن يتمسّكوا بمنطق المحبّة".
ورفع للمناسبة الصّلاة من أجل إطلاق كلّ المخطوفين، وعلى رأسهم المطرانين بولس ويوحنّا.
ثمّ كانت زيارة لبلدة الزّواريب حيث وضع البطريرك يوحنّا إكليلًا من الورد على نصب الشّهداء، أقام بعدها صلاة شكر في كنيسة القدّيسين بطرس وبولس، وألقى كلمة قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة: "عندما نجتمع في هذه الكنيسة المقدّسة الّتي بنيت في عهد المثلّث الرّحمات المطران بولس (بندلي)، والمطران باسيليوس يتابع المسيرة إلى حين وصلتم إلى بناء القاعة، يدلّ أنّ هذه الرّعيّة هي رعيّة فاعلة، وأنّكم جميعًا تنتمون إلى مدرسة العطاء بحيث تقدّمون من أنفسكم كي تخدموا كنيستكم ووطنكم. وعلينا ألّا ننسى عندما نتحدّث عن القيامة نذكر القبر الفارغ، نذكر هذا الكلام لنقول أنّنا نواجه صعوبات كثيرة، ونتذكّر النّسوة الحاملات الطّيب اللّواتي لم يخفن، بل ذهبن إلى القبر ودحرجن الحجر."
بعدها دشّن القاعة المنشأة حديثًا إلى جانب الكنيسة.
هذا وانتقل البطريرك يوحنّا والمطران منصور والوفد الكنسيّ المرافق إلى بلدة حكر الشّيخ طابا، إلى كنيسة يوحنّا المعمدان، وقد جدّد فخره واعتزازه لوجوده في عكّار، داعيًا من هناك "أصحاب القرار أن يضعوا قراراتهم في طريق كلمة الحقّ، وأن يتعالوا عن المصالح والأنانيّات."
وفي الختام، زار بلدة منيارة حيث انطلق الجميع في مسيرة من ساحة البلدة باتّجاه كنيسة منيارة الأرثوذكسيّة، وسط قرع أجراس الكنائس والتّراتيل والصّلوات، وصلّى الشّكر في الكنيسة، وتحدّث عن النّور في كلمته إذ قال: "نحن في منيارة، ولأنّني في منيارة سأتكلّم عن النّور، حاملين شعلة النّور لتشعّ أمام كلّ العالم، وهذا ما يرتبط بعيد القيامة. ولذلك وفي كلّ صلواتنا علينا ان نتذكّر النّور، وكيف نتحوّل نحن البشر إلى نور ونترك الظّلمة. نحن لسنا من عالم الخطيئة بل نحن من عالم السّماوات"، مشيرًا إلى أنّ الكنيسة هي الشّعب المؤمن وعلى الشّعب أن يكون بمثابة الإنجيل المفتوح". هذا وأكّد أنّ "عكّار ستبقى عظيمة بشعبها وبأرضها وزيتونها، وستبقى رسالتنا هي رسالة سلام مهما قست الأيّام وجار علينا الدّهر".
وأخيرًا، التمس الشّعب بركة أبيهم يوحنّا العاشر في البيت الأرثوذكسيّ.