لبنان
04 أيار 2019, 10:00

كيف شرح الأنبا مكاريوس الخماسين المقدّسة؟

تحدّث أُسقف عام المنيا وأبوقرقاص الأنبا مكاريوس عن الخمسين المقدّسة فقال بحسب "الأقباط متّحدون":

"إنّ الخمسين المقدّسة أيّام يكسوها الفرح والبهجة، ونتذوّق فيها رحيق السّماء والسّمائيّين حول الله، حيث الحياة الأبديّة. كانت القيامة هدف التّجسُّد والفداء. ويشكو النّاس عادةً من الانفلات في الخماسين؛ ولكن علينا الانتباه إلى ضرورة التّعقُّل في التّعبير عن الفرح وكذلك الحزن. فالحزن الذي بمعرفة هو حزن راقٍ واعٍ.. شكل من أشكال التّأثُّر. كذلك الفرح هو شكل من أشكال الارتياح الدّاخليّ. وهذا وذاك داخل قالب يتّسم بالرّزانة، "قلب" سعيد داخل "قالب" مُتّزن ناضج، مثلما يكون الحزن الرّاقي "قلبًا" متأثّرًا داخل "قالب" متوازن، بعيدًا عن الصّراخ اليائس أو الهتاف غير النّاضج؛ ويُعلّمنا القدّيس يعقوب الرّسول: «أمسرور أحد فليُرتّل» (يعقوب 13:5) وقد تكون التّرتيلة مؤثرة تستدرّ الدّموع رغم أنّها أنشأت تعزية قلبيّة.  

وإذا كانت الخماسين تشبه مذاقة الأبديّة، فإنّ الذي يحيا الأبديّة لا يأبه كثيرًا لطعام أو شراب أو لذّة وقتيّة، بل في التّسبيح يذوب، لاسيّما إذا تذكّرنا أنّ التّسبيح هو السّمة الرّئيسيّة لحياة السّماء. أمّا الذي يطلق العنان لشهوة الجسد في الخماسين، فإنّه يُدلّل بذلك على أنّه كان مكبوتًا مُرغمًا مضطرًّا للصّوم، وأنّه لم يكن سعيدًا في رحلة الصّوم.  

هناك أشخاص يصومون طوال حياتهم عن الدّسم، وآخرون لا يعرفون الطّعام نهارًا، وعندما تكون الميطانيّات مرتبطة في الذّهن بالذّل وإنكسار القلب فقط؛ فإنّ التّحرُّر منها يُعطي شعورًا كاذبًا بالحرّيّة. ولذلك يُلاحَظ أحيانُا هدوء الكنائس بعد العيد مباشرة وخلال فترة الخماسين، ولاسيّما في الأيّام الأولى، ولكنّنا فرحون بالرّب على الدّوام «إفرحوا في الرّبّ كلّ حين وأقول أيضًا إفرحوا» (فيلبي4:4) في الصّوم وفي الإفطار، في التّعب وفي الرّاحة، في الألم وفي السّعادة، على الأرض وفي السّماء «من لي في السّماء؟ ومعك لا أريد شيئًا في الأرض» (مزمور 73: 25)."