لبنان
02 تشرين الأول 2023, 13:20

كيف تكون المحبّة الّتي تشبه محبّة الله؟

تيلي لوميار/ نورسات
حثّ رئيس أساقفة أبرشيّة زحلة والفرزل والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران إبراهيم ابراهيم، في الأحد الثّاني بعد الصّليب، المؤمنين على عيش المحبّة "محبّة تشبه محبّة الله"، وذلك في عظة ألقاها في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة- زحلة خلال القدّاس الإلهيّ.

وعن هذه المحبّة قال ابراهيم على ضوء إنجيل لوقا: "في هذا النّصّ من إنجيل لوقا، يسوع يعلّمنا عن قانون المحبّة، الّذي يتجاوز قانون العِقاب والقصاص. يسوع يدعونا إلى أن نحبّ أعداءنا، وأن نحسن المعاملة للجميع، وأن نقرض دون أن نتوقّع مقابل. يسوع يقول إنّ هذه هي طريقة تصرّف الآب السّماويّ، الّذي يرحم الخطأة والأبرار. يسوع يقول إنّنا إذا فعلنا هذه الأشياء، فسوف نُكَافَئُ بشكل عظيم، وسوف نكون أبناء الله.

أحبّائي في المسيح، كثيرًا ما نسمع كلمة "حبّ" في حياتنا. نحبّ أهلنا وأصدقاءنا وزملاءنا وجيراننا. نحبّ من يحبّوننا ويحترموننا ويقدّروننا. لكن هل نحبّ من يكرهوننا ويؤذوننا ويظلموننا؟ هل نحبّ من يختلفون عنّا في الدّيانة أو الجنسيّة أو الثّقافة؟ هل نحبّ من لا نستفيد منهم شيئًا؟ الحبّ والمصلحة لا يلتقيان. الحبّ والأنانيّة لا يتعايشان.

في إنجيل اليوم، يسوع يطالبنا بأعلى مستوى من المحبّة. محبّة تشبه محبّة الله. محبّة تتخطّى حدود الطّبيعة والعادة. محبّة تجعل من المستحيل ألّا نحبّ. محبّة تجعل من المستحيل ألّا نغفر. محبّة تجعل من المستحيل ألّا نرضى.

هذه المحبّة ليست سهلة. هذه المحبّة تتطلّب منّا التّضحية والتّخلّي والتّسليم. هذه المحبّة تتطلّب منّا ألّا َنرُدَّ الشّرّ بالشّرّ، بل بالخير. هذه المحبّة تتطلّب منّا ألّا نقابل الكره بالكره، بل بالرّحمة. هذه المحبّة تتطلّب منّا ألّا نطمع في المال أو المجد أو الشّهرة، بل في البرّ والحقّ والسّلام. هذه المحبّة هي محبّة يسوع. هذه المحبّة هي الّتي جعلته ينزل من عرشه إلى أرضنا. هذه المحبّة هي الّتي جعلته يتجسّد في بطن مريم العذراء. هذه المحبّة هي الّتي جعلته يعيش بيننا ويخدمنا ويعلّمنا. هذه المحبّة هي الّتي جعلته يتألّم ويُصلب ويموت على الصّليب. هذه المحبّة هي الّتي جعلته يقوم من بين الأموات ويصعد إلى السّماء. هذه المحبّة هي الّتي جعلته يرسل لنا الرّوح القدس.

أحبّائي في المسيح، هذه المحبّة هي مصدر سعادتنا وفرحنا وأملنا. هذه المحبّة هي ضمان نجاتنا وخلاصنا. هذه المحبّة هي دعوتنا ومسؤوليّتنا. فلنستجب لها بقلوب صادقة وأفعال حسنة. فلنكن شواهد على محبّة يسوع في العالم. فلنكن أبناء الله الأوفياء."