كنيسة المشرق الآشوريّة تتكاتف مع لبنان في ألمه
"نقف هذا اليوم نحن أبناء كنيسة المشرق الآشوريّة، في أبرشيّة أستراليا، نيوزلندا ولبنان، وتقف كلماتنا عاجزة وتتوارى العبارات من أمام قلب يملؤه الأسى، على إثر المصاب الجلل في حادثة التّفجير الّذي حصل في بيروت، الّتي فجعت قلوبنا وقلوب ووجدان كلّ إنسان في العالم أجمع، باختلاف انتمائه الدّينيّ، الثّقافيّ والعرقيّ، لنطلب تعزيات السّماء لكلّ العوائل المفجوعة من هذا الحادث، وليمدّها الرّبّ بملء الرّحمة الدّائمة، ويحفظ الجميع من كلّ مكروه.
لزامٌ علينا أن نقف متّحدين، متكاتفين وثابتين أمام هول ما جرى في لبنان وما يجري في الشّرق الأوسط تحديدًا، نرفع قلوبنا بالصّلاة تضامنًا مع بعضنا البعض، ليزدهر السّلام ويحلّ الأمن فهناك مساحات وحدويّة واسعة يتوجّب استغلالها، لأنّ الوحدة، غنى لا تضاهيها غنائم الابتعاد والانفصال بعضنا عن بعض.
إنّ التّاريخ المشترك لجميع اللّبنانيّين بمختلف انتماءاتهم، يحمل رسالة تسامح ووحدة إنسانيّة مفعمة بالمحبّة، وهذا الأمر يشكّل عاملاً يسعى للنّهوض من هذه الحادثة والانفتاح على دلالات أوسع للتّعايش والوحدة الوطنيّة من أجل لبنان الوطن، فتقع علينا مسؤوليّة مشتركة لإضاءة ثقافة المحبّة والسّلام، لكي يعيش الجميع، من أجل الوطن والمواطنة الصّالحة، لبناء بلد هو البيت المثاليّ لكلّ الانتماءات المختلفة.
للضّحايا الرّحمة السّماويّة الواسعة، وليمنّ الرّبّ القدير على الجرحى بالشّفاء العاجل، وصلاتنا من أجل المفقودين، وأن يحفظ الجميع من كلّ سوء. صلاتنا أن تبقى مشاعل السّلام منيرة ليستتبّ الأمن في أرجاء المعمورة."