لبنان
26 حزيران 2023, 05:55

كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك اختتمت سينودسها، فماذا جاء في بيانها الختاميّ؟

تيلي لوميار/ نورسات
إختتم السّبت سينودس أساقفة كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك أعماله الّتي كانت قد بدأت في التّاسع عشر من حزيران الجاري في المقرّ البطريركيّ في الرّبوة برئاسة بطريرك انطاكية وسائر المشرق للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ وحضور مطارنة الشّرق الأوسط ودول الانتشار .

وألقى أمين سرّ السّينودوس المطران نيقولا أنتيبا البيان الختاميّ وجاء فيه:  

"من التّاسع عشر من حزيران (يونيو) 2023 إلى الرّابع والعشرين منه، التأم سينودس أساقفة كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك برئاسة صاحب الغبطة البطريرك يوسف الكلّيّ الطّوبى، في المقرّ البطريركيّ في الرّبوة، لبنان. وصدر في ختام أعماله بيان هذا نصّه:

يوم الإثنين في التّاسع عشر من حزيران 2023، افتتح غبطة البطريرك يوسف، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، أعمال سينودس كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك، في المقرّ البطريركيّ في الرّبوة، بمشاركة أصحاب السّيادة أعضاء السّينودس المقدَّس، الوافدين من الشّرق الأوسط وبلدان الانتشار، والرّؤساء العامّين للرّهبانيّات ولجمعيّة المرسلين البولسيّين.

إستهلَّ صاحب الغبطة الجلسة باستدعاء الرّوح القدس، وبكلمةٍ افتتاحيَّة تطرَّق فيها إلى أهمّ الأحداث الكنسيَّة على الصّعيدين المحلّيّ والعالميّ. شكر غبطته السّادة الأساقفة على حضورهم ومشاركتهم في السّينودس، وشدّد على أهمّيّة العمل السّينودسيّ في كنيستنا، لاسيّما أنّ هذه السّنة مميّزة في موضوع السّينودسيّة الّذي يعتمده الكرسيّ الرّومانيّ للكنيسة جمعاء. وإعتبر أنّ السّينودس هو عمل مقدّس يصنع الوحدة بين أبرشيّاتنا كافّة. ورفع السّيّد البطريرك الصّلاة لراحة نفوس المتوفّين من أعضاء السّينودس، المثلّث الرّحمة المطران إبراهيم نعمه، متروبوليت حمص سابقًا، والأرشمندريت الياس خضري رئيس عام الرّهبانيّة الباسيليّة الحلبيّة، وجميع الكهنة والرّهبان والرّاهبات الّذين رقدوا على رجاء القيامة خلال السّنة المنصرمة. ثمّ رحّب بالأساقفة الجدد الّذين انضمّوا إلى السّينودس المقدّس، وهم: جان ماري شامي، أسقف طرسوس شرفًا- النّائب البطريركيّ في مصر والسّودان وجنوب السّودان، جورج إسكندر متروبوليت صور، وفرنسوا بيروتي رئيس أساقفة نيوتن (الولايات المتّحدة الأميركيّة)، والمدبّر الرّسوليّ على إكسرخوسيّة الأرجنتين الأب جان بو شروش.  

في جلسات السّينودس المقدَّس، طُرحت مواضيع عدّة من بينها متابعة دراسة الشّرع الخاصّ لكنيستنا، خصوصًا الأبواب الّتي تتعلّق بالعلاقة بين الكاهن والرّعيّة، والنّشاط الرّعائيّ، وحقوق فئات المؤمنين في الكنيسة وواجباتهم، والإرادة الرّسوليّة الجديدة Iam pridem  المتعلّقة بانتخاب الأساقفة، والإرادة الرّسوليّة Ab initio المتعلّقة بموافقة الكرسيّ الرّسوليّ الرّومانيّ على إنشاء جمعيّات المكرّسين من قبل البطريرك والأساقفة الأبرشيّين.

تدارس الآباء أيضًا ما آلت إليه المسيرة السّينودسيّة في مرحلتها القارّيّة، وعرضت وثيقة مشاركة كنيستنا في مؤتمر شهر شباط الماضي في حريصا، وزوّد الأساقفة الوفدَ المشارك في سينودس روما في شهر تشرين الأوّل المقبل بتوجيهات متنوّعة تعكس هموم كنيستنا. كذلك تدارس السّينودس كيفيّة تفعيل السّينودسيّة بين أبناء أبرشيّاتنا الملكيّة المنتشرة في مناطق عديدة من العالم.

وإطّلع آباء السّينودس على برنامج اليوبيل المئويّ الثّالث على إعادة الوحدة مع الكرسيّ الرّسوليّ الرّومانيّ، الّذي سيكون بعنوان "كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك: مسيرة مسكونيّة 1724-2024". ومن نقاطه: احتفالات ليترجيّة، منشورات ثقافيّة، نشاطات علميّة لاهوتيّة ومسكونيّة ومعارض تراثيّة. تُفتتح السّنة اليوبيليّة بليترجيّا حبريّة في الكاتدرائيّة البطريركيّة في دمشق في 11 تشرين الثّاني 2023.  

وفي الشّأن العامّ، أعرب الآباء عن تعاطفهم الشّديد مع المتضرّرين من الزّلزال الّذي ضرب المنطقة في شهر شباط الماضي وتسبّب بكوارث كبيرة. من ناحية أخرى، توقّف الآباء مطوّلًا عند الأزمات الحادّة الّتي تعصف بشعبنا في لبنان وسوريّة والسّودان وفلسطين، والّتي تقف خلف الأحزان والمضايق الّتي باتت عائلاتنا وشبيبتنا تعاني منها الأمرّين، الأمر الّذي يضطرّهم إلى الهجرة بحثًا عن حياة أفضلَ راحة وهناء. وحثّ آباء السّينودس المسؤولين على معالجة شؤون النّاس وشجونهم الوطنيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والتّربويّة، على امتداد بلداننا الحبيبة، بضمير حيّ وهمّة وقّادة. كما طالب الآباء أن يكون للبنان رئيس جديد بأقرب وقت وأن تعود إليه الحياة الطّبيعيّة.  

وتناول الحديث أيضًا التّعاون المبارك الّذي حصل بين أبرشيّات الاغتراب وتلك المتواجدة في الشّرق، وثمّن الآباء المساعدات الماليّة والعينيّة الّتي أرسلتها أبرشيّات الاغتراب إلى بلداننا الشّرق أوسطيّة، لاسيّما وقت الزّلزال المدمّر في سوريا وتركيّا، وعزمت النّيّة على متابعة المساعدات قدر الإمكانيّات المتاحة. وفي الوقت عينه، أشاد آباء السيّنودس بكلّ المؤسّسات الكنسيّة والجهات الخيريّة الّتي أسهمت في بلسمة جراح العوز والفقر والضّيق.

إنتخب سينودس الأساقفة أعضاء السّينودس الداّئم الآتية أسماؤهم:

1-  المطران جاورجيوس حدّاد (قيصريّة فيلبس) رديفه المطران جاورجيوس خوّام (اللّاذقيّة)

2-  المطران إبراهيم مخايل ابراهيم (الفرزل وزحلة) رديفه المطران يوسف متّى (الجليل)

3-  المطران جاورجيوس إدوار ضاهر (طرابلس) رديفه المطران جورج مصري (حلب)

4-  المطران الياس الدّبعي (حوران) رديفه المطران يوحنّا عبده عربش (حمص)

وإنتخب آباء السّينودس المطران نيقولا أنتيبا أمينًا عامًّا أوّل لأمانة سرّ السّينودس والمطران جاورجيوس حدّاد أمينًا عامًّا ثانيًا.  

وافق آباء السّينودس على إدراج القدّيس شارل دي فوكو في سنكسار كنيستنا الملكيّة في اليوم الأوّل من كانون الأوّل، واطّلعوا على مسار دعوى تطويب الأب المكرّم بشارة أبو مراد، وعلى أحوال الرّعايا الملكيّة في بعض البلدان الأوروبيّة، وعلى أحوال الأبرشيّات، وعلى اقتراحات لجنة التّنشئة المستمرّة في كنيستنا.

في الختام، رفع آباء السّينودس صلواتهم الحارّة لكي يمنّ الله بالخير والصّحّة على المؤمنين كافّة، إكليروسًا وشعبًا، ولكي يحلّ السّلام ويسود الأمن في أوطاننا بشفاعة والدة الإله الدّائمة البتوليّة مريم."