لبنان
13 آذار 2019, 09:44

كنائس لبنان ومجلس كنائس الشّرق الأوسط أطلقت فعاليّات "اللّقاء المسكونيّ العالميّ للشّبيبة"

أطلقت كنائس لبنان ومجلس كنائس الشّرق الأوسط خلال مؤتمر صحفيّ في مركز واجهة بيروت البحريّة، فعاليّات "اللّقاء المسكونيّ العالميّ للشّبيبة" الّذي سيُعقد من 22 حتّى 26 الجاري، تحت عنوان "الصّدّيق كالأرز في لبنان ينمو"، بالتّنظيم مع جماعة تيزيه المسكونيّة الفرنسيّة.

 

بعد النّشيد الوطنيّ اللّبنانيّ، ألقى منسّق اللّجنة التّنظيميّة المونسنيور توفيق بو هدير كلمة أكّد فيها أنّ "اللّقاء المسكونيّ الأوّل في لبنان والشّرق الأوسط سيتيح لنحو 1600 شابّ وشابّة بين 18 و35 عامًا من لبنان و43 بلدًا من العالم أن يعيشوا اختبار الرّوح المسكونيّة. وأنّ هذا اللّقاء ليس لقاء تقليديًّا لأنّ ما يميّزه هو اللّجنة المركزيّة المنبثقة عن كلّ كنائس الشّرق الأوسط من دون استثناء: تمّ انتداب أعضائها من قبل غبطة البطاركة ورؤساء الكنائس، بالاضافة إلى 25 لجنة عمل مصغّرة اجتمعت  منذ انطلاق التّحضيرات من حوالى العامّ، وكان كلّ من فيها قلبًا واحدًا ويدًا واحدة، متضامنين حتّى النّهاية من أجل إنجاح اللّقاء، مؤمنين بأهمّيّة الحدث المسكونيّ. لقد عاشوا واختبروا معًا أنّ "لا خوف في المحبّة" (يوحنّا: 4، 18)".
وتابع مشيرً إلى أنّ "أكثر من 200 شابّ وشابّة من الحركات الكنسيّة والكشفيّة تطوّعوا للخدمة، وستستضيف العائلات اللّبنانيّة الشّبيبة الوافدة من الخارج ليس للمنامة فقط ولكن أيضًا لتبادل الخبرات والثّقافات"، منوّهًا أنّه "بهذا اللّقاء ستعيش الشّبيبة اختبار "الغنى في التّنوّع"، وستكتشف أنّ ما يجمعها هو أكثر بكثير ممّا قد يفرّقها، لذا سينضمّ إليهم شبيبة من الطّوائف المسلمة في 25 آذار/ مارس في احتفال مشترك لمناسبة العيد الوطنيّ الموحّد لبشارة العذراء في وسط بيروت".

تلا كلمة بو هدير عرض لفاعليّات اللّقاء وروحيّته وأبعاده مع ممثّلين عن مختلف العائلات الكنسيّة.

 

أمّا كلمة جماعة تيزيه فألقاها الأخ إيميل، تحدّث فيها عن رسالة الصّلاة المسكونيّة للجماعة الرّهبانيّة، وعلاقة الجماعة بلبنان والهدف من هذا اللّقاء، عارضًا لتاريخها والّتي تعود إلى بدايات الحرب اللّبنانيّة، مع المؤسّس الأخ روجيه وقال: "في عام 1982، زار الأخ روجيه، مؤسّس جماعة تيزيه Taizé، لبنان. كان قد وعد الشّباب اللّبنانيّين الّذين ذهبوا إلى تيزيه في فرنسا قبل بضع سنوات أنّه سيزورهم. وقد أُتيحت لي الفرصة لمرافقته في هذه الزّيارة الّتي تركت في نفسي أثرًا عميقًا.
لقد دفع سبب آخر، يتجاوز حدود الصّداقة، الأخ روجيه إلى زيارة لبنان. إذ أراد أن يلتقي بعائلة شابّ لبنانيّ، قُتل في 25 كانون الأوّل/ديسمبر 1975. كان قد ترك هذا الشّاب غصيبة كيروز رسالة إلى عائلته قبل الانطلاق من قريته الأصليّة نبحا في البقاع. كان لدى غصبية شعور بأنّه قد يتعرّض للقتل، ولذلك كتب إلى عائلته: "أطلب  منكم أمرًا واحدًا: أن تغفروا لمن قتلوني". وقد أُرفق هذا الطّلب بطلبٍ آخر، ورد في كلمة يكرّرها ثلاث مرّات متتالية، كشرطٍ أساسيّ بالنّسبة له ليكون هذا الغفران ممكنًا: "صلّوا، صلّوا، صلّوا". وبعد التّكرار الثّلاثيّ لهذه الكلمة، "أحبّوا أعداءكم".
رأى الأخ روجيه في طلب غصيبة كيروز هذا وفي الإيمان الّذي جعل ذلك ممكنًا، الأمل الّذي يمكن أن يمنح لبنان مستقبلاً. ولكن الأخ روجيه رأى أيضًا في هذا المثال اللّبنانيّ ضوءًا قادرًا على إلقاء الضّوء على أوضاع إنسانيّة أخرى في أجزاء أخرى من العالم. وبناء على طلب الأخ روجيه، في عام 1962، سافر إخوة جماعة تيزيه مع أصدقاء للجماعة إلى كلّ البلدان الواقعة خلف السّتار الحديديّ. وتمّ تنظيم تجمّعات للشّباب في هذه البلدان في أوائل الثّمانينيّات. وبعد سقوط جدار برلين، قال الأخ روجيه أيضًا لأوروبا: من دون غفران، لا يوجد مستقبل لأوروبا".

وإختتم المؤتمر بكلمة للأمينة العامّة لمجلس كنائس الشّرق الأوسط د. ثريا بشعلاني، أضاءت فيها على دور المجلس في تفعيل الرّوح والعمل المسكونيّ بين الشّباب، فقالت: "إنّ هذا اللّقاء هو أكثر من لقاءٍ عابرٍ. إنّه حدث روحيّ شبابيّ يصبو إلى ترسيخ الإيمان والرّجاء والوحدة بين الشّباب المسيحيّ، عبر غِنى تنوّع انتمائهم الكنسيّ والوطنّي. كما يصبو إلى تثبيت حضورهم ورسالتهم المسيحيّة في الشّرق الأوسط، إذ إنّهم سيدركون أكثر فأكثر أنّ هذا الحضور المسيحيّ هو جزء لا يتجزّأ من تاريخ الشّرق الأوسط وحاضره ومستقبله، وأنّ المكوِّن المسيحيّ يُسهم في بناء كرامة الإنسان وصون حرّيّة المعتقد والضّمير وحرّيّة الانتماء الدّينيّ والعرقيّ والثّقافيّ.
ولأنّ مجلس كنائس الشّرق الأوسط يعمل منذ تأسيسه في العام 1974 على تحفيز وحدة التّنوّع ودور الشّباب ورسالتهم الأساسيّة في بناء الكنيسة والمجتمعات والأوطان، يقوم اليوم، مع الكنائس في لبنان وجماعة تيزيه، بتنظيم هذا اللّقاء المسكونيّ العالميّ. إنّنا نؤمن بأنّ للشّباب الحاضر والمستقبل وبأنّ لهم الحقّ بالعيش بحرّيّة وكرامة. ونؤمن أيضًا بأنّ لقاءهم هذا هو تعبير عن هذا الحقّ".
وأشارت بشعلاني إلى أنّ "اللّقاء يمتدّ من 23 إلى 25 آذار/ مارس 2019، على أن يكون بعد ظهر الجمعة 22 آذار/ مارس موعد وصول الوفود إلى بيروت، ومساء الثّلاثاء 26 آذار/ مارس موعد مغادرتها.

وستتمّ استضافة المشاركين من خارج لبنان في منازل العائلات المضيفة والمتتطوّعة للاستقبال من مختلف الكنائس، في منطقة بيروت الكُبرى وجوارها. ويتوّزع نشاط ما قبل الظّهر على 25 مركزًا في رعايا المنطقة نفسها، أيّ في قُطر يبعُد حوالى 45 دقيقة من وسط بيروت، وتُقام في هذه المراكز صلوات الصّباح والمواضيع الرّوحيّة وتبادل الخُبرات.

أمّا بالنّسبة للنّشاطات المركزيّة فستجري في وسط بيروت بعد ظهر كلّ يوم من أيّام اللّقاء، حيث تتوزّع المشاغل وورش العمل على مختلف الكنائس في المنطقة وتُرفَع الصّلوات الاحتفاليّة المسكونيّة الكُبرى مساء في مركز واجهة بيروت البحريّة SEASIDE ARENA – (البيال سابقًا)".