دينيّة
13 تشرين الأول 2020, 13:00

كم نحن بحاجة اليوم إلى أن تظهري لنا مجدّدًا يا مريم...

ماريلين صليبي
١٣ تشرين الأوّل/أكتوبر ١٩١٧ هو تاريخ آخر ظهور للعذراء في مدينة فاطيما في البرتغال... مئة وثلاثة أعوام مرّت على هذه الأعجوبة المباركة التي يصادف تاريخها بتاريخ اليوم، علّ تكون الصّدفة مناسبة لانتشال العالم من بؤسه المشؤوم.

بالآلاف كانت الحشود في مدينة فاطيما، تحت المطر والبرد، ازدحمت الطّرقات في انتظار أمّ الكون مريم. بالصّلاة والتّهاليل والمناجاة استُقبل الأطفال الثّلاثة لوشيا، فرانشيسكو وجاشينتا، وما هي إلّا لحظات حتّى تحدّثت إليهم مريم العذراء وبدأت الظّهورات بالقرب من الشّمس التي بدورها راحت تدور حول نفسها بقدرة إلهيّة عظيمة.

تأمّل الأطفال العائلة المقدّسة المكوّنة من سيّدة الورديّة والقدّيس يوسف والطّفل يسوع، وظهر إليهم أيضًا يسوع المسيح في سنّ الرّشد مباركًا الجموع بحبّ وعطف، كما شاهدوا سيّدة الآلام أيّ الأمّ الحزينة وسيّدة الكرمل حاملة بين يديها ثوب العذراء.

مريم العذراء تكلّمت مع الأطفال كلامًا محييًا ومباركًا كثيرًا، ومن أبرز ما طلبته: "يجب على النّاس أن يتوبوا ويغيّروا عيشة المعاصي، وأن يكفّوا عن إهانة سيّدنا يسوع المسيح المهان كثيرًا، وعليهم أن يتلوا الورديّة".

هو طلب لا يزال صعب التّحقيق عند البشر، هؤلاء الضّعفاء بالإيمان، المائلون إلى الضّلال والهلاك الأرضيّ في زمن وعالم عنوانهما المجون وهدفهما المتعة الموقّتة.

كم نحن بحاجة اليوم إلى أن تظهري لنا مجدّدًا يا مريم، فقلوبنا الخاطئة عاجزة عن رؤيتك وغبار أحزاننا يمنع كشف الرّؤية عن كلامك.

علينا أن نستعيد كلام مريم الذي يبلغ من العمر مئة وثلاثة أعوام، فنتوب ونبدّل أسلوب حياتنا ونبتعد عن الآثام وعن إهانة يسوع المسيح إن بتصرّفاتنا أو بكلامنا أو بأفكارنا، ونسير في طريق الخير متّحدين بالمسبحة الورديّة...