كلمة جاك الكلّاسي في إطلاق اتّحاد الإعلام المسيحيّ
"الله معكم،
تحيّة من القلب لأصحاب الغبطة والنّيافة، رعاة هذا المؤتمر الممثّلين اليوم بالأساقفة والكهنة والرّهبان من عدّة مراكز ومؤسّسات إعلاميّة مسيحيّة،
يشرّفني أيضًا أن أرحّب بكلّ الإعلاميّين والعلمانيّين وخاصةً بإخوتنا الآتين من الدّول العربيّة ممثّلي المحطّات والمواقع المسيحيّة العربيّة،
معالي وزير الإعلام الأستاذ ملحم رياشي السّاعي الدّائم إلى السّلام الذي نحن بضيافتكم اليوم نرحّب في داركم! ونحنا كلّنا ضيوفكم!!!
نرحّب بالجميع بضيافتكم اليوم في هذا الصّرح الإعلاميّ والوطنيّ، صرح الكلمة الحرّة والجريئة.
نحنا في زمن العنصرة، والعنصرة هيّ ردٌ إلهيّ على بلبلة برج بابل، هذه البلبلة سببها الكبرياء بتحدّي الرّبّ وكانت نتيجتها: إله الكون فرّق الألسن وشتّت بناة هذا البرج ولم يعد أحد يفهم على أحد.
أتت العنصرة لتعيد لغّة السّلام، لغّة المحبّة، لغّة التّلاقي، لغّة الكرامة، لغّة الإلفة ولغّة التّفاهم.
إتّحادنا اليوم في زمن العنصرة ما هو إلّا رَدٌ على البلبلة الحاصلة اليوم بالإعلام.
هذه الفوضى التي تعمّ الحياة الاجتماعيّة والدّينيّة والاقتصاديّة والسّياسيّة لا يصلحها إلّا إعلامٌ مسؤول.
إعلام مسؤول يُختصر بكلمتين :
قول الحقيقة
إحترام الآخر مهما كان دينه، عرقه، لونه وأصله .
الخوف الذي نعيشه اليوم والذي يعيشه أولادنا،، سببه إعلام متطرّف وإعلام غير مسؤول، وكأنّ هدف هذا الإعلام إفراغ الشّرق من مسيحيّيه وبالتّالي محي حضارة عمرها ألفين سنة هي "حضارة المحبّة".
كلّنا مسؤول عن بعضنا البعض أمام الله والتّاريخ.
المواضيع التي تداولناها على مدى سنتين عبر المؤتمرين الكبيرين في أيلول/سبتمبر 2016 وأيلول/سبتمبر 2017 واللّقاءات العديدة التي تمّت خلال هاتين السّنتين مع مؤسّسات إعلاميّة مسيحيّة في الشّرق، مع رجال فكر واختصاص وأصحاب رؤيا كانت للتّحضير لانطلاقة هذا الاتّحاد المسيحيّ،
لذلك، أعلن من على منبر وزارة الإعلام اللّبنانيّة ولادة "إتّحاد الإعلام المسيحيّ في الشّرق الأوسط" الاتّحاد الذي طالما تمنيناه كما نتمنّى أن يكون الجميع متعاونين ومتضامنين ومشاركين فيه.
الذي لم يستطع المشاركة في مؤتمراتنا السّابقة ولا يعرف مضمون وأهداف هذا الإتحاد ويحبّ الانضمام إلينا، أوجز وأختصر وأوضح ما يلي:
ما هي غاية هذا الاتّحاد؟ من يمثّل؟ من يضمّ؟ ما هي أعماله ونشاطاته؟ أين هو مركزه ؟ ما هي طريقة تمويله؟ ما هي الوسائل الإعلاميّة النّاطقة باسم الاتّحاد؟
سأجيب على كلّ هذه الأسئلة وبصورة سريعة، ولكنّني أؤكّد على أمرين:
إتّحادنا مستقلّ تمامًا عن أيّ توجّه سياسيّ أو حزبيّ
إتّحادنا لا يتوخّى الرّبح بالمعنى التّجاريّ (غير تجاريّ)
إتّحادنا اليوم يضمّ : محطّات تلفزيونيّة وإذاعيّة ومواقع إلكترونيّة مسيحيّة كنسيّة (وكلّ مؤسّسة ترغب بالانضمام، عليها أن تحصل على موافقة من السّلطة الكنسيّة المسؤولة عنها)
يمثّل الاتّحاد : الإعلام الكنسيّ في مختلف الطّوائف المسيحيّة
مركز الاتّحاد : مركز الدّورة التّجاري – الطّابق التّاسع
أعمال ونشاطات الاتّحاد : - تعزيز التّعاون عبر إنتاج مشترك Co Production
تبادل الأخبار التي لها طابع وجوديّ مشترك
تقليص المصاريف الانتاجيّة بالتّعاون بين المحطّات
إقامة مؤتمرات وندوات مشتركة
إقامة دورات تدريبيّة للإعلاميّين العاملين في هذا الحقل وخلق مناخ إنسانيّ وروحيّ واجتماعي متجانس فيما بينهم
الوسائل الإعلاميّة النّاطقة باسم الاتّحاد:
محطة نور الشّرق هي محطة الاتّحاد
موقع إلكترونيّ تمّ تجهيزه وتحديثه http://www.christianmediaunion.org/_index.php
ماليّة الاتّحاد : - إشتراكات الأعضاء والهبات
غاية هذا الاتّحاد : - نقل صورة رائعة عن الحضور الإلهيّ بيننا
لتأكيد اختبار مسيحيّ عمره ألفين سنة، اختبار ممزوج بأعمال مفعمة بالحبّ التي توصّلنا لانتصارات هائلة
لتنشئة الأجيال الجديدة على ثقافة المحبّة والسّلام، فلا يعود شبابنا غريبًا بوطنهم أو غريبًا عن وطنه
للحدّ من العنف والإرهاب والفساد والحروب والأحقاد ومبادلة الشّرّ بالشّرّ
للمساهمة في إخماد الفتن وإيجاد حلول للمشاكل والمسائل
لنسج روابط وعلاقات ضروريّة مع وزارات الإعلام في بلداننا العربيّة
إتّحادنا اليوم للتّواصل مع الكنائس والأديان والتّلاقي مع العاملين والمشاهدين
لكسر الصّمت المسيحيّ العربيّ وللتّواصل مع إعلاميّين في أنحاء الشّرق العربيّ ولرصد انتهاكات الإعلام ضدّ الأخلاق وضدّ الإنسانيّة.
لتفعيل دور الحضور المسيحيّ في الشّرق الأوسط
لدعم وتثبيت الوجود المسيحيّ في الشّرق الأوسط
إتّحادنا ليس هدفه أبدًا إعلام عقائديّ، شعبنا لا يريد أن نعلّمه اللّاهوت الفلسفيّ واللّاهوت العقائديّ عبر الإعلام،
إتّحادنا هدفه عيش قيم الإنجيل وزرع المحبّة في كلّ برنامج كي نحصد السّلام،
إعلامنا المسيحيّ في الشّرق حامل رسالة، ليس اتّحاد نقل معلومات، هو حامل رسالة نقل الحقيقة من إنسان لإنسان، من شعب لشعب، من حضارة لحضارة،
إتّحادنا هو تواصل وحوار مع اتّحادات طوائف وأديان أخرى لنسج روابط وعلاقات ضروريّة مع اتّحادات في بلداننا العربيّة،
إتّحادنا هدفه إحداث تغيير إيجابيّ في مجتمعاتنا.
أخيرًا، لا يمكننا أن نتّحد مع الله إذا لم نتّحد مع بعضنا البعض.
أنهي وأقول مع مار فرنسيس الأسّيزيّ: " يا ربّ استعملنا لسلامك"، ومع يسوع المسيح أردد: "طوبى للسّاعين إلى السّلام". وليكن "اتّحاد الإعلام المسيحيّ في الشّرق" أداة للسّلام ولإرساء لغّة يفهمها الجميع، لغّة المحبّة."