كلمة القسّ جوزيف قصاب في ساحة الشّهداء
صاحب القداسة البابا ليو الرابع عشر،
أهلاً بكم في لبنان... هذا الوطن الصغير الذي أنهكته الحروب والضغوط، لكنه لا يزال يحمل في جراحه توقاً
عميقاً إلى السلام جنت إلى أرض تعلمت كثيراً من الألم، لكنها لم تفقد رجاءها، لأن الرجاء هنا جزء من هوية
الناس لا مجرد فضيلة.
نستقبلك اليوم، لا فقط كرأس للكنيسة الكاثوليكية، بل أيضاً كقائد لدولة لا تحكمها الحسابات الاقتصادية ولا
أطماع النفوذ، بل تحكمها روح تعود إلى كلمات المسيح: سلاماً أترك لكم سلامي أعطيكم. إن حضورك
بيننا يذكر لبنان بأن لا زال هناك دولاً تُبنى على قيم، لا على مصالح، وعلى كرامة الإنسان قبل كل شيء.
وباسم الكنائس البروتستانتية في لبنان، نرحب بك ونثمن زيارتك الداعمة لشعب يتوق لالتقاط أنفاسه. نحن كما
تعلم ، شركاء في الهم ذاته، وفي الرسالة ذاتها أن يبقى لبنان مساحة حرة للكرامة، وبيتاً يصون التعدد بدل أن
يخشاه.
قداستك لقد تحدثت الكنيسة الكاثوليكية في السنوات الأخيرة عن الـ Synodality السير معاً، والإصغاء لبعضنا
البعض، وعن اكتشاف صوت الروح في تنوعنا هذا المفهوم ليس شأناً كنسياً فحسب؛ إنه دعوةٌ يمكن أن يتبناها
لبنان كله لو سارت قيادات لبنان معاً... لو أصغينا لبعضنا بصدق، لسهل علينا أن نصغي أيضاً لوجع شعبنا، ولاكتشفنا
أن الطريق إلى السلام ليست حلماً صعباً بل ممارسة يومية تبدأ بالثقة.
نأمل أن تكون زيارتك مناسبة لندعو جميع الطوائف في لبنان إلى Synodality وطنية: أن نسير معاً من أجل
لبنان الرسالة، لبنان الذي لا يملك ترف الانقسام، بل يملك فرصة نادرة ليكون شاهداً على أن التعددية نعمة.
حللت أهلاً في بلدٍ يريد أن يتعلم مجدداً كيف يصنع السلام، لا فقط كيف ينجو من الحرب. نصلي معك، ومن
أجلك، ومن أجل لبنان الذي تحمله اليوم في صلاتك.
مرحباً بكم بيننا.
