الخليج العربيّ
06 تشرين الثاني 2022, 13:18

كلمة البابا فرنسيس في لقاء الأساقفة والكهنة والمكرّسين والإكليريكيّين والعاملين الرّعويّين

تيلي لوميار/ نورسات
قبل اختتام زيارته الرّسوليّة إلى البحرين، التقى البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد الأساقفة والكهنة والمكرّسين والإكليريكيّين والعاملين الرّعويّين في كنيسة القلب الأقدس الكاثوليكيّة حيث ألقى كلمة استهلّها بالتّعبير عن سروره بوجوده بينهم وأشار إلى ما قاله المطران بول هندر يوم أمس متحدّثًا عن "قطيع صغير مكوّن من مهاجرين".

وحيّا البابا فرنسيس الجميع وقال إنّه يفكّر أيضًا بالشّعوب التي ينتمون إليها وعائلاتهم التي يحملونها في قلوبهم. وفي إشارة إلى حضور مؤمنين من لبنان، أكّد البابا فرنسيس صلاته وقربه من هذا البلد الحبيب الذي يعاني جدًا، ومن كلّ الشّعوب المعانية في الشّرق الأوسط بحسب ما أورد "فاتيكان نيوز".

وتوقّف البابا فرنسيس عند ثلاث مواهب كبرى يمنحنا إيّاها الرّوح القدس ويطلب منّا أن نقبلها ونعيشها وهي الفرح، الوحدة والنّبوءة، فقال: "إنّ الرّوح القدس هو ينبوع الفرح. الرّوح القدس لا يتركنا لوحدنا، فهو المعزّي الذي يؤازرنا بحضوره ويرافقنا بمحبة ويساندنا في المصاعب ويشجع أجمل أحلامنا. إنّ فرح الرّوح القدس ليس شعورًا عابرًا إنّما هو فرح يولد من العلاقة مع الله، ومن معرفة أنّنا لسنا لوحدنا في اللّيالي المظلمة التي نمر بها أحيانًا، لأنّه معنا. أنتم الذين اكتشفتم هذا الفرح وتعيشونه، أودّ أن أقول لكم: حافظوا عليه، لا بل ضاعفوه، والطريقة الأفضل للقيام بذلك هي إعطاء هذا الفرح. فالفرح المسيحيّ مُعد لأن الإنجيل يجعلنا نخرج من ذاتنا لننقل جمال محبّة الله."

وشدّد على "أهميّة ألّاّ يغيب الفرح في الجماعات المسيحيّة وأن تتم مشاركته. وبالإضافة إلى اللّيتورجيا ولاسيّما الاحتفال بالقدّاس الذي هو ينبوع وذروة الحياة المسيحية، من المهم أن نجعل فرح الإنجيل ينتشر أيضًا في عمل رعويّ حيويّ، وخصوصًا للشّباب والعائلات والدّعوات إلى الحياة الكهنوتيّة والرّهبانيّة. لا يمكن أن نحتفظ بالفرح المسيحيّ لأنفسنا وعندما ننشره فإنّه يتضاعف."

وأضاف: "إنّ الرّوح القدس هو ينبوع الوحدة.. لا ينبغي أن يكون هناك مكان للأنانيّة والانقسامات والثّرثرة. نار الرّوح القدس تُشعل حياتنا بتلك المحبّة الرّحيمة التي بها يحبنا يسوع." وذكّر البابا فرنسيس بكلمات القدّيس بولس في رسالته إلى أهل أفسس (٤، ٣ – ٤) "المُحافَظة على وَحدَةِ الرُّوحِ بِرِباطِ السَّلام. فهُناكَ جَسَدٌ واحِدٌ ورُوحٌ واحِد، كما أَنَّنا دُعينا دَعوَةً رَجاؤُها واحِد". وتوقّف عند الشّهادة التي قدّمتها "كريس" وهي عاملة راعويّة، وشدّد على أهمية عيش الأخوّة وأشار إلى أن الشّركة والأخوّة هما عطيتان يجب أن نطلبهما دائمًا من الرّوح القدس. 

وتابع قائلًا: "إنّ الرّوح القدس هو ينبوع النّبوءة" وذكّر بكلمات بولس الرسول "اطمَحوا إِلى مَواهِبِ الرُّوح، ولا سِيَّما النُّبوءَة" (١ قورنتس ١٤، ١)، وأشار إلى أنّ "النّبوءة تجعلنا قادرين على أن نعيش التّطويبات الإنجيليّة في أوضاع الحياة اليوميّة". وشكر الرّاهبة روز على شهادتها خلال اللّقاء متحدّثة عن خدمتها بين السّجينات، في السّجون، وقال إنّ الاهتمام بالمساجين يفيد الجميع، كجماعة بشريّة، لأنّه بكيفيّة معاملة الأخِيرين تقاس كرامة ورجاء المجتمع.

وأردف: "أيّها الإخوة والأخوات، في هذه الأشهر نصلّي كثيرًا من أجل السّلام. وفي هذا الّصدد، يشكل أملاً الاتّفاق الذي تمّ التوقيع عليه والمتعلق بالوضع في أثيوبيا. أشجع الجميع على دعم هذا الالتزام من أجل سلام دائم، كيما وبمعونة الله، تتمّ مواصلة السير على دروب الحوار، ويجد الشًعب مجددًا وسريعًا حياة هادئة وكريمة". ودعا إلى الصّلاة من أجل أوكرانيا المعذَّبة، كي تنتهي هذه الحرب.

وفي الختام، قال البابا فرنسيس: "أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أودّ أخيرًا أن أشكركم على هذه الأيّام التي عشناها معًا. وبقلب مفعم بالامتنان، أبارككم جميعًا ولاسيّما الذين عملوا من أجل هذه الزّيارة." وتوجّه بالشّكر إلى جلالة الملك وسلطات هذا البلد على كرم الضّيافة.

وتوجه البابا فرنسيس إلى الأساقفة والكهنة والمكرّسين والإكليريكيّين والعاملين الرّعويّين بالقول: أشجعكم على مواصلة مسيرتكم الرّوحيّة والكنسيّة بثبات وفرح. ولا تنسوا أن تصلّوا من أجلي."