كفرحي تحيي عيد قدّيسها مار يوحنّا مارون
وفي عظته، تطرّق المطران خيرالله إلى العلاقة التي تربط الموارنة في لبنان فطرح التّساؤل التّالي : "ماذا يعني موارنة؟ وماذا يعني من أجل لبنان؟"، وأكمل شارحًا "هذه الثّنائيّة مرتبطة وليست مجزّأة تعود جذورها إلى التّاريخ، وارتبط أحدهما بالآخر من التّأسيس الأوّل للمارونيّة مع القدّيس مارون إلى التّأسيس الثّاني مع البطريرك يوحنا مارون الذي أتى إلى جبال البترون وأسس أوّل كنيسة مارونيّة فيه، إلى البطريرك الحويّك وقيام دولة لبنان الكبير، إلى يومنا الحاضر مع تعاقب سلسلة البطاركة والنّساك." وتوسّع المطران خيرالله في تاريخ مجيء الموارنة إلى جبل لبنان وانتشارهم في كلّ الاتّجاهات حيث كوّنوا شعب مارون ونقلوا الجبل من الوثنيّة إلى المسيحيّة.
وتابع خيرالله قائلًا: "إنّ الموارنة لم يأتوا إلى جبل لبنان فاتحين أو لاجئين، بل أتوا مبشّرين ونسّاك. لم يطلبوا لأنفسهم سلطانًا أو سلطة، صمدوا بفعل إيمانهم، وتعلّقوا بأرضهم وبحريّتهم، وتميّزوا بثقافتهم وانفتاحهم، فكانوا مستغربين في الشّرق ومستشرقين في الغرب. إختاروا جبال لبنان والقمم، فكانت القرنة السّوداء بمعناها قمّة الشّهود، وخاضوا المعركة حتّى النّهاية وعلموا أنّ التّضحية ليست خسارة، وبنوا لبنان مع إخوتهم في الوطن، ولم يريدوه لذاتهم بل تشاركوا مع أخوتهم من الدّروز والشّهابيّين في تأسيس لبنان."
وختم خيرالله: "مع العودة إلى بطريركنا الأوّل، لا بدّ لنا من اتّخاذ هذه المناسبة فرصة للعودة إلى تاريخنا وجذورنا والتّكوكب حول بطريركنا وكنيستنا، ونقل تلك الرّوحانيّة التي حملناها من عمق وادي قنّوبين إلى عمق بيروت وباريس ومونريال وسيدني وإلى كافّة أقطار العالم حيث يتواجد مارونيّ."
وتلا الذّبيحة الإلهيّة غداء تراثيّ مارونيّ تشارك فيه الحاضرون لقمة محبّة.