لبنان
14 تموز 2022, 07:50

كاهنان جديدان على مذابح أبرشيّة زحلة المارونيّة بوضع يد المطران جوزف معوّض

تيلي لوميار/ نورسات
ببركة ووضع يد راعي أبرشيّة زحلة المارونيّة المطران جوزف معوّض، وبحضور ممثّلين عن أساقفة زحلة والبقاع والكهنة والرّهبان والرّاهبات، احتفلت أبرشيّة زحلة المارونيّة يوم الأحد بسيامة كاهنين جديدين هما الخوريَين أمير نصّار وجان بول كمال، بحضور ممثّل رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون النّائب سليم عون، والنّائب شربل مارون والسّيّدتين مارلين عقيلة النّائب ميشال ضاهر ونجوى عقيلة النّائب سليم عون، ورؤساء البلديّات والمخاتير والأهل والمؤمنين والأصدقاء، وخدمت جوقة نسروتو القدّاس ورتبة السّيامة الكهنوتيّة.

وللمناسبة ألقى المطران معوّض عظة جاء فيها: "نشكر الله على عطيّة الكهنوت للشّمّاسين أمير نصّار وجان بول كمال (جواد) الّتي أعطاها لأبرشيّة زحلة المارونيّة وللكنيسة. إنها مدعاة لفرح روحي، ودفع للرّسالة في الأبرشيّة.

الشّمّاسان أمير وجواد (جان بول) يلبّيان اليوم الدّعوة إلى الكهنوت المقدّس بعد تمييز وتحضير طوال مسيرة حياة لكلّ منهما في البيت الوالديّ، الّذي تربّيا فيه على الإيمان المسيحيّ، وبعد زمن من العمل في المجتمع والوطن؛ وبعد تأسيس عائلة، وبعد التّنشئة في الإكليريكيّة، إكليريكيّة كفرا لأمير وإكليريكيّة غزير لجواد، ودراسة الفلسفة واللّاهوت في معهد العلوم الكنسيّة في جامعة الحكمة لأمير، وكلّيّة اللّاهوت الحبريّة في جامعة الرّوح القدس- الكسليك لجواد، وبعد الخدمة الشّمّاسيّة في رعايا الأبرشيّة. نحيّي أهلهما وعائلتيهما، ونشكر الكهنة والمسؤولين في المؤسّسات والرّعايا السّابق ذكرها، والّذين أثنوا على مسيرتهما نحو الدّرجة الكهنوتيّة. وأنتما أيّها الشّمّاسان تلبّيان الدّعوة في هذه الظّروف الصّعبة، والاتّكال دائمًا على الله الّذي يقوّي الكاهن ليقوم برسالته بكلّ متطلّباتها في كلّ الظّروف.

يمنحكما الله الدّرجة القسوسيّة عبر هذه الرّسامة المقدّسة الّتي فيها بوضع اليد الّتي ترمز إلى اختيار الله وتوكيله برسالة، ومع الرّتبة الّتي ترافقها، يحلّ الرّوح القدس على المدعوّ ويجعله بكيانه كاهنًا على صورة المسيح الكاهن. فالكهنوت هو اشتراك في كهنوت المسيح، للقيام بمهام التّعليم والتّقديس والتّدبير، من أجل خدمة شركة المؤمنين مع الله وشركتهم فيما بينهم، وبذلك يصبح الكاهن ممثّلاً للمسيح الرّأس في الجماعة.

والكاهن الصّادق يلتزم بأبعاد أساسيّة في الكهنوت، وهي:

1)الشّركة مع الله خصوصًا في الصّلاة. الكاهن معروف برجل الصّلاة. والمؤمنون يسألونه الصّلاة من أجلهم. والصّلاة، ولاسيّما صلاة الفرض أو السّاعات أقلّه صباحًأ ومساءً كلّ يوم، ضروريّة في حياته، وجزء من هويّته. تجعله مطواعًا لإرادة الله الّذي منحه الكهنوت، وتصوّره على صورة المسيح الكاهن. بدون صلاة الكاهن مهدّد أن يفرغ من حضور الله، ويمتلئ من حبّ الذّات، فيواحه تجربة التّصرّف بأنانيّة، والبحث عن المصلحة الخاصّة.

وعندما يصلّي الكاهن صلاة الفرض أو السّاعات، لا يصلّي فقط باسمه الشّخصيّ، بل باسم الكنيسة، فيساهم بتنمية نفسه والآخرين، وحين لا يصلّي لا يتراجع هو فقط، بل يُفقد الكنيسة أيضًا دعمه الرّوحيّ.

2) الشّركة مع الأسقف. ينال الكاهن كهنوته عبر الكنيسة في شخص الأسقف. فكهنوته مرتبط بالأسقف. ففي الرّسامة، كما جاء في المجمع الفاتيكانيّ الثّاني (LG28)، يُشرك الأسقف في مهام خدمته آخرين بدرجات متفاوتة. وبالتّالي يُشرك الكاهن بدرجة القسوسيّة، فيسمّى بمعاون الأسقف، لا بالمعنى العمليّ وحسب بل بالمعنى اللّاهوتيّ، أيّ أنّه يقوم، بحسب درجته، بالأعمال الكهنوتيّة الّتي يقوم بها الأسقف، من أجل أن يعاونه في رسالته تجاه شعب الله. ويقوم بها في الأمكنة الّتي يدعوه إليها وبحسب توجيهاته. بفضل هذه الشّركة في الكهنوت، تمتدّ خدمة الأسقف إلى كلّ الأبرشيّة من خلال الكاهن.  

3) الإنتماء إلى الجسم الكهنوتيّ. بفضل الرّسامة الكهنوتيّة، ينتمي الكاهن إلى الجسم الكهنوتيّ في الأبرشيّة الّذي يساعد الأسقف و يشترك معه في الخدمة الرّاعويّة. ويرتبط الكاهن بأخوّة أسراريّة مع الكهنة، وبخاصّة مع كهنة الأبرشيّة. تترجم هذه الأخوّة بعيش المحبّة الإنجيليّة بما فيها من تضامن في مختلف الظّروف، وبالفرح بنجاح الآخر، وبالتّعاون في المجال الرّاعويّ، وبتبادل الخبرات الثّقافيّة والرّوحيّة والإنسانيّة والرّاعويّة، وبتنمية صداقات كهنوتيّة تساعد على التّجدّد المعنويذ والرّوحيّ.

4) الخدمة الرّاعويّة. وهذا بعد يستحوذ على الوقت الأكبر من الكاهن. فالكاهن أعطي الكهنوت من أجل خدمة جماعة المؤمنين. بكهنوته يصبح خادمًا على مثال المسيح الّذي قال ما جئت لأُخدم بل لأخدم وأبذل ذاتي من اجل كثيرين. يخدم الكاهن الجماعة عبر التّعليم فيعلّم ما يريده المسيح، وعبر التّقديس فيقدّس المؤمنين بتوزيع الأسرار، مدركًا أنّه، مع المعموديّة والميرون والإفخارستيّا والزّواج، مدعوّ أن يعطي الوقت الكافي لسرّ المصالحة ومسحة المرضى. ويخدم عبر التّدبير، فيتعرّف على الرّعيّة ويقوم بالزّيارات؛ ويتضامن بإسم الجماعة مع المحتاجين، ويصالح المتخاصمين، ويبحث عن البعيدين جغرافيّا أو روحيًّا. غاية كلّ هذه الخدمة إيصال المؤمنين إلى الملكوت السّماويّ.  

ويتميّز الكاهن بالمحبّة الرّاعويّة، الّتي تجعله يحبّ المؤمنين كما يحبّهم المسيح. من ميزات هذه المحبّة المبادرة في التّوجّه أو الخروج إلى الآخرين، والتّضحية من أجلهم بإعطاء الوقت بدون حساب وببذل كلّ جهد من أجلهم، والشّموليّة فلا يميّز أحدًا عن آخر.

5) شهادة الحياة: والكاهن يقدّم شهادة للقيم الإنجيليّة من خلال نمط حياته اليوميّ وتعامله مع الآخرين. في العالم شرور مثل الانجرار إلى الرّوح المادّيّة والمظاهر والزّهوّ البشريّ الباطل، أمّا الكاهن فيقدّم شهادة في التّجرّد، وما يقدّره على ذلك هو امتلاء قلبه من الله؛ في العالم فضوليّة شرّيرة تترصّد أخطاء الآخر، وفيه كلام مؤذٍ، أمّا الكاهن فينظر نظرة محبّة تقدّر النّواحي الإيجابيّة، ويتكلّم الكلام البنّاء؛ في العالم الكذب والمواربة، أمّا الكاهن فيقدّم شهادة في الصّدق والصّراحة. نطلب شفاعة الأخوة المسابكيّين الذين نعيّد لهم اليوم ليساعدوننا في تأدية الشّهادة اللّازمة.  

أنتما مدعوّان أن تعيشا كهنوتكما بكلّ هذه الأبعاد، والرّبّ يسوع يرافقكما ويعضدكما، وتعضدكما صلاة الكنيسة من أجلكما لتقوما بالرّسالة الموكلة إليكما لمجد الله وبناء الكنيسة وتقديس الذّات. آمين!".