كاريتاس لبنان تتسلّم مركزًا طبيّا جديدًا في حمّانا لمزيدٍ من الخدمة
تسلّمت كاريتاس لبنان مركزًا طبيًّا جديدًا في حمّانا لتتّسع شبكة خدماتها على الأراضي اللبنانيّة، وفي المناسبة، أقيم حفلٌ يطلق أعمال المركز.
قدّمت حفل افتتاح المركز الصحّيّ في حمّانا الإعلاميّة باسكال بطرس، فقالت: "لأنّ الصحّة هي حقّ للإنسان، تفتتح رابطة كاريتاس لبنان اليوم، بإصرار كبير وتحدًّ أكبر، مركزها للرعاية الصحّيّة الأوّليّة في حمّانا، المجهّز بأفضل التقنيّات والمعدّات الطبيّة، تحت إشراف نخبة من الأطبّاء، في وقت تعاني شريحة كبيرة من اللبنانيّين من نقص في الخدمات الاجتماعيّة والصحّيّة، وصعوبة في تأمين أبسط مقوّمات المعيشة"، مضيفة، "الهمّ الأساسيّ لرابطة كاريتاس لبنان في هذه الظروف الصعبة هو كيف تأمّن الرعاية الصحّيّة غير المكلِفة والقريبة للمريض. والمدخل الأساسي لهذا الموضوع هو مراكز الرعاية الصحّيّة الأوّليّة".
ألقى الحجّار كلمة باسم الأب عبّود قال فيها: "نفتتح اليوم مركزًا للخدمات الصحّيّة مميّزًا لينضمّ إلى شبكتنا الواسعة من المؤسّسات الصحّيّة المنتشرة في أرجاء لبنان. إنّ الجهود المشتركة والتعاون بين العديد من الأيادي الكريمة والمؤسّسات الداعمة، أثمر مركزًا صحّيًّا مميّزًا كما نراه اليوم".
أضاف الحجّار: "يرتفع هذا المركز الطبّيّ على أرض هي هبة من أبناء بلدة حمّانا. تمّ بناؤه مع إنشاءاته بهبة من الصندوق الكويتيّ. بدأ بتقديم خدماته الصحّيّة لأبناء بلدة حمّانا والجوار إلى أن جاءت ظروف وأغلق أبوابه لسنوات. بعدها، اتّصل غسّان سعد ابن بلدة حمّانا ورئيسٌ سابق لجمعيّة "أوكسيليا" بالأب ميشال عبود، متمنيًّا منه أن تتسلّم كاريتاس المركز وتدير أموره لما لها من خبرة وشفافيّة في إدارة الأعمال الطبّيّة. تمّت اجتماعاتٌ ولقاءاتٌ عدّة، تكلّلت بتوقيع اتّفاقيّة تنصّ على استلام كاريتاس هذا المركز وإدارته".
ثمّ وجّه الحجّار الشكر إلى المطران جورج أبي يونس إلى جانب غالبيّة الفاعليّات والمقامات في بلدة حمّانا، وأسماء كثيرة لا مجال لذكرها هنا، وعائلة الد. جان غانم الذي يحمل المركز اسمَه لما أبدوه من هممٍ صادقة وما وفّروه من دعمٍ معنويّ ومادّيّ، من دون أن ينسى الداعمين عبر الصفحات الإلكترونيّة وغيرهم...على أن يبقى باب التبرّعات مفتوحًا من أجل تطوير المشروع الصحّيّ فيقدّم خدمات متطوّرة.
ثمّ استعرض نديم الحجّار المراحل القانونيّة والعمرانيّة والتجهيزيّة وصولًا إلى "عصب المركز الطبّي وأوكسيجنه: الأطبّاء، والدواء، وتشغيل المعدّات وتطويرها"، وشرح أنّ العصب الرئيس لعمل المركز الطبّيّ هو مديريّة الرعاية الصحّيّة الأوّليّة في وزارة الصحّة، والركيزة الثانية هي البرامج الطبّيّة المدعومة من جهات دوليّة مانحة والمطبّقة في مراكز كاريتاس كلّها في لبنان".
ختم الحجار قائلًا :"إنّ العمل الصحّيّ هو الركيزة الأساسيّة لحياة الأوطان وتقدّمها..."
تحدّث القاضي محمد المكّاويّ، محافظ جبل لبنان قائلًا: "كاريتاس تعني المحبّة. وهذا المركز الصحّيّ يمثّل فائض المحبّة، وهذه المحبّة تؤكّد أنْ لكلّ رسالة أن تدرَك وتحقَّق، وهي لا تُقاس فقط بنتائجها وآثارها بقدر ما تُقاس بما تزخر به من عطاء وقدرة على التضامن والإخاء"...
أردف المكّاوي قال: "نأمل أن تؤمّن عودة هذا المركز إلى العمل مصدر اطمئنان وثقة للذين يقصدونه من أبناء حمّانا والمتن الأعلى طلبًا لتشخيصٍ أو للحصول على علاج متيسّر في زمن الضائقة الماليّة الاقتصاديّة".
شرحت رانده حمادة مديرة المراكز الصحّيّة في وزارة الصحّة ماهية الرعاية الصحّيّة الأوّليّة، وتناولت الشراكة مع كاريتاس لافتة إلى أنّ "الشبكة الوطنيّة تضمّ 312 مركزًا في لبنان كلّه وتنتمي إلى 118 مؤسّسة أهليّة وتخدم أكثر من مليون وستمئة ألف مواطن ومقيم على الأراضي اللبنانيّة".
وأكّدت حماده أنّ "تعريف الرعاية الأوّليّة هو أن نصل إلى الناس في أماكن سكنهم بالخدمات الأساسيّة الصحّيّة الوقائيّة والعلاجيّة". وأشارت الى أنّ "كاريتاس كانت من أوائل المراكز التي انضمّت إلى هذه الشبكة".
ثمّ كانت كلمة للمطران أنطوان بو نجم منوّهًا فيها بـ "الجهود التي اجتمعت لإعطاء هذه النتيجة وهذا ما يجعلنا نفهم أنّنا تعبنا في لبنان من النظام الأحاديّ". وقال: "الكنيسة تدعونا لنعيش بنظام اسمه السينودس، أي نجتمع على الطاولة المستديرة ونفكّر سويًّا. لا يوجد إطلاقًا مكان للمصلحة الشخصيّة والأنانيّة وللجيوب الخاصّة".
وقال بو نجم: "الكنيسة من خلال "كاريتاس" مستمرّة برسالتها وهي من خلال كاريتاس لا تسأل أبدًا ما هي طائفتك ومن أين أتيت لأن يسوع لم يفرّق بين إنسان وآخر. واذا كان اليوم ثمّة مسيحيّون لا يسيرون بهذه الروح فهم ليسوا بمسيحيّين. كاريتاس تعبّر عن رسالة الكنيسة الرسميّة المفتوحة أبوابها للجميع".
ثمّ أتت كلمة البطريرك الراعي التي تلاها المطران جورج أبي يونس وجاء فيها: "البركة الرسوليّة تشمل أهالي حمّانا والمنطقة الأعزّاء. تفرحون اليوم بإعادة تأهيل وافتتاح مركز الدكتور جان غانم الصحّيّ الذي تسلّمت إدارته رابطة كاريتاس لبنان بعد إعادة ترميمه وتشغيله وتجهيزه بموجب اتّفاقيّة تفاهم بمساع حميدة لأخينا المطران جورج سعد أبي يونس راعي أبرشيّة شهداء لبنان في المكسيك، مع السيد محمّد المكّاويّ، محافظ جبل لبنان القائم بأعمال بلديّة حمّانا، والأب ميشال عبود رئيس كاريتاس لبنان".
أضاف:"نفرح معكم...لهذا الإنجاز الطبّيّ...وقد أتى في وقته، لأنّ المواطنين اللبنانيّين باتوا في حالة عوز إلى دواء واستشفاء وفحوصات طبّيّة ونحن نعتقد أنّ كاريتاس ستعمل جاهدة ومشكورة في هذا المركز لتلبية حاجات أبناء حمّانا والمنطقة....