لبنان
25 شباط 2021, 06:55

كاريتاس لبنان أطلقت حملتها "معكن بتبقى الحياة... بدعمكن بيستمرّ لبنان"

تيلي لوميار/ نورسات
أطلق رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبّود حملة هذا العام تحت شعار "معكن بتبقى الحياة... بدعمكن بيستمرّ لبنان"، خلال مؤتمر صحفيّ في مقرّها في سنّ الفيل، حضره المشرف العامّ على أعمال الرّابطة المطران ميشال عون ومدير المركزالكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبدو أبو كسم ونائب رئيس الرّابطة د. نقولا الحجّار وأعضاء مجلس إدارتها.

خلال المؤتمر، ألقى أبو كسم كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم، كما في كلّ سنة، في مقرّ رابطة كاريتاس لبنان. وفي هذه المناسبة، اسمحوا لي بأن أنقل لكم التّحيّات والتّمنّيات من رئيس اللّجنة الأسقفيّة المطران أنطوان نبيل العنداري. وفي سياق هذه الحملة السّنويّة لرابطة كاريتاس، أتمنّى التوفيق لكم في أعمالكم وجهودكم الّتي تقومون بها.

في السّنة الماضية، كانت رابطة كاريتاس في الميدان، كالعادة. أمّا هذه السّنة فهي في ساحة المعركة: استراتيجيّتها العطاء المجّانيّ، سلاحها المحبّة المجّانيّة، والعدوّ المستهدف هو العوز والفقر والجوع والبطالة والمرض. أمّا الهدف فكرامة الإنسان، كلّ إنسان على أرض هذا الوطن الحبيب.

نعم، كاريتاس في أرض المعركة، فهي اليوم برئاسة سيادة البطريرك والأب ميشال عبّود وأعضاء المكتب مجتمعين، وبفضل كلّ جهود العاملين فيها، تتصدّى لكلّ أشكال الفقر في كلّ المناطق. نحن نقوم دائمًا عمل هذه الرّابطة، انطلاقًا من المرفأ المجروح، حيث كانت أوّل من وصلت واهتمّت وساعدت، واستمرّت في عملها الميدانيّ على كلّ الأصعدة وفي كلّ المناطق".

وثمّن أبو كسم هذا العمل الإنسانيّ على قاعدة أنّ "المحبّة لا تتّصل بالقوانين، فالقانون الوحيد هو العطاء حتّى النّهاية كما علّمنا المعلّم يسوع المسيح"، وأنهى قائلاً: "نحن مطمئنّون لأنّ كاريتاس في الخطّ الأوّل بالدّفاع عن حقوق الإنسان ووجعه. نمرّ اليوم في أزمات اجتماعيّة وصحّيّة واقتصاديّة. ولذا، يجب أن نقف بجانب كاريتاس وأن نرفع الصّوت لنكون كلّنا جنودًا في خدمة لبنان".

من جهته، أكّد عبّود مطلقًا الحملة وأهدافها: "يحقّ لنا أن نشحذ من أجل الفقراء. ماذا نقول عن الشّهداء الّذين قدّموا ذاتهم من أجل الوطن، فهل فكّر أحدكم يومًا بهذا الشّهيد الّذي أصيب كيف نزف، وفي اللّحظات الأخيرة من حياته كيف مات؟ هل استوعب أحد لماذا مات هذا الشّهيد؟ ربّما مات من أجل البشر والوطن، وإن كان في إحدى المراحل لعبة كبيرة بأيدي الكبار. إذًا، هل يجوز أن نشعر بالإحراج عند جمع المساعدات من أجل الفقير؟ هذا العمل هو من أجل أن يحيا الإنسان، فلو صان الكبار الأمانة ووزّعوا ما بين أيديهم لما جاع أحد، ولم نكن لنطلب... إنّ كاريتاس تؤمّن الفرصة لعمل الخير".

وشدّد عبّود على  أهمّيّة دعم الإعلاميّين للرّابطة ومساعدتها، بخاصّة أنّ "كاريتاس هي الجهاز الكنسيّ الاجتماعيّ والرّعويّ"، وقال: "نعمل بتوجيهات الأساقفة والمطارنة والكهنة فيما الشّارب من النّبع يدعو الجالس إلى جانبه لكي يستفيد أيضًا. ولذلك، انطلاقتنا تبدأ من رعايانا".

أمّا إلى منتقدي كاريتاس لمساعدتها اللّاجئين والمهجّرين، فقال الأب عبّود: "لا تعطى أيّ ليرة لبنانيّة إلى لاجئ، إنّما هي منح دوليّة تعطى من الخارج وتمرّ عبر كاريتاس وعشرات الجمعيّات الأخرى في لبنان. وبذلك، فهي تؤمّن فرص عمل وإنتاجًا محلّيًّا قبل أيّ شيء".

ولفت إلى أنّ "هناك عشرات الآلاف من العائلات الّتي تتّكل علينا، فنحن نمرّ في نفق نعمل كي نتخطّاه سويًّا، لا تخافوا، تعاونوا معنا كي ننسّق معًا، فما يهمّنا أن يعيش الفقير بكرامة. وهكذا، تصل المساعدات في الوقت الصّحيح وإلى المكان الصّحيح".

 

وأمّا للمسؤولين فقال: "إذا كانت لديكم القدرة البشريّة على التّوزيع فليكن، ولكن لن نكون شهود زور على الأخطاء في التّوزيع والاحتكار، علمًا أنّ الجهات المانحة دعمت الجمعيّات والمنظّمات بسبب تقصير الدّولة الّذي أوصل شعبنا إلى ما وصل إليه". ودعا "كلّ من لا يملك الإمكانات بل يملك طاقة بشريّة وحبًّا للإنسان ومحبّة في قلبه ليتطوّع في كاريتاس لأنّنا في حاجة إليه"، شاكرًا "كلّ الأقاليم الّتي تعمل ليل نهار مع الشبّيبة"، مشيرًا إلى أنّ كاريتاس تحاول توسيع الطّاقات واستقطاب قدرات قدر المستطاع كي تكبر ليس عدديًّا، بل بالقوّة الّتي أعطاها إيّاها الرّبّ.

وتخلّلت كلمة الأب عبّود عرض بالأرقام والإحصاءات للمستفيدين من مساعداتها خلال العام 2020.

وكانت كلمة خلال المؤتمر للمطران عون قال فيها: "كممثّل للسّلطة الكنيسة الكاثوليكيّة في لبنان وبإسم البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان وبإسم جميع أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، أقول شكرًا لكاريتاس."

إنّ "كاريتاس تمثّل الجهاز الاجتماعيّ الرّعويّ الّذي تتّكل عليه الكنيسة"، وقال: "شكر كبير لجهود الأبونا الرّئيس وجميع فريق العمل معه وأيضًا مجلس الإدارة الّذي يعطي بسخاء، والموظّفين الّذين يعملون كثيرًا لأنّ ما يدفعهم ويجمعهم هو محبّة الإنسان والفقير. كما تحيّة كبيرة لكلّ المتطوّعين في الأقاليم والشّبيبة لأنّ كاريتاس قادرة على الإنجاز من خلالهم.

إنّ التّحدّي كبير لأنّ الحاجة كبيرة. واليوم، أعداد الفقراء في لبنان لا تقاس. ولذا، علينا أن نتعاون ونتضامن للتّغلّب على المرحلة الصّعبة. صحيح نحن موجودون في نفق مظلم، ولكن في آخره نور، والعبرة بالصّمود والتّضامن، خصوصًا مع إخوتنا المنتشرين.

إنّ العطاء هو مناسبة لنغتني بالله. وإن كان كبيرًا أم صغيرًا، نكون قد حصلنا على وزنة حقيقيّة في الجنّة. وبالتّضامن، نصل إلى أكبر عدد من إخوتنا المحتاجين، فالكنيسة جسد واحد، وكلّنا أعضاء في هذا الجسد".