لبنان
09 تشرين الثاني 2021, 11:20

كاريتاس زحلة كرّمت المطران درويش

تيلي لوميار/ نورسات
كرّم إقليم زحلة في كاريتاس رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش، خلال قدّاس احتفاليّ ترأّسه بدعوة منها في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة، عاونه فيه النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم والأرشمندريت عبدالله عاصي والأب اليان أبو شعر، بحضور المتروبوليت أنطونيوس الصّوريّ، رئيس كاريتاس لبنان الأب ميشال عبّود، نائب الرّئيس الدّكتور نقولا حجّار، منسّق الأقاليم الأب رولان مراد، المدير التّنفيذيّ جيلبير زوين، رئيس إقليم زحلة فادي سابا وأعضاء الإقليم وشبيبة كاريتاس.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران درويش عظة شكر فيها كاريتاس على بادرتها بتكريمه وممّا قال: "أتوجّه بشكر عميق لرئيس إقليم كاريتاس زحلة فادي سابا وأعضاء الإقليم، لهذه المبادرة الطّيّبة الّتي جمعتنا معًا حول هذا الهيكل المقدّس. وأرحّب برئيس كاريتاس الأب ميشال عبّود ونائب الرّئيس د. نيقولا حجّار ومنسّق الأقاليم الأب رولان مراد.

أحبّ إقليم زحلة أن نجتمع في قدّاس وداعيّ بعد تقاعدي، فالمطران الجديد سيستلم إدارة الأبرشيّة في 18 كانون الأوّل القادم.  

لقد ساعدتني تربيتي في بيتي الوالديّ وفي دير المخلّص وفي كاريتاس (إذ كنت مرشدًا لها عندما كنت كاهنًا في حوش الأمراء) أن يكون عندي انتباه خاصّ للفقير والمحتاج، وكانت هذه بركة ونعمة في حياتي. تعلّمت أن أحترم الّذين يفتّشون بكرامة عن لقمة العيش وعن حياة كريمة. لكنّي تعلّمت أيضًا أنّ الفقراء الحقيقيّين هم الّذين يفتقرون إلى الله... بذلك أعتبر نفسي واحدًا منهم، لأنّي في افتقاد دائم لحضور الله في حياتي.

كاريتاس هي مدرسة الكنيسة، حيث يتعلّم النّاس فيها كيف يطبّقون المحبّة، إن في العمل الرّاعويّ أو في العمل الإنمائيّ. كما يتعلّم النّاس فيها أن يكونوا جنبًا إلى جنب. خصوصًا في الظّروف الصّعبة كالّتي نمرّ بها.

كاريتاس مدرسة تُعلّم بالقول والفعل كيف يعيش الإنسان وصيّة السّيّد المسيح الأخيرة: "هذه وصيّتي أن يحبّ بعضكم بعضًا... بهذا يعرف العالم أنّكم تلاميذي إذا كنتم تحبّون بعضكم بعضًا."

إنّ عمل المحبّة هو عنصر أساسيّ في رسالة الكنيسة فلا تبشير ولا أنجلة جديدة بدون محبّة إذ أنّها من علامات وجود المسيح في عالمنا. فإيماننا ومحبّتنا للنّاس يتماشيان معًا وهما شهادتنا في محيطنا. فالإنجيل الّذي نبشّر به يجب أن يطال أوّلاً الفقراء والمحتاجين وهذا هو عمل كاريتاس وعمل كلّ المؤسّسات الخيريّة، أن يصل المسؤولون عنها، إلى كلّ محتاج وفقير ومُهمل، إلى كلّ بيت يفتقد إلى الحنان والمحبّة.  

إنّ المسيحيّ ملزم بخدمة البشر أجمعين في سبيل بناء الإنسان بروح العدالة والمحبّة، وعليه أن يُقدّم مساهمته في كافّة المجالات. وقد وضع يسوع المسيح المبادئ الأولى لهذه الخدمة كما نقرأ في عظة التّطويبات فقد علّم أنّ البشر أن يكونوا كلّهم أخوة. ومن بعده عمل الرّسل وآباء الكنيسة بوصيّة المسيح فكانوا يتقاسمون الخيرات ولم يكن بينهم محتاج "وكان لجمهور المؤمنين قلب واحد ونفس واحدة" (أعمال 4/32).  

إنّ دور الكاريتاسيّين العمل بدون كلل، للمساواة بين النّاس والى تحقيق العدالة الاجتماعيّة. فخيرات الأرض هي لجميع النّاس وهي خصوصًا ملك الفقراء. الكاريتاسيّون هم رسل السّلام يعملون ليتضامن النّاس للدّفاع عن كرامة الإنسان.

محبّة الله تمرّ عبر محبّة الإنسان الآخر. أنت تبرهن عن محبّتك لله عندما تحبّ أخاك الإنسان؛ عندما تشعر بوجوده، عندما تحترم شخصيّته، عندما تقبله كما هو بفضائله وعيوبه، عندما تُؤمِن أنّ له عليك حقوقًا وله الحقّ بالحياة وبحياة كريمة، عندما تؤمن بأنّ له الحرّيّة في الرّأي والمعتقد، بالتّملّك للأرض والمال، بالمساواة في المعاملة، وبأن تشركه بما وهب الله لك من خيرات ونِعم.

المحبّة إذن منبعها عاطفة صادقة من القلب مبنيّة على معتقد ثابت بأنّ ما يعمل للإنسان موجّه لله. نعبّر عنها بأعمال متنوّعة تساهم في تخفيف آلام الإنسان وتأمين حاجاته الحياتيّة بسخاء والعمل على تنميته في كلّ الحقول.

كثيرون هم الذين يحلّلون الأوضاع في لبنان ويضعون لها الحلول، نحن نومن بأنّ "المسيح هو سلامنا" كما قال بولس في رسالة اليوم، ونؤمن بأنّنا لن نجد السّلام الاجتماعيّ إلّا بتحسين أوضاع النّاس الاجتماعيّة وبتحسين أوضاع المحتاجين والفقراء.  

في نهاية عظتي أشكركم مجدّدًا وأصلّي لتكونوا مباركين في حياتكم فيثمر عملكم مئة ضعف."  

ثمّ كانت كلمة لرئيس إقليم زحلة فادي سابا شكر فيها المطران درويش على مواكبته ورعايته لمسيرة الإقليم لسنين طويلة، سائلاً الله أن يكافئه على حسن استثمار وزناته، متوقّفًا عند صفاته طالبًا منه أن يحملهم دائمًا بصلواته لأنّ "صلاة الوالدين تثبّت أساس البيوت".

بدوره ألقى الأب عبّود كلمة شكر فيها المطران درويش على خدمته ورعايته الدّائمة لكاريتاس في زحلة والبقاع، وتحدّث عن المصاعب الّتي تواجه كاريتاس في عملها مع الفقراء في ظروف استثنائيّة يمرّ بها لبنان. ثمّ قدّم وسابا درعًا تكريميًّا إلى المطران درويش عربون وفاء وتقدير.