"قيادة الكنيسة بحاجة إلى تشكيل ذكاء اصطناعيّ أخلاقيّ": د. باولو روفّيني
العالم الرقميّ ليس جاهزًا. إنّه يتغيّر كلّ يوم. نحن، يمكننا تغييره. يمكننا تشكيله. ونحن بحاجة إلى التواصل الكاثوليكيّ للقيام بذلك، بالحبّ والذكاء البشريّ"، قال الدكتور روفّيني.
في خطاب مسجّل ألقاه إبّان المؤتمر الوطنيّ السابع للاتّصالات الاجتماعيّة الكاثوليكيّة (NCSCC) في مدينة ليبا، جنوبيّ مانيلّا مؤخَّرًا، أكّد عميد دائرة الاتّصالات (المنظّمة الأمّ لفاتيكان نيوز)، مسؤوليّة الكنيسة في توجيه التقدّم التكنولوجيّ بوضوح أخلاقيّ وقيَم محورها الإنسان.
"فالسؤال الأساسيّ ليس عن الآلات، ولكن عن البشر، عنّا. هناك دائمًا أشياء لا يمكن للتكنولوجيا أن تحلّ محلّها، مثل الحرّيّة، مثل معجزة اللقاء بين الناس، مثل مفاجأة ما هو غير متوقّع، والاهتداء (التحوّل)، وفورة الإبداع، والحبّ غير المبرّر"، قال الد. روفّيني.
يهدف المؤتمر، الذي تنظّمه اللجنة الأسقفيّة للاتّصالات الاجتماعيّة (ECSC) التابعة لمجلس الأساقفة الكاثوليك في الفلبّين، إلى استكشاف التطوّرات والمخاطر في الذكاء الاصطناعيّ، وتقديم رؤى حول الاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق تأثير إيجابيّ، مع معالجة العواقب السلبيّة المحتملة.
إبّان حفل الافتتاح، ذكّر الأسقف مارسيلينو أنطونيو ماراليت، رئيس CBCP-ECSCالناشطين الكاثوليك في التواصل، بما يعنيه الذكاء الاصطناعيّ للكنيسة وللعائلة البشريّة.
"هو ليس مجرّد حقيقة ثقافيّة سيتمّ تغييرها. هو حقبة متغيّرة". "نحن بحاجة إلى إشراف وثيق على التكنولوجيا المتطوّرة باستمرار"، قال الأسقف، مرجّعًا صدى كلمات البابا فرنسيس.
جمع المؤتمر، الذي يستمرّ لغاية الثامن من آب/أغسطس أكثر من 300 من المتّصلين الكاثوليك وخدّام الاتّصالات الاجتماعيّة من 86 أبرشيّة في مجمل أنحاء الفلبّين.
أطّر الدكتور روفّيني النقاش حول الذكاء الاصطناعيّ كَليس مجرّد قضيّة تكنولوجيّة ولكن أيضًا كاهتمام أخلاقيّ وفلسفيّ عميق يتطلّب مشاركة الكنيسة النشطة.
"نحن بحاجة إلى قواعد، إلى الأخلاق، إلى التفكير الفلسفيّ واللاهوتيّ، وليس فقط التكنولوجيّ، نحن بحاجة إلى النظر إلى ما هو أبعد من ذلك، إلى الوعي والمسؤوليّة. هذا يتحدّى السياسة والفلاسفة والمربّين ويتحدّى الكنيسة أيضًا".
وأعرب مسؤول الفاتيكان عن قلقه إزاء احتمال أن يعمّق الذكاء الاصطناعيّ التفاوتات الاجتماعيّة القائمة والعزلة إذا تُرك من دون رادع.
"السؤال الأساسيّ هو، هل ستجعل هذه الأداة الجديدة العلاقات بين الأفراد أقوى والمجتمعات أكثر تماسكًا؟ أم أنّها، على العكس من ذلك، ستزيد من الشعور بالوحدة لأولئك الذين يشعرون بالوحدة بالفعل، ما يحرم كلّ واحد منّا من الدفء الذي لا يمكن أن يوفّره سوى التواصل الشخصيّ؟".
وشدّد الدكتور روفّيني على القضيّة الحاسمة المتمثّلة في ما إذا كان يمكن تطوير الذكاء الاصطناعيّ لتعزيز المساواة، بدلًا من إنشاء تسلسلات هرمّية جديدة تستند إلى القوّة المعلوماتيّة.
هناك قلق من أنّ الذكاء الاصطناعيّ قد يؤدّي إلى أشكال جديدة من الاستغلال وعدم المساواة من خلال تركيز السيطرة على الخوارزميّات والبيانات، والتي غالبًا ما يتمّ استخراجها من الجوانب الخاصّة لحياة الأفراد.