قضيّة واحدة.. رؤية موحّدة
"كشفت دراسات علماء التاريخ عن 7000 سنة من عمر البشرية، ان هناك 300 سنة فقط عاشتها الإنسانية من دون حروب، مما يعني انه 6700 سنة لم تتوقف الحروب.
ولا زالت مستمرة بين معظم الجماعات البشرية من فجر التاريخ حتى اليوم وهذا دليل على أن العالم لم يعد مقسوماً بين شرق وغرب ولا بين شمال وجنوب.
عالمنا اليوم مقسوم بين غني ومعدم
بين ظالم ومظلوم
بين واعٍ وجاهل
بين قادر وعاجز
في هذه الحروب: استعملت البشرية كل أنواع الاسلحة، بدءاً من حجر الصوان الى السكين والخنجر، والسيف والرمح وصولاً الى المسدس والرشاش والمدفع والصاروخ، كلّها تحت شعار دفاعاً عن المعتقدات والحضارات والثقافات.
هذه الحروب اليوم باتت تأخذ شكلأ جديداً، فلم تعد هناك ضرورةً لا للمدافع ولا للصواريخ، حروب اليوم هي عبر التقنيات الإلكترونية، والمنصات الرقمية، وشبكات المعلوماتية، والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والبرامج التشغيلية، الخ....
عالم الالكترونيات هذا يتغيّر ويغيّر"بسرعة وبخفة" وأحياناً "بخشونة" كل المفاهيم الّتي تربّينا عليها من ثقافة وقيم، ولم يعد سهلاً إيقاف هذاالضّخ الضخم من الأفكار والأخبار والمعلومات، في وقت نصف سكان الأرض اليوم، يعني 3 مليار ونصف خليقة، يستعملون الإنترنت.
نحن أمام حرب جديدة سلاحها وسائل الإعلام، تشمل كل نواحي تاريخ الإنسان بدءاً بالإقتصاد والسياسة مروراً بالثقافة وصولاً لموادنا الإستهلاكية.
إنت لا تنتج نحن من يطعمك
إنت لا تفكّر.... نحن نفكر عنّك
إنت لا تشتغل ..... نحن من يدفع لك
إنت ابق صامتاً.
يبدو أن العالم ذاهب باتجاه ثقافة واحدة.
هذا ما يواجه اليوم كل ثقافة وكل حضارة (سواء كانت وطنية أو كنسية).
في جلسات العمل لمؤتمرنا سوف نطرح سؤالاً كبيراً: كيف سنواجه هذه الحرب الجديدة ونحافظ على ثقافتنا امام هذا الجرف الهائل من خليط معلومات أكثرها غيرمعروف الأصل والإنتماء، تجتاح خصوصياتنا وتعرّضها للزوال؟؟؟!!!!.
امام هاذا التحدّي ليس لنا إلا خيار من إثنين:
امّا ان نمشي بإتجاه القبول بالثقافة الواحدة، وعندها لا احد يبكي او يشكي وينتحب على زوال ثقافتنا وحضارتنا.
امّا نذهب بإتجاه ثقافة المشاركة، ونجعل الآخر يفهم ثقافتنا ونحن نفهم ثقافته.
إلغاء ثقافة على حساب ثقافة الآخر ممنوع.
المهم في جلساتنا هو التنسيق والجمع بين مؤسساتنا الاعلامية لتكون "قضيتنا واحدة ورؤيتنا موحّدة".
سنفكّر معاً، نصوّب الامور سوية ً ونتفاعل مع بعضنا البعض لنكون منبر ثقافة حرّة، يتعاطى في كل الملفّات التي لها علاقة بالهوية والثقافة والتقاليد والطقوس والعبادات والآداب والمسرح والموسيقى وحقوق الإنسان.
إيمانُنا هو كنْزُنا
إذا بقي كنزنا مدفوناً في داخلنا فلن يفيد احداً
لسنا يتامى، لسنا متروكين.
من رسالة مار بولس قورنتس 3/22 "كل شيء لكم "،
مما يعني :
العالم لنا
الحياة لنا
الموت لنا
الحاضر لنا
والمستقبل لنا
"كل شيء لكم" مما يعني انّ المسؤولية على عاتق كلّ شخص وتتطلّب منّا الإهتمام والعناية بكل ما أوكل إلينا، بكل كائن بشري.
بتعبير آخر لا نريد ان يتحول إعلامنا لوسيلة حصرية لصالح مجموعات خاصة، يعني كل إعلام يشتغل لخلاص جماعته،
نريدإعلاماً يشتغل لخلاص الانسان في هذا الكون،
اننا نتلهى ونغرق بفيض من المعلومات وننسى الرسالة التي من اجلها وُجدنا.
المعلومات شيء والرسالة شيء آخر.
الحرف يقتل أما الروح فيحيي...
وهذا يعني انّ الرسالة ليست معلومات، الرسالة كلمة حياة.
كمية المعلومات التي وصلتني البارحة كانت تصل جدّي في سنة.
هذا التنافس على الأسبقية من اجل تحقيق سبق اعلامي وهذه السرعة في نشر المعلومة مهما كانت، ما هي الّا على حساب الحقيقة وسلامة اللّغة.
الخبر أو المعلومة صح ام غلط لا يهمّ،
كتابة صحيحة او مغلوطة غير مهم،
هذا الفيض من المعلومات لا يترك لنا وقتاً لا للتفكير ولا للتفسير ولا للبحث.
انه يدعنا في فوضى وضوضاء ذهنية وفكرية.
للأسف الوصول الى المعلومة غير موثوق أو موثّق.
صار المتلقّي اليوم منتج إعلامي، لأنه قادر على ان ينتج ويبث على الإنترنيت ما يريد، بالطريقة التي يريدها وساعة ما يشاء.
أنتم جماعة مليئة بالحيوية والمبادرات
السلام لا ينتصر بجهود تافهة، تنافسوا على الخير لاجل الآخر وليس لاجلك انت فحسب.
ما قيمة الشمعة من دون الشعلة.
وما قيمة الإعلام إن لم يكن للإنسان."