دينيّة
24 تموز 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 24 تموز 2017

تذكار الشهيدة خريستينا (بحسب الكنيسة المارونية) ولدت خريستينا في مدينة صور اللبنانية في اواخر القرن الثالث من عيلة وثنية. وكان ابوها اوربانوس حاكم المدينة شديد التعصب لوثنيته، يضطهد المسيحيين وينكّل بهم. فلما رأت ابنته ما يحتمله المسيحيون من العذابات المرة وهم ثابتون في ايمانهم، تأثرت جداً ومستها النعمة الالهية، فنبذت عبادة الاصنام وآمنت بالمسيح وشغفت بمحبته وتعاليمه، فاعتمدت، خفية عن ابيها.

 

وكان ابوها يخشى عليها من مخالطة الناس، فجعلها في حصن ووفر لها اسباب الراحة، ووضع لديها اصناماً من فضة وذهب لكي تتعبد لها. أما هي فحطمت تلك التماثيل حباً للمسيح. فغضب ابوها ووبخها، فأجابت بكل سذاجة: ان الاصنام ليست بآلهة ولا فائدة منها. فتهددها بالعذاب والموت ان لم ترجع عن ايمانها وتكفر بالمسيح، فقالت، بكل شجاعة:" انت قادر، يا ابي، ان تعذبني وتعدمني الحياة، لكنك لا تستطيع ان تفصلني عن ايماني بيسوع المسيح وعن محبتي له".

حينئذ امر بها فضربوها بالسياط ومزقوا جسدها بمخالب من حديد حتى سالت دماؤها، والقاها في السجن. وفي الصباح مثلت امام ابيها وقد شفاها الله. فأمر ابوها بأن يعلق في عنقها حجر وتطرح في البحر. فخلصها ملاك الرب من الغرق. فأرجعها ابوها الى السجن ولشدة غيظه وكمده وُجِد، عند الصباح ميتاً في سريره.

فخلفه والٍ اسمه ديون، كان شراً منه. فاخترع لتعذيبها سريراً من حديد تحته نار تضطرم، فأتت الشهيدة من تلقائها وتمددت على ذلك السرير الناري، فلم ينلها سوء، بل كانت متهللة تسبح الله، فقادها الى هيكل الصنم ابولون لتسجد له، فأبت. عندئذ القوها في أتون نار ثم في بئر فيها حيات وعقارب، فصانها الله من كل أذى. لذلك آمن الجلادون، وهتفوا صارخين:" لا اله الا الذي يعبده المسيحيون". وماتوا شهداء.

فأمر الوالي بقطع ثديي الشهيدة، فصرخت:" ان الهنا في السماء. أما اوثان الامم فما هي سوى فضة وذهب صنع البشر". اخيراً علقوها على خشبة ورموها بالسهام فنالت اكليل الشهادة سنة 300 للمسيح. صلاتها معنا. آمين!

 

تذكار القدّيسة الشهيدة خريستينا الصوريّة (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

وُلدت القدّيسة خريستينا في مدينة صور الفينيقية للحاكم الوثني اوربانوس. هيأ لها والدها أسباب الراحة في برج عال، كي يخفي جمالها، ووضع فيه الأصنام الفضية لتقدم لها خريستينا ضحايا يومية، فاختنقت بالجو الوثني الذي حجزت فيه وكانت تتأمل من خلال نافذتها الشمس في النهار والنجوم في الليل، وهذا ما اتى بها الى الإيمان الراسخ بإله حيّ واحد. فلما استبان توقها الى الحق أُرسل إليها ملاك، رسم عليها إشارة الصليب وأسماها عروس المسيح وعلمّها ما يختص بالله. حطمت خريستينا الأصنام، فغضب والدها والقاها في السجن ناويا قطع رأسها في اليوم التالي. لكنه مات في الليلة عينها.

شجاعتها في مكابدة الآلام والتعذيب دفعت العديد من الوثنيين، الى اقتبال المسيح.

يُحكى أنّ الحاكم ذيون سقط صريعًا بين الناس فيما كان يحاكمها، ويوليانوس قام بقطع ثدييها ولسانها فالتقطت الشهيدة لسانها وألقته في وجهه فعمي للحال.

واخيرًا جرى قطع رأسها.

 

تذكار القديسة العظيمة في الشهيدات خرستينا (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

إنّ الطفلة الشهيدة خرستينا هي من الأزهارالربيعية البهيّة التي لا ينالها الذبول، بل هي على الدوام جميلة بنضارتها، فوّاحة بأريجها. كانت خرستينا من بلاد إيطاليا، من مدينة تور في مقاطعة توسكانا. وكان أبوها حاكماً على تلك المدينة، وكان يدعى أربانس، وكان وثنيّاً فظّاً شرس الأخلاق غليظاً. أمّا خرستينا فكانت لطيفة الخُلق والخَلق، وزادت لطفاً ووداعة بما أنعم الله به عليها من التربية المسيحيّة. فلمّا أن صارت إبنة عشر سنوات وكانت بهجة والديها، عمدت إلى الأصنام الموجودة في قصر أبيها فحطمتها، ثم جمعت كسرها من فضّة وذهب فباعتها، وتصدّقت بثمنها على الفقراء. إنّ حداثتها، ومحبّتها ليسوع حبيبها، وما تعلّمته من واجبات محبّة القريب والإحسان إلى المسكين، دفعتها إلى ما عملته في سبيل الرب. لأن فلسفة عقلها وما تفهمه من منطق الحياة ثبّتا لها أم ما فعلته كان واجباً بديهيّاً طبيعيّاً لا يحتاج إلى إقناع ولا إلى تحريض. أيكون يسوع رب السماوات والأرض، وحبيب فؤادها، وغذاء نفسها وعقلها، وبهجة حياتها، وتترك تلك الأصنام الخرافية سائدةً في بيتها، ماثلةً لدى عينيها، تُصبح فتراها وتُمسي فتنظر إليها؟ هذا ما لم يقبل به عقلها ولا إيمانها. فحطمتها وراحت تضحك من قدرتها، كيف لم تستطع أن تدافع عن نفسها ضد أنامل ناعمة لطفلةٍ لم تتجاوز بعد من العمر عشر سنوات.

فلمّا علم أبوها بذلك ثار ثائره، وتخوّف من غضب الآلهة عليه ومن إنتقامها منه. فاستدعى إبنته إليه ليسألها كيف جسرت على إتيان مثل تلك الجناية الفظيعة. فقالت له بسذاجةٍ بعيدةٍ عن كل تكلّف وتصنّع: إنّ الاصنام هي لا شيء وأن يسوع المسيح هو كل شيء. فجنّ جنونه وكادت الأرض تميد به. ثم اندفع يشتم إبنته ويٌغلظ لها في الكلام. فصمتت ولم تجبه بكلمة. فتهددها أن يميتها من الضرب إن لم تكفر بالمسيح. فأجابته بأنّها مستعدّة أن تموت حبّاً للمسيح. فضربها بقسوة بربرية، ورماها إلى الأرض وداسها برجليه، فلم ينتفع شيئاً، بل زادت في اعترافها بالمسيح وتعلّقها به وبحبّه. فأمر بها ذلك الأب الوحشي، فضُربت بالسياط، فمزّق جسدها الناعم بمخالب حديديّة وأسيلت دماؤها غزيرة، فاحتملت تلك الآلام بشجاعة رجولية ولم ترجع عن إيمانها واعترافها بالمسيح. كان يسوع الطفل ينظر بعطف إلى تلك الطفلة، وإلى ما تتحمّله من الآلام حبّاً له، فكان يقوّيها ويشجّعها ويثبّتها في عزمها لتظهر قدرته الإلهية في ضعفها وحداثتها.

فلمّا رأى أبوها منها ذلك قيّدها، وسجنها في مكان مظلمٍ موحش، ليظفر على زعمه بعنادها. أمّا تلك الطفلة السماوية فكانت تهزأ بكل تلك الأساليب الجهنّمية، وتترنّم بما كانت تعرفه من تسابيح الرب. فجاء بها أبوها من جديد وجعلها على دولاب، وصبّ على الدولاب زيتاً وأضرم فيه النار، ودفعه يدور بتلك الطفلة لكي يميتها في اللهيب. لكن الله حفظها من كل أذى ليخزي شراسة أولئك البرابرة ويُظهر أمام الملا ضعفهم ووحشية أعمالهم. فأعادها أبوها إلى سجنها المظلم. فأرسل لها يسوع، وهو صديق الأولاد ملاكاً ملأ تلك الظلمات نوراً، وشفى جروحها، ولاطفها، وعانقها، وصبّ في قلبها جراأةٍ وشجاعةٍ وقوّةٍ لا تُقهر.

فلمّا مثلت عند الصباح أمام أبيها، ببهجتها وعافيتها ونضارة حداثتها، فبدل أن يذعنّ للحق وينطرح على عنقها فيقبّلها ويدافع عنها ويقبل بإيمانها ويستغفرها، حمله غيظه وشراسته على أن يربطها بحجر ويرميها  في البحيرة القائمة على طرف المدينة. فوقاها الله من الغرق وأعادها سالمةً إلى الشاطىء. فأرغى أبوها وأزبد وأعادها إلى سجنها، ومن شدّة غيظه وُجد عند الصباح مائتاً في سريره.

فخلفه في الحكم رجل أفظع منه خلقاً وأعظم شراسةً، يُدعى "ديون". فأتى بتلك الطفلة ووضعها في قدرٍ ملأه زيتاً مغليّاً وزفتاً. لكن خرستينا رسمت على ذلك القدر إشارة الصليب فلم يمسّها الزيت المغليّ بأذى. فقالت للجلاّدين بتهكّم: كأنّما أردتم أن تضعوني من جديد في جرن المعمودية! فجُنَّ الحاكم من الغيظ، وأمر بها فنتفوا لها شعر رأسها، وعرّوها من ثيابها وضربوها ضرباً عنيفاً وحملوها وأخذوها إلى معبد أبولون، وجعلوا البخور في يدها ليرغموها على تقديم الإكرام لذلك الصنم. إلا أنّها ما كادت تدخل إلى ذلك المعبد حتى سقط الصنم فتحطّم، ووقع الحاكم فجأةً على الأرض ومات. فلمّا رأى الشعب ذلك آمن منهم بالمسيح خلق كثير.

ثم جلس على منصّة الحكم رجل ثالث يُدعى يوليانس. وبدل أن يُطلق تلك الطفلة ويتركها وشأنها بعد كل ما صنع الله من المعجزات في سبيلها، أراد بالأحرى أن ينتقم لسلفيه منها. فألقاها في النار، فلم تحترق. فتركها خمسة أيام في ذلك اللهيب، فلم تُصب بأذى. فأتوا بساحر لكي يهلكها بواسطة الشيطان ويتخلّصوا منها. فجعل في سجنها أنواع الحيّات والثعابين. لكن تلك الحيوانات السامة إحترمتها ولم تمسّها بسوء. فقطعوا لها لسانها فلبثت تتكلّم وتسبّح الله. فخاف أولئك البرابرة أن يقال عنهم أم طفلةً هزمتهم، فربطوها إلى عمود وراحوا يرمونها بالنبال حتى ماتت. وطارت تلك الحمامة البيضاء إلى أعشاش السماء.

هكذا إنتصرت طفلة مسيحيّة على كل القوات الجهنّمية، قبل أن فازت بإكليل الإستشهاد وتتوّجت بتاج المجد. إنّ الله أقوى من الناس. "لأنّ مستجهل الله أحكم من الناس، ومستضعف الله أقوى من الناس"، كما يقول بولس الرسول.

ولا تزال ذخائر تلك الطفلة النقيّة موضوع إكرام الشعوب إلى يومنا هذا.

 

استشهاد القديسة أوفيمية (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم استشهدت القديسة أوفيمية. وذلك أنه لما عبر بريسقوس أحد نواب دقلديانوس ببعض القديسين وكانوا مربوطين بسلاسل في رقابهم كالكلاب ورأتهم هذه القديسة التهبت جوارحها بالغيرة وتأثر قلبها فبكت ثم لعنت الملك وأوثانه ووبخت الوالي قائلة: "يا قاسي القلب أما تشفق علي هؤلاء القوم القديسين: أو لا تخشى أن يهلكك ألههم " فغضب الوالي وأبلغ أمرها إلى دقلديانوس، فاستحضرها وسألها عن معتقدها فاعترف أنها مسيحية فعذبها بالضرب والحرق حتى أسلمت روحها الطاهرة بيد الرب.

صلاتها تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد القديستين تكلا ومرثا من أسنا

في مثل هذا اليوم استشهاد القديستين تكلا ومرثا من أسنا. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.