دينيّة
18 تموز 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 18 تموز 2017

تذكار الشهيدة سنفروسا وبنيها السبعة (بحسب الكنيسة المارونية) ولدت هذه الشهيدة في روما، من اسرة شريفة. وقد تزوجت من نبيل اسمه جيتوليوس، كان مقرباً من الملك ادريانوس. ولما ثار الاضطهاد على المسيحيين، نقل جيتوليوس عيلته الى مدينة تيفولي بجوار روما. وما لبث ان استشهد هو واخوه لاجل ايمانهما بالمسيح.فاستمرت سنفروسا الارملة مع بنيها السبعة مواظبة على الصلاة. تربيّهم على حب الفضيلة والتقوى وتنعش فيهم الرغبة في الاستشهاد.

 

ولم تنفك، كل يوم، عن ان تشجعهم ليقتفوا آثار ابيهم وعمّهم الشهيدين، مشددة عزائمهم على تحمل العذاب من اجل ايمانهم، حتى استعدوا لذلك بكل ما فيهم من حماسة الشباب والغيرة الصادقة على ايمانهم الصحيح.

قبض الملك على سنفروسا واولادها وكلفها التضحية الاوثان فأبت بكل شجاعة وثبات. فأمر بتعذيبها. فضربها الجلاد على وجهها بقساوة واذاقها من العذابات أمرها وهي صامدة في ايمانها. عندئذ علقوا في عنقها حجراً ثقيلاً وطرحوها في النهر فغرقت ونالت اكليل الشهادة. وفي الغد استحضر الملك اولادها السبعة واخذ يلاطفهم ويتملقهم اولاً ثم تهددهم لكي يضحوا للاصنام. فأجابه كريسنتوس، وهو البكر:" من اجل المسيح لا يهمنا عذاب. فنحن ابنا جوليتوس وسنفروسا الشهيدين ومثلهما نحب ان نموت شهداء". فأمر الملك بهم فعلقوهم على اخشاب ومزقوا اجسادهم بالمجالد فسالت دماؤهم وطارت نفوسهم البارة الى مشاهدة والدَيهما الشهيدين في المجد الابدي. ولما خمدت نار الاضطهاد، اخذ المسيحيون اجسادهم ودفنوهم باكرام. وكان استشهادهم سنة 125. ثم نقلت ذخائرهم الى روما ايام البابا بيوس الرابع، في القرن السادس عشر. صلاتهم معنا. آمين.

 

القدّيس الشهيد اميليانوس دوروستوروم (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

أبان حكمه (القرن الرابع م)، توجّه كابيتولينوس إلى دوروستوروم، وهي سيليسترا الحاليّة في بلغاريا، واطلق التهديدات بالموت في حقّ المسيحيّين ومن يعرفونهم ولا يشون بهم، فهتف الذين كانوا في الديوان انّه لا مسيحيّ في مدينتهم وانّ كلّ السكّان يضحوّن لآلهة الأمبراطور.

فارتاح كابيتولينوس لهذا الخبر وشاركهم المأدبة المقامة على شرفه. وإذ بفتى مسيحيّ نبيل اسمه إميليانوس، يدخل هيكل الأوثان وفي يده مطرقة، وفي غفلة عن العيون عمد الى تحطيم الأصنام وقلب حمّالات الشموع والمذابح، وسكب على الارض الخمر وغادر دون ان يُلاحظه أحد. ممّا أثار غضب كابيتولينوس فأمر بالبحث عن الجناة، وهكذا انتشر الجنود للبحث عن الفاعل، ولئلا يعودوا فارغين، قبضوا على فلاّح عابر سبيل وجرّوه وهم يضربونه، ولما علم إميليانوس بالخبر، سلّم نفسه واعلن انّه هو الفاعل.

فاحضروه امام كابيتولينوس. ولمّا سأله عن سبب هذا العمل أجاب انّه حرّ وعبد في آن: فهو عبد الله وحرّ من الاوثان. ثمّ أضاف: هي محبّة الله والغيرة للمسيح والإشمئزاز من رؤية هذه التماثيل الصمّاء، ما اقنعني وقوّاني على تحطيم ما هو عارٌ على الجنس البشريّ. فإنّه لا شيء احقر لنا، نحن الذين حبانا الله بقوّة العقل، من عبادة كائنات لا عقل لها والسجود لعمل أيدينا وإلقاء كرامة الإله الخالق الأوحد عنّا".

فأمر كابيتولينوس بتجريده من ثيابه وضربه بعنف بعد تمديده على الأارض. وإذ علم أنّ أمليانوس هو ابن حاكم المدينة قال كبيتولينوس انّ انتماءه إلى النبلاء لا يعذره في شيء ولا يوفر عليه العقاب. فحكم عليه بالموت حرقًا. ألقي قدّيسنا في المحرقة فتحوّلت ألسنة اللهب عنه الى الجنود فأحرقتهم فيما سبّح اميليانوس الله ورسم على نفسه إشارة الصليب.

رقد بسلام في الربّ في 18 تمّوز سنة 362 م. فأخذت جسده زوجة كابيتولينوس، التي كانت مسيحيّة بالسرّ واعطته لمسيحيّين أتقياء فواروه الثرى في جيزيدينا، على بعد أميال قليلة من دوروستوروم.

 

تذكار القديس الشهيد امليانوس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

لقد تكلّمنا غير مرّةٍ على الفظائع التي ألحقها بكنيسة المسيح وبالمؤمنين أجمعين في أنحاء المسكونة كلّها، ولاسيّما في بلاد الشرق، ذلك القيصر المتكبّر الذي دعاه التاريخ بحقّ "يوليانس الجاحد". كان عمّه قسطنطين الكبير قد انتحل الديانة المسيحيّة، وناصر الكنيسة، ودافع عن معتقدها في المجمع الأول المسكوني النيقاوي، وشيّد الكنائس الفخمة، ونشر راية الصليب في كلّ سهلٍ وعلى كل رابية، فقام  يوليانس إبن أخيه فكفر بتلك الديانة، وصبَّ عليها وعلى رجالها جام غضبه، وأخذ يضطهدها إضطهاداً مريعاً ليمحو ذكرها من الدنيا. ولو ساعده الحظ وخدمته الأيام لكان ألحق بها أضراراً فاقت كل ما كان أصابها من المحن في القرون الثلاثة الأولى، إذ كان السيف يحصد بنيها حصداً مخيفاً. لأن القياصرة الوثنيين كانوا يسفكون دماءَ بنيها، فتُنبت تلك الدماء كنائس جديدة وجماعات مسيحيّة جديدة، كما قال ترتليانس. أمّا يوليانس، وقد كان ربيب البيت، فكان يعرف كيف يدك أسس ذلك البيت. بدأ فأقفل المدارس المسيحيّة، ومنع الوعظ والخطابة، وأعاد الأساقفة الكاثوليك المبعدين إلى كراسيهم، وتركهم مع الدخلاء من الأساقفة غير الكاثوليك لتسود البلابل في الكنائس، وأخذ يفتك بمن يجرأ على مقاومة تلك المراسيم الجهنّمية. وزاد على ذلك جميعه بأن بعث الوثنيّة من رمسها، وأعاد لها هياكلها ومعابدها. فكانت هذه الضربة شرّ كل ما سبقها من الضربات، لأنّ الأولى كانت ظاهرة علنيّة، أمّا هذه فكانت خبيثة خفيّة. والقديس أوغسطينس يقول في ذلك: "أنّه يجب الحذر كل الحذر من الحيّة الجهنّمية، إذ تهاجمنا بالخداع والتمويه، فوق الحذر منها إذ تكشّر عن أنيابها وتقابلنا بشراسة ظاهرة".

أمّا أمليانس، فهو إحدى ضحايا الملك الجاحد يوليانس. فإنّه لمّا رأى معابد الأصنام تعود إلى مجدها في مدينة دوستور، من أعمال ميسيا، إتّقدت فيه الغيرة والحماسة. فقام يخرّب تلك المعابد ويضرم فيها النيران ويحطّم ما نُصب فيها من الأصنام. فقُبض عليه وسيق أمام والي المدينة. فأمر به، فأحرق بالنار، وبذلك تمَّ إستشهاده ونال إكليل المجد.

وقد مدحه كل من المعلّم ثاوذوريتس ومن القديسين العظيمين إيرونيمس وأمبروسيوس، لأنّ عمله هذا كان عمل شجاعةٍ وحماسة دينيّة وغيرةٍ على بيت الرب. أنّ عبادة الصنم هي بالحقيقة عبادة المادّة وانتصار الرذيلة على الفضيلة. وكان ذلك سنة 362 للمسيح.

 

استشهاد القديس يوحنا وسمعان ابن عمه (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم استشهد القديسان يوحنا وسمعان ابن عمه اللذين من شبراملس (مركز زفتي غربية). وقدكانت والدة يوحنا عاقرا فداوم والده علي الصلاة إلى الرب أن يعطيه ولدا يقدمه نذرا له فرأي في رؤيا كأن القديس يوحنا المعمدان يعلمه أن الرب سيعطيه ولدا. فلما رزق بهذا القديس سماه يوحنا وبني كنيسة علي اسم القديس يوحنا المعمدان فلما نشأ الصبي وصار عمره إحدى عشر سنة كلفه والده رعاية غنمه فكان يوزع غذاءه علي الرعاة ويبقي هو صائما طول يومه. ولما علم والده ذهب إليه ليتحقق هذا الأمر فلما رآه الصبي خاف أن يضربه وهم بالهروب. فطمأنه والده ثم سأله عن غذائه فأجابه: انه في العشة فلما دخل والده وجد المقطف ملآنا خبزا فعاد وأعلم والدته بذلك وفرح الوالدان بالنعمة التي شملت ولدهما ومنعاه من رعاية الغنم وسلماه لمن علمه كتب الكنيسة. ولما بلغ من العمر ثماني عشرة سنة رسموه قسا. أما سمعان ابن عمه فكان أيضا يرعي غنم أبيه فترك ذلك وتتلمذ لهذا القديس وقد أجري الله علي يدي القديس يوحنا آيات كثيرة. ولما أثار دقلديانوس عبادة الأوثانذهب القديسان يوحنا وسمعان إلى الإسكندرية واعترفا أمام الوالي بالسيد المسيح فعذبهما كثيرا وأخيرا قطع رأسيهما ونالا إكليل الشهادة.

صلاتهما تكون معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: نياحة القديس أشعيا المتوحد

في مثل هذا اليوم تنيح القديس العظيم الأنبا اشعياء الذي كان متوحدًا بجبل شيهيت.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.