قدّاس عيد قلب يسوع في بكركي
بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك الرّاعي عظةً قال فيها إنّ "مند ٣٤٤ سنة وتحديدًا أي منذ ١٦٧٣ عندما كشف الرب يسوع سر حب قلبه للقديسة مرغيريت ماري ألاكوك في فرنسا، وعبادة قلب يسوع قائمة في الكنيسة"، مشيرًا إلى أنّها "تكريم حبّه اللّا متناهي الذي بلغ به إلى تقديم ذاته ذبيحة فداء خطايا البشر".
وعبّر الراعي عن سعادته للاحتفال بعيد قلب يسوع الأقدس مع عائلة قلب يسوع المنتشرة في كلّ المناطق اللبنانيّة وفي الأراضي المقدّسة والخارج. ورفع ذبيحة الشكر لقلب يسوع الأقدس الذي أشعل في قلوب أعضاء العائلة محبّته فجسّدوها أعمال خير ومحبّة، وأنشأت مركزها الاجتماعيّ الذي يحمل الفرح للعائلات المعوزة ويحمي كرامتها.
وأضاف البطريرك قائلاً "إنّ ما تشهده عائلة قلب يسوع من ثمار المحبّة التي تتزايد هي التي زادت أعضاءها يقينًا وإيمانًا بأنّها كلّها تنبع من محبّة قلب يسوع الأقدس"، لافتًا إلى أنّ "العبادة لم تبقَ على مستوى العاطفة والمشاعر نحو قلب يسوع المطعون بالحربة بل تعدّته إلى أعمال محبّة تخفف من آلام كل متألم مطعون بحربة ما: حربة الجوع والعوز، حربة المرض والوحشة، حربة الظلم والإقصاء، حربة النزاعات والتشريد، حربة الحرن والموت واليتم،وسواها من حربات تطعن قلوب الكثيرين". وشدد الراعي على حربة الخطيئة، فالمسيح في ظهوره على القديسة مرغريت ماري بجراحاته الخمسة اشتكىلها من إساءات الخطأة ونكران الجميل الذي يلقاه من النّاس.
وقدّم الراعي هذه الذبيحة الإلهية تكفيرًا عن خطايا جميع البشر وعن الخطايا التي ترتكب في وطننا وفي بلدان الشرق الأوسط، كخطايا الحرب والنزاعات والقتل والتهجير المتفاقمة.
وأضاف "ليس أقل جرمًا القتل الروحي بحمل الناس إلى الخطيئة وامتهان الشرّ، والقتل المعنوي بالقهر والظلم وانتهاك الكرامة والحقوق، والقتل المادي بالافقار والتجويع وسلب مال الغير وممتلكاته، والقتل الوطني عندما يتحوّل العمل السياسي إلى مصالح شخصيّة وفئوية ومكاسب مالية على حساب الخير العام، وعندما ينتهك الدستور والقانون وعندما يحمى المجرم ويعتدى على البريء...".
وأكّد الراعي أنّ "كل هذه الخطايا أساءت لله ولمحبّته الظاهرة في قلب يسوع الأقدس والمحبّ"، مشيرًا إلى أنّ عبادة القلب الأقدس هي حاجة لكل إنسان وبخاصة كل مسؤول لأنّ "هذا القلب الإلهي هو المصدر الأساس لحسن القيام بواجب المسؤوليّة بتفان وتجرّد وحبّ".
وختم الراعي عظته قائلًا "في عبادة قلب يسوع نتتلمذ للمسيح الوديع والمتواضع القلب، ونتخلّق بأخلاقه: المحبة والعذوبة والحنان، روح الخدمة والتجرّد، المقدرة على الغفران التي تفوق المقدرة على الشرّ، التفكير في كلّ ما هو حقّ وعدل وصالح الالتزام به".