دينيّة
28 أيلول 2015, 21:00

قديسو اليوم : 29 ايلول 2015

تذكار القديس روحانا – وهو كرياكوس الناسك (بحسب الكنيسة المارونية) لفظة روحانا سريانية معناها الروحاني لُقِّب بها القديس كرياكوس "عبد الرب" لاتحاده بالله وكثرة تأملاته وشغفه بالاعمال الروحية.ولد كرياكوس سنة 448 في مدينة كورنتس التي بشرها القديس بولس. كان والداه فاضلين تقيين لا غبار عليهما، وكان اسقف المدينة خاله فعني بتربيته وتثقيفه على اكمل وجه. ولما بلغ اشده رسمه شماساً، ولكثرة مطالعته الكتب الروحية وتأمله حياة السيد المسيح، مالت نفسه الى حياة الوحدة والتأمل. واثناء زيارته الاراضي المقدسة ذهب الى دير القديس جراسيموس حيث ترهب، فكان راهباً نشيطاً، مطيعاً يهتم بالتأملات الروحية كثيراً، لا يأكل الا مرة واحدة في اليوم. فأحبه القديس جراسيموس جداً، حتى كان يصطحبه كل سنة للاختلاء في البرية ايام الصوم الاربعيني.

ولما توفي القديس جراسيموس سنة 475 ذهب روحانا الى المناسك يتأمل ويصوم ويصلي، ثم اتى الى دير سوكا وقام بخدمة المرضى واستقبال الزائيرين والمسافرين. ثم ارتسم كاهناً لاجل خدمة الكنائس واخوتهِ الرهبان فكان ذلك الكاهن المثالي يتفانى في خدمة النفوس بما اوتيه من علم وغيرة رسولية. واستمر مواظباً على ذلك مدة تسع وثلاثين سنة. كان موضع ثقة جميع النساك ومحبتهم واحترامهم.
ثم اراد التوغل في البرية فذهب مع تلميذه يوحنا واخذ يتنقل من قفر الى قفر مبالغاً في عيشته النسكية فمنحه الله صنع العجائب وذاع صيت قداسته فتقاطرت الناس اليه وكان يشفي المرضى ويطرد الشياطين باشارة الصليب.
ولما كانت هرطقة اوريجانوس قد تسربت الى بعض الاديار، جاء يقاومهم ويرشد رهبانه ويبين لهم اضاليل تلك الهرطقة ويعزيهم في جهادهم ويشجعهم على التمسك بالايمان الحق. وقضى ايامه الاخيرة في كهف القديس خريطون الكبير مثابراً على خطته المثلى بالقداسة الى ان رقد بالرب سنة 554 وله من العمر مئة وسبع سنين. صلاته معنا. آمين!

قرياقوس الناسك (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
معنى اسمه "عبد الرب". وهو من كبار النسّاك في البراري الفلسطينية، ولد سنة 448 في قورنثس الشهيرة. وكان أبوه فاضلاً، وخاله أسقف المدينة، طبع في قلبه الميل الى اكتساب الفضائل ورسمه شماساً. ولما بلغ الثامنة عشرة، ترك دار الأسقفية سراً الى فلسطين وزار الأماكن المقدسة ودخل ديراً في أورشليم وتتلمذ لرئيس يدعى إفستُرجيس.
وكان من عادة هؤلاء الرهبان أن ينتشروا في البراري في الصيام الخمسيني ليعيشوا على الأعشاب وأعمال الإماتات الكبرى ولا يعودون الى ديرهم إلا للاحتفال بأسبوع الآلام والقيامة. ولما رأى جراسِمُس ما عليه تلميذه قرياقوس من الفضائل، اصطحبه معه سنوياً ليتسابقا في أعمال النسك الشديدة، وثابر قرياقوس تسع سنوات على تلك الحياة وكان مثالاً لسائر النسّاك. ولما دبّ روح الخصام بين أولئك الرهبان وآباء دير القديس ثاوكتستس على مال أوصى به أحد الأشراف، ترك قرياقوس منسكه وذهب الى قفر سوكا حيث كان يعيش جمهور من النسّاك.
فرح به النسّاك لفضائله وكلّفوه العناية بالمرضى والزوار والمسافرين. ولاهتمامه الروحي الكثير بهم، رسموه كاهناً وله من العمر أربعون سنة. فتفرّغ للخدمة في سبيل النفوس حتى صار شيخاً، وكانوا يحيطونه بمظاهر الإكرام.
ولما ناهز الثمانين، تاق الى العزلة الكاملة فتوغل في البرية مع تلميذ له اسمه يوحنا، وسكن قفر ناطوف طوال خمس سنوات يقتات بالأعشاب ويسبّح ليل نهار الخالق المبدع. فكان ملاكاً سماوياً بهيئة انسان أرضي. وذاع صيت قداسته وصنع أعاجيب وأضحى القفر مزاراً تتقاطر اليه الناس، فخاف قرياقوس أن يخسر روح الإختلاء والاتضاع فذهب الى برية روبان حيث بقي خمس سنوات وصار ابن تسعين، ولكثرة تقشفه اصبح هيكلاً عظيماً. وطلبته الناس وتدفقت الى منسكه. فهرب من هناك أيضاً وجاء الى قفر سوزاكا. وعاش في هذا القفر سبع سنوات أخرى. وحينما عرف الرهبان مقره، قصدوه طالبين بركاته وإرشاداته. وزاره يوماً الراهب كيرلس فخرج عليه أسد يزأر فاستجار المسكين بصوتٍ عالٍ سمعه قرياقوس فزجر الأسد وابعده عنه وقال لكيرلس :"إن هذا الأسد يدافع عني وعن مزرعتي".
وفي شيخوخته حارب البدع، وقد كانت قواه العقلية كاملة ولسانه فسيحاً حتى رقد بالرب في عام 555 وهو ابن مئة وسبع سنين.

قرياقوس الناسك (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
معنى اسمه "عبد الرب". وهو من كبار النسّاك في البراري الفلسطينية، ولد سنة 448 في قورنثس الشهيرة. وكان أبوه فاضلاً، وخاله أسقف المدينة، طبع في قلبه الميل الى اكتساب الفضائل ورسمه شماساً. ولما بلغ الثامنة عشرة، ترك دار الأسقفية سراً الى فلسطين وزار الأماكن المقدسة ودخل ديراً في أورشليم وتتلمذ لرئيس يدعى إفستُرجيس.
وكان من عادة هؤلاء الرهبان أن ينتشروا في البراري في الصيام الخمسيني ليعيشوا على الأعشاب وأعمال الإماتات الكبرى ولا يعودون الى ديرهم إلا للاحتفال بأسبوع الآلام والقيامة. ولما رأى جراسِمُس ما عليه تلميذه قرياقوس من الفضائل، اصطحبه معه سنوياً ليتسابقا في أعمال النسك الشديدة، وثابر قرياقوس تسع سنوات على تلك الحياة وكان مثالاً لسائر النسّاك. ولما دبّ روح الخصام بين أولئك الرهبان وآباء دير القديس ثاوكتستس على مال أوصى به أحد الأشراف، ترك قرياقوس منسكه وذهب الى قفر سوكا حيث كان يعيش جمهور من النسّاك.
فرح به النسّاك لفضائله وكلّفوه العناية بالمرضى والزوار والمسافرين. ولاهتمامه الروحي الكثير بهم، رسموه كاهناً وله من العمر أربعون سنة. فتفرّغ للخدمة في سبيل النفوس حتى صار شيخاً، وكانوا يحيطونه بمظاهر الإكرام.
ولما ناهز الثمانين، تاق الى العزلة الكاملة فتوغل في البرية مع تلميذ له اسمه يوحنا، وسكن قفر ناطوف طوال خمس سنوات يقتات بالأعشاب ويسبّح ليل نهار الخالق المبدع. فكان ملاكاً سماوياً بهيئة انسان أرضي. وذاع صيت قداسته وصنع أعاجيب وأضحى القفر مزاراً تتقاطر اليه الناس، فخاف قرياقوس أن يخسر روح الإختلاء والاتضاع فذهب الى برية روبان حيث بقي خمس سنوات وصار ابن تسعين، ولكثرة تقشفه اصبح هيكلاً عظيماً. وطلبته الناس وتدفقت الى منسكه. فهرب من هناك أيضاً وجاء الى قفر سوزاكا. وعاش في هذا القفر سبع سنوات أخرى. وحينما عرف الرهبان مقره، قصدوه طالبين بركاته وإرشاداته. وزاره يوماً الراهب كيرلس فخرج عليه أسد يزأر فاستجار المسكين بصوتٍ عالٍ سمعه قرياقوس فزجر الأسد وابعده عنه وقال لكيرلس :"إن هذا الأسد يدافع عني وعن مزرعتي".
وفي شيخوخته حارب البدع، وقد كانت قواه العقلية كاملة ولسانه فسيحاً حتى رقد بالرب في عام 555 وهو ابن مئة وسبع سنين.

أبينا البار كيرياكوس السائح‎ (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
ولد القدّيس كيرياكوس في مدينة كورنثوس عام 448 من أب كاهن وأم تقية. نشأ على محبة المسيح في كنف ذويه إلى أن بلغ الثامنة عشرة، غادر بعدها موطنه سراً إلى أورشليم لأن روحه احتدت فيه ورغب في الحياة الملائكية.
ولما بلغ المدينة المقدسة وسجد لعود الصليب، سمع بالقدّيس افتيميوس الكبير (377 - 473) فجاء إليه وسأله أن يقبله في عداد تلاميذه. فعرف افتيميوس، بروحه، ما سيكون عليه كيرياكوس فألبسه الإسكيم الكبير وأرسله إلى القديس جيراسيموس الأردني، بالقرب من البحر الميت، لأنه لم يشأ أن يعثر الشيوخ بقبوله فتى في عدادهم.
بقي كيرياكوس في عهدة القديس جيراسيموس تسع سنوات. ولما رقد معلمه تنقل بين عدد من الأديرة والكهوف كان أحبها إلى قلبه كهف القديس خاريطن في برية تكوا، جنوبي شرقي بيت لحم، الذي كان عبارة عن فجوة هائلة فيها مغاور بشكل طبقات شديدة البرودة، كثيرة الرطوبة. هنا بالذات رقد القديس كيرياكوس بعد عمر مديد بلغ المئة سنة وسبعاً.
‏كان كيرياكوس قوي البنية، وقد بقي كذلك إلى سن متقدمة رغم أصوامه وأسهاره القاسية. قال عن نفسه انه لم يغضب مرة واحدة في حياته ولا عرفته الشمس آكلاً لأنه كان يتناول وجبته اليتيمة بعد غروب الشمس.
‏أقام في دير القديس افتيميوس عشر سنوات صامتاً. سيم كاهناً وجعل خادما لكنائس الرهبان في دير سوقا القريب من الكهف، ثلاثين سنة.
انصرف في سن السبعين إلى برية ناتوفا حيث أمعن في النسك. ينقل انه لم يكن يتناول هناك سوى نوع من البصل البري المر الذي رجا الله أن يجعله حلوا فمنّ عليه بذلك.
‏كان كيرياكوس يعشق الخلوة. وكلما لاحقه الناس فر من أمامهم. وقد بقي ينتقل حتى في التسعينات من عمره. يقال، في هذا السياق، انه أقام في سوساكيم وحيداً وهو في التسعين. وقد أرسل له الله أسداً دجنه وجعله حافظاً لحديقته.
‏منحه الله موهبة صنع العجائب فكان يشفي المرضى ويطرد الشياطين بكلمة الله وإشارة الصليب.
‏تصدى لتعليم أوريجنوس الفاسد الذي كان قد تفشى في صفوف الرهبان وهو في التسعينات.
‏أخيراً رقد في الرب بسلام ممتلئاً من نعمة الله.
ملاحظة : تعيد له الكنيسة اللاتينية و الكنيسة المارونية في نفس هذا اليوم و يطلق عليه الموارنة اسم روحانا أي الروحاني لسمو منزلته .

تذكار ابينا الباركرياكس الناسك (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كرياكس، ومعنى إسمه عبد الرب، هو من كبار النسّاك، الذين عطّروا البراري الفلسطينيّة بعبير فضائلهم.
ولد كرياكس سنة 448 في مدينة كورنثس، العظيمة بغناها وجمالها وتجارتها، الشهيرة بكرازة الرسول بولس فيها، وبما كتبه من الرسائل البديعة إلى أهلها. وكان أبوه يوحنّا رجلاً فاضلاً، وأمّه افذوكيّا من خيرة النساء المتعبّدات. وكان خاله أسقفاً على تلك المدينة، فعُني به عناية خاصة، وطبع في قلبه منذ الصغر محبّة الله والميل إلى إكتساب الفضائل.
وما كاد الولد يبلغ أشدّه حتى ثقّفه خاله بشتّى العلوم، وضمّه إلى جماعة إكليرسه، ورسمه شمّساً ووكّل إليه قراءة الأسفار الإلهيّة للمؤمنين في الكنيسة. فكانت له تلك القراءات الروحيّة أنواراً سماويّة تنير عقله وتضرم روح الإيمان والعبادة في قلبه. فأخذت نفسه تميل إلى حياة الوحدة والـتأمّل والصلاة.
فلمّا بلغ الثامنة عشرة من عمره، ترك الدار الأسقفيّة سرّاً، وركب البحر وأقلع إلى بلاد فلسطين، حيث كانت الحياة الرهبانيّة والنسكيّة في أوج بهجتها وازدهارها. فزار الأماكن المقدّسة، وملأ فؤاده من العواطف السماويّة التي تثيرها زيارة المهد والجلجلة والقبر المقدّس. ثم دخل دير أورشليم، وتتلمذ فيه لرئيس يُدعى إفستُرجيس، وعنه أخذ مبادىء حياة الصلاة والطاعة والفقر والتجرّد.
وكان إسم أفثيميوس في تلك الأيام يملأ الآفاق. وكان ديره بموج بالرهبان. وكان قد إتّفق مع صديقه وشريكه في النسك القديس جراسِمُس أن يحتفظ هذا بالمبتدئين وبصغار الرهبان، وأن يتفرّغ أفثيميوس لإدارة المناسك والمتقدّمين من النسّاك. فترك كرياكوس دير أورشليم، وذهب إلى الأنبا أفثيميوس وطلب إليه أن يقبله في عداد رهبانه. فأرسله أفثيميوس إلى جراسمس. فقبله هذا بسرور وفوّض إليه ما ألفَه الرهبان من الخدم كتكسير الحطب، ونقل الماء، وزراعة البقول، وعمل الخبز. فكان الراهب النشيط المطيع المتجرّد، الذي لم تكن له إرادة شخصيّة، ولا ميل خاص، ولا رأي يستقلّ بالسير عليه. ولكي يكون الراهب الكامل، عكف على الإكثار من الصوم، وعلى قهر الذات، وعلى التأملات الروحيّة، حتى أنّه كان يجعل من عمله صلاةً دائمة، بإتّحاده المتواصل بالله.
وكان من عادة الرئيس جراسمس، وكثير من الرهبان والنسّاك، أن ينفردوا كل سنة في البريّة في أيام الصوم الأربعيني، ويتفرّغوا في الوحدة والصمت لأعمال الإماتات الكبرى، فيقضون الأيام والليالي في الصلاة، ويقتاتون من أعشاب الأرض ويضيّقون على أنفسهم بالصوم والسهر. فلمّا رأى جراسمس ما كان عليه تلميذه كرياكس من النشاط في ممارسة الفضائل، صار يصطحبه معه كل سنة إلى تلك الخلوة المباركة. فكانا يتسابقان إلى أعمال النسك الشديدة، ويشتركان في تلاوة المزامير، ويشجّع الواحد الآخر في تلك الحياة النسكية الشاقة.
وبقي كرياكس مثابراً على تلك الحياة تسع سنوات، حتى رقد جراسمس بالرب سنة 475. وكان القديس أفثيميوس قد سبقه إلى الحياة الأبدية السعيدة سنة 473. فترك كرياكس دير القديس جراسمس وذهب إلى المناسك المنفردة التي أسّسها القديس أفثيميوس ليعيش هناك عيشة الرهبان المتوحدّين.
فانزوى كرياكس هناك في منسكٍ منفردٍ، وراح يتابع تلك الحياة الملائكيّة، التي كان قد بدأ تحت إدارة وإرشاد أبيه جراسمس. فكان مثالاً لسائر النسّاك بحبه للصمت، وإماتاته العجيبة، ومثابرته على الصلوات، وتجرّده الكامل عن إرادته وعن كل ما من شأنه أن يكون رغبةً خاصة به. فقضى في تلك الطريقة عشر سنوات، حتى تكمل في الفضائل الإنجيليّة.
ولمّا دبّ روح الخصام بين أولئك الرهبان وآباء دير القديس ثاوكتستس، على مال كان قد أوصى به أحد الأشراف، ترك كرياكس منسكه وذهب إلى قفر سوكا، حيث كان يعيش جمهور من النسّاك، فانضمّ إليهم. لأن نفسه الوديعة المتجرّدة كانت تأبى الخصام، وتهرب من روح الإنقسام، الهدّام للحياة الروحيّة والفضائل النسكيّة.
وفرح به النسّاك في سوكا فرحاً عظيماً. ولمّا رأوا ما كان عليه من الوداعة والمحبّة وروح الإتضّاع وكّلوا إليه العناية بالمرضى وإستقبال الزوّار والمسافرين. فكان ملاكاً أرضياً بغيرته وبشاشته. وكان رسولاً مع الزائرين، ينتهز فرصة مرورهم بتلك المناسك ليقوّي فيهم روح الإيمان ويرجع المتوانين منهم إلى الله.
فلمّا رأو منه تلك الفضيلة الكبرى والتجرّد الكامل، رسموه كاهناً وأقاموه لخدمة كنائي الرهبان. وكان له إذ ذاك من العمر أربعون سنة. فكان الكاهن الراهب الأمثل، الذي ينسى ذاته ويضحّي بكل شيء، حتى بحياته. في سبيل النفوس الموكولة إلى عنايته.
وبقي كرياكس مواظباً على تلك الحياة النسكيّة والكهنوتيّة معاً مدّة تسع وثلاثين سنة، حتى صار شيخاً كبيراً طاعناً في السن. فكان الأب الجليل الوقور المحبوب عند الجميع.
فلمّا ناهز كيرياكس الثمانين، تاقت نفسه إلى الإنفراد والعزلة الكاملة، لكي يستعد بالصمت والإتّحاد الدائم الكامل بالله، للوقوف أمام منبره تعالى. فترك قفر سوكا ورهبانه ومناسكه وكنائسه، وتوغّل في البريّة مع تلميذٍ له إسمه يوحنّا، وجاء وسكن قفراً موحشاً يُدعى قفر ناطوف، وبقي هناك خمس سنوات متوالية بقتات من الأعشاب، ويسبّح الخالق المبدع ليل نهار.
وذاع صيت قداسته، فصارت الناس تفد إليه لتتبرّك منه وتستمدّ صلاته وأدعيته. . لكن كرياكس خاف أن يخسر مع الناس روح الإتّضاع والإختلاء. فترك ذلك القفر وذهب وسكن بريّة روبان.
وبقي كرياكس خمس سنوات في هذه الفياقي البعيدة الموحشة، لا عمل له سوى الصلاة والصوم، حتى صار إبن تسعين سنة، وأضحى لكثرة تشديده على نفسه هيكلاً عظيماً واقفاً، أو شبحاً يتحرّك.
لكن الناس طلبته فوجدته، وعاد سيل الزوار يتدفّق إلى مسكنه. فكانت تأتيه زرافات ووحداناً، لترى ذلك الرجل العجيب والقديس الشيخ الجليل. فقام وتوغّل في البريّة وجاء وسكن في قفر يدعى سوزاكا حيث لا يعرف به إنسان.
وعاش كرياكس في هذه المجاهل سبع سنوات. حتى ناهز عمره المئة. لكن الرهبان عرفوا مقرّه، فجعلوا يقصدونه طالبين بركاته وإرشاداته.
وبقي كرياكس يتمتّع بقواه العقلية رغم شيخوخته الكبيرة. وبقيت قامته عالية، وكلامه عذباً لطيفاً، وأطباعه جميلة، ولسانه فصيحاً، وفكره ثاقباً، وعلمه صحيحاً حتى آخر أيامه.
ورقد بالربّ، وهو إبن مئة وسبع سنين، سنة 554 أو 555. فبكته الأديار والقفار، والكنائس والمناسك، وراحت تطلب معونة شفاعته من بعد وفاته.

اليوم الثالث من أيام عيد الصليب المجيد (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
اليوم الثالث من أيام عيد الصليب المجيد
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : تذكار إصعاد القديس غريغوريوس البطريرك الأرمني من الجب 
نعيد في هذا اليوم بتذكار القديس غريغوريوس بطريرك الأرمن. هذا الذي صار شهيدا بغير سفك دم. ذلك انه جعل نفسه عبدا في بلاد أرمينية أيام الملك تريدانه حوالي سنة 270 م. وكان هذا الملك غير مسيحي. ولما دخل هيكل الأصنام ليبخر لها استدعى القديس ليبخر معه فلم يقبل. فعذبه بأنواع العذاب القاسية، وأخيرا ألقاه في جب فارغ.. فأقام القديس فيه خمس عشرة سنة. وكانت بجانب الجب أرملة عجوز أبصرت في رؤيا من يقول لها: اصنعي خبزا وألقيه في هذا الجب. فاستمرت. تفعل هكذا خمس عشرة سنة. وحدث أن أمر الملك بقتل العذارى أربسيما وغباتا وصاحباتهما، ولأنه كان يريد الزواج من القديسة أربسيما فقد حرن جدا لقتلها، وأصابه مرضعضال لم يشفي منه إلا بعد أن رأت أخته في منامها من يقول لها ان لم تخرجوا غريغوريوس من الجب لا يبرأ أخوك. فاصعدوه من، الجب وصلي على الملك فشفى من أمراضه. شفاعته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. أمين.