دينيّة
17 أيلول 2022, 07:00

قتلوا بناتها فتمسّكت بإيمانها، من هي؟

ميريام الزيناتي
أرملة بشّرت وبناتها بالمسيح في العهد الوثنيّ، تحدّت الاضطهاد وتمسّكت بإيمانها بالرّغم من كلّ التّهديدات، هي القدّيسة صوفيا الّتي تعيّد الكنيسة اليوم تذكارها وتذكار بناتها الثّلاث.

ولدت صوفيا في إيطاليا وتربّت في كنف عائلة وثنيّة، تزوّجت ورُزقت بثلاث بنات فكنّ سرّ سعادتها ورجائها بالرّغم من وفاة زوجها وترمّلها.

ما هي إلّا بضع سنوات بعد وفاة زوجها حتّى بدأت رسالة صوفيا إذ وجدت نفسها متعلّقة بالدّيانة المسيحيّة وتعاليمها الّتي نقلتها إلى أولادها، فتوجّهت إلى روما حيث قبلت وإيّاهنّ سرّ العماد المقدّس.

لم تكتف صوفيا وبناتها الثّلاث بنيل سرّ العماد بل أردن نشر تعاليم يسوع في أرجاء البلاد، فأخذن يُبشّرن به الوثنيّين، واهتدى الكثير منهم إلى الدّيانة المسيحيّة.

وما إن علم الملك بنشاط هؤلاء النّساء حتّى أمر بإلقاء القبض عليهنّ، هدّد صوفيا بأشدّ العقوبات لكنّها لم تأبه لتهديداته، فأمر بقطع رأس ابنتها البكر الّتي لم تكن قد تجاوزت الثّانية عشرة من عمرها ظنًّا منه أنّها ستعدل عن إيمانها خوفًا على بناتها الأخريات، إلّا أنّ صوفيا أخذت تُصلّي متمسّكة بإيمانها أكثر فأكثر.

أمر الملك بتعذيب الإبنة الثّانية وكانت تبلغ عشر سنوات، ثمّ أمر بقطع رأسها، ورمى بالفتاة الثّالثة في النّار، ولمّا خلُصت من عذابات النّيران، أمر الملك بقطع رأسها هي أيضًا.

وبالرّغم من حزنها وأساها على بناتها ظلّت صوفيا متمسّكة بإيمانها ورفضت التّخلّي عن المسيح، فارتأى الملك أن يدعها تعيش بعدهنّ ليحرق قلبها قبل أن يقطع رأسها، وها هي اليوم تتربّع وبناتها على عرش الشّهادة والقداسة، فلنتشبّه بهذه القدّيسة ونتمسّك بإيماننا لنكسب عرش السّماء.